عبد الله مسار يكتب.. ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وانقراض القطيع السوداني

ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء ضأن وبقري في الأسبوعين المنصرمين بطريقة عالية جداً وقيل الأسباب هي:

١/ بالنسبة للتاجر والجزار

ارتفاع أسعار الدولار مقابل الجنيه ثم ارتفاع أسعار الوقود للترحيل من مناطق الإنتاج، كذلك الرسوم والجبايات التي تفرض من الأسواق وعلى الطرق حتى الجزارة والصادر

٢/ بالنسبة للرعاة والمنتجين

إهمال هؤلاء الرعاة ومربِّي الماشية والأغنام من قبل الدولة فيما يخص معيشتهم من حيث غلاء الأسعار وضعف الخدمات وصعوبة الحصول على تلك الخدمات، كذلك صعوبة حصول الراعي والمربِّي لضروريات الحياة، فالأسرة التي تستهلك شهرياً قيمة خروفين يحتاج على الأقل لثمانية خرفان وهكذا.

أمّا القطيع فحدِّث ولا حرج، انعدمت المراعي وكثرت أمراض القطيع وقلت وساءت الخدمات البيطرية وقل العلف وزاد سعره، وقلت خدمات القطيع وصعب حتى الحصول على المياه، بل صعب الحصول على الراعي ووجود المرعي نفسه، وصارت مهنة الرعي  طاردة ومتعبة جداً، بل انعدم الأمن بالنسبة للراعي وقطيعه، وقل إنتاج الحيوان وتوالده وكذلك الخدمات البيطرية، وهذه المهنة هجرها الشباب وصار حتى الحصول على راعٍ يرعاها صعب، حيث اتجه أغلب الشباب إلى مناطق التعدين أو الهجرة إلى خارج البلاد، وما عاد الرعي التقليدي هدف وعمل كثير من الشباب، وصار الملاك في حيرة بين ضعف خدمات لهم ولمواشيهم وقطعانهم، وبين غلاء في المعيشة وانفراط في الأمن، وبين جبايات ورسوم كثيرة، وبين ضيق وضعف في المراعي، وبين إهمال من الدولة.

المنتجون والمربون والرعاة صاروا في ضيقٍ شديدٍ، والقطيع السوداني في طريقه للانقراض بهذه العوامل الطبيعية، منها الجفاف والتصحر والبيئة وظروف المرعى.

وعليه إذا الدولة لم تلتفت إلى هذا القطاع فإن القطيع السوداني ماشية وضأن سوف ينقرض، ولذلك على الدولة الاهتمام بهذا القطيع، وخاصة وإن القطيع السوداني ثروة سودانية، وللعلم ثمن خروف يساوي برميلين وقود. يعني هذه الثروة هي رصيد الدولة الثابت والقوي ويعمل فيه عدد كبير من السودانيين، وخاصة وإن اقتصاد السودان كله يعتمد على الإنتاج الحيواني والزراعي.

عليه أيها الحكام اهتموا بهذا القطاع لأهميته، لأنه الرصيد القوي والعملة الصعبة لدولة السودان ويعمل فيه أغلب سُكّان السودان.

تحياتي