محمد البحاري يكتب.. ثقافة الفنان!!
(1)
الساحة الفنية مليئة جدًا بالأصوات الشابة والجميلة منهم من يملك مشروعا فنياً وخططاً مستقبلية، وهنالك من لا يحمل ولا صفة واحدة من صفات الفنان لكنه مصر أن يكون فناناً..
(2)
الفن ليس بالشيء السهل ولا يمكن أن يكون في متناول الجميع لأنه في الأول موهبة ربانية ومن بعد ذلك تحتاج كثيراً من الاجتهاد والمثابرة لأن الموهبة وحدها لا تكفي لتجعل منك فناناً بل تحتاج منك اجتهادا وبحثا وتنقيباً في الموسيقى بكل ضروبها حتى تكون ملماً بكل التفاصيل..
(3)
بعض الفنانين يرددون أغنيات الغير وتجدهم يجلهون أبسط المعلومات عن الأغنية حتى الفنان صاحب الأغنية دعك من الملحن والشاعر وإن كانت فرص المعلومة متاحة بكل سهولة وبساطة بضغطة زر على التلفون ممكن تجد كل المعلومات..
(4)
وبعضهم يجهل حتى اللحن وطريقة الأداء الصحيحة ويحرف في اللحن والكلمات جهلًا منه أو بما تهوى نفسه ظنًا منه أنه يضيف عليه لونيته ويكون قد خرج من اللحن الأساسي وأحياناً كثيرة يكون قد غير في معنى الكلمات..
(5)
أن تكون فناناً لا بد أن تكون ملماً ومدركاً لما تقدم من فن ومثقفاً في الحد الأدنى في مجالك والفنان دائماً يكون في خانة الأضواء لذلك وجب عليه أن يكون مهتمًا بلباقته ولغته مثلما يهتم بمظهره..الفنان يمثل في أحيان كثيرة دولته ومجتمعه لذلك وجب عليه أن يكون عند القدر الكامل لهذه الرسالة الكبيرة وأن يكون مرآة عاكسة..
(6)
غياب الهدف والمبدأ للفنان ساهم بشكل كبير في تدني ثقافة الفنان البعض يريد أن يكون فناناً والسلام ويكون تحت دائرة الشهرة ولمعانها دون أن يقدم لذلك أدنى مجهود ويسلكون الطرق السهلة التي تفضي إلى نهايات حتمية وسريعة لأن غياب الرؤية المستقبلية للمشروع الفني تكون سبباً دائمًا للنهايات السريعة والحتمية..
(7)
نجد هناك كثيراً من الأصوات الجميلة التي تطفو على السطح لكنها تذوب فجأة كالثلج ويخفو صوتها وهذا يؤكد ماسبق ذكره من غياب الرؤية ووضع الأمور في نصابها الصحيح..
(8)
الفن طريقه ليس سهلاً بل العكس من أراد أن يكون فناناً حقيقياً عليه أولاً أن يبحث ويعرف ويكون ملماً بكثير من التفاصيل الفنية وأن يستفيد من تجارب غيره من سبقوه في هذا المجال حتى تنعكس على تجربته تجويداً وأداء.