كتب: سراج الدين مصطفى
مدرسة فارعة ذات قيمة ومضمون!!
الهادي حامد مدرسة فارعة ذات قيمة ومضمون ولها تأثيراتها على مجمل الأجيال اللاحقة من المطربين.. وذلك السبب دفع بالراحل محمود عبدالعزيز أن يطلق تصريحه الشهير حينما كان يقوم بالتسجيل لبرنامج (مع محمود) الذي كان يبث يومياً على قناة الشروق في رمضان العام 2011.. وفي تلك الحلقات التوثيقية شارك العديد من المطربين معه ولكن اختص الهادي الجبل ومحمود تاور بكلمات جميلة وردت في متن هذا الخير(أبدى الفنان الشاب محمود عبد العزيز غبطته البالغة بمشاركة الفنانين الكبار ببرنامجه (مع محمود) الذي يذاع يومياً عبر قناة الشروق أمثال محمود تاور والهادي الجبل وصديق سرحان وغيرهم.
وقال محمود في حديثه إن الهادي الجبل وتاور قدما أداء رائعاً أثناء مشاركتهما في حلقات البرنامج، وأردف (قدام الاثنين ديل حسيت إني ما بعرف أغني) في إشارة منه إلى تألقهما اللافت خلال الحلقة.
حينما تتغافل الأجهزة الإعلامية عن الهادي الجبل!!
أصبح من العادي أن نقول بأن الهادي الجبل فنان مدرسة.. جملة أصبحت اعتيادية ولا تحمل جديداً.. ولكنها في ذات الوقت تكرس لمبدأ الحقوق التي أصبحت تضيع في هذا الزمن.. ونحن حينما نعيدها ونكررها لأن الأجهزة الإعلامية عيونها لا ترى.. آذانها لا تسمع.. معدو برامجها لا يدركون قيمته الفنية العالية.. هكذا يتم تجاهل فنان بقامة ووسامة الهادي حامد ود الجبل.. هذا الفنان الذي ظل يجد التجاهل من أجهزتنا الإعلامية في كل برامج رمضان وحتى في الأيام العادية لا يجد الإنصاف والعدل في توزيع الفرص التي احتكرها البعض دون حق. في كل عام وفي كل يوم يغيب الهادي الجبل بفعل النظرة القاصرة لمجمل أجهزتنا الإعلامية التي لا ترى أبعد من الذين يجلسون في استقبالها لساعات طويلة طمعاً في الظهور.. وذات هذه الأجهزة الإعلامية التي تبحث عن (الجاهز) تتجاوز فنانا بقيمة وقامة الهادي الجبل الذي يجلس بعيداً هناك في جبل أولياء في عزلة فرضت عليه ولم تكن اختياره.
صاحب موهبة أصيلة قلما يتكرر مثلها!!
يمثل الموسيقار الفنان الهادي الجبل بألحانه المتألقة بالزخرف المتقن عصراً مزدهراً في الموسيقى السودانية، استوعب في ذاكرته كل فنون الغناء لمن سبقوه فيها. حفظها وغناها فاستوعبها، فانطلق من خلال فكر متميز يبدع لنا أجمل ألحانه المزينة بالمحسنات والزخارف المتميزة.. وكل ذلك نجمله في كونه صاحب موهبة أصيلة قلما يتكرر مثلها موسيقي مجدد يبحث عن الجديد دائماً، وتفوق في هذا الميدان على كثيرين وهو كذلك مطرب محبوب فاعتمد على نفسه في غناء ألحانه، ويرتكز الهادي حامد على ثقافة عالية في الموسيقى وهو واحد من أخطر رواة الغناء السوداني.. رغم أنه لا يظهر ذلك وذلك لطبيعته الساكنة والهادئة.. فهو لا يلجأ لأجهزة الإعلام للثرثرة والكلام غير المفيد ويذهب لأجل الغناء فقط.. ولا يوجد أي جهاز إعلامي حاول النبش في تفاصيل شخصيته.. ولكنه يظل فناناً عظيماً قدم فناً راقياً اعتمد على رقي الكلمة واللحن والأداء كما احترم الجذور الشعبية للفن.
انسحاب محمود عبدالعزيز من مهرجان بسبب الهادي الجبل!!
في زيارة له في جبل أولياء سألته عن مدرسته الفنية وكيف ينظر لها فقال: (إذا استطاع الواحد أن يعمل مدرسة فهذا شيء جيد فالمدرسة يجب أن يكون فيها ناس يستفيدوا منها واعتقد أن الفائدة الكبيرة بالنسبة لي أنني خلقت لنفسي مدرسة وأن التاريخ الفني سيشهد لي بذلك والمسؤولية صارت كبيرة بوجود هذه المدرسة ومطلوب مني جهد أكبر وأنا مواصل بصورة قوية ومتطورة وأقوم بتجويد أعمالي أكثر ولكن مجالنا يحتاج إلى تضافر جهود أكثر وللإعلام دور كبير في ذلك.
نماذج من وفاء محمود لأستاذه الهادي الجبل!!
من المعروف أن المدرسة الغنائية التي يمثلها الراحل محمود عبد العزيز هي مدرسة الهادي الجبل بحسب العديد من وجهات النظر الأكاديمية. والهادي ذات نفسه يمتلك قدرات مذهلة في الأداء وصوت متفرد. على الرغم من أن الهادي الجبل هو ربان هذه المدرسة إلا أن نصيبه من الإعجاب يكاد لا يذكر مقارنة بمحمود.. ومن النماذج الدالة على وفاء محمود عبد العزيز أنه كان بصدد المشاركة في مهرجان ميلاد في نسخته قبل الأخيرة.. حيث كان ينتوي المشاركة في المهرجان عبر مركز شباب بحري الذي كان يقوده حينها الأستاذ (أحمد الريس) ولكن الراحل محمود عبد العزيز انسحب في اللحظات الأخيرة من المهرجان بعد أن علم بمشاركة الهادي الجبل.. وقال بالحرف الواحد (الهادي الجبل منافستو صعبة)..