الغالي شقيفات يكتب.. الفلول والتمكين مع كورونا
ذكرت الأخبار أنّ الشرطة ألقت القبض على (12) من عناصر ومنسوبي الحزب المحلول عقب إقامتهم لتجمع (إفطار رمضاني)، قالت لجنة إزالة التمكين إنه تم بغرض سياسي بحدائق المطار غرب منتزه الرياض.
وأوضحت لجنة إزالة التمكين في بيان لها أن الإفطار تم وفقاً لشعارات سياسية وتنسيق كامل مع هيئة عمليات جهاز المخابرات العامة (جهاز الأمن والمخابرات الوطني سابقاً).
وأكدت أن الشرطة دونت بلاغات في مواجهة المتهمين بموجب قانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو واسترداد الأموال العامة وقانون الإجراءات الجنائية، وذلك لممارستهم نشاطاً سياسياً تحت مظلة الحزب المحلول، وأشارت إلى أن هناك ترويجاً لهذا الإفطار من قيادات معروفة، فضلاً عن مخاطبات موثقة لهذه القيادات في إفطارات سابقة تدعو للكراهية والعنف في تحدٍّ سافر لقيم الثورة التي قضت بنشاط الحزب المحلول، استناداً على الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية 2019 وقانون تفكيك نظام الثلاثين من يونيو 1989 واسترداد الأموال العامة. هذا كله أمر جيد لا أحد يعترض على محاربة الفلول، إلا أننا نعيب على لجنة إزالة التمكين ولجنة الطوارئ الصحية وصحة ولاية الخرطوم عدم اعتراضهم على المخاطر الصحية للتجمعات، ويتحدثون عن القضية السياسية.
وبرأيي، المسألة الصحية وانتشار كورونا هي الأخطر من الشعارات التي يرفعها منسوبو الوطني المحلول، ولهذا كان من الأفضل حث منسوبي الوطني ودعوتهم لعدم التجمع وتحدي الشعب ووضع صحة الشعب فوق أجندتهم السياسية، والنظر إلى الخطر الصحي الذي تسببه تجمعاتهم، وكما ترون أيها الكيزان أن الغطرسة السياسية تلاحمت بواقع الجائحة في الهند هذا الأسبوع، إذ كانت حكومة مودي القومية الهندوسية قد زعمت في بداية شهر مارس/ آذار الماضي نهاية لعبة “كوفيد – 19″، وها هو هذا البلد يعيش اليوم جحيماً حياً، وفقاً للتقارير الإخبارية وحدث الانتشار الفائق بعدما ملأ الآلاف، ملاعب الكريكيت وغطس ملايين الهندوس في نهر الغانج خلال ما يسمونه مهرجان “كومبه ميلا”، وهو يشبه تجمعكم في ساحة الحرية وتشييع الزبير أحمد الحسن.
فانتصروا للشعب والوطن والصحة العامة ولا تنتصروا لأجندتكم السياسية والحزبية، وندعوهم للعمل إلى وحدة الشعب ودعم لحمته الوطنية والابتعاد من أيديولوجيتهم التي جلبت لنا الكثير من الويلات، وعزّزت التخلف، وعليهم أن يعلموا أن السلام دور حضاري وتنويري وتثقيفي، وأن قيادته الحقيقية لا توظف الأزمات لخدمة الأجندات والغايات الحزبية والمكاسب الخاصة والجماعات التي تدعو للتجمهر والتظاهر تحت ستار الإطارات الجماعية، عليها أن تعلم أنّ الإسلام يدعو للمحبة والتسامُح وليس العنف والدم والقتل، ونقول لكم قدموا الوجه الناصع والمُشرف للإسلام السياسي.