:: رسوم المغادرة التي يدفعها المسافر إلى الفاشر أو بورتسودان بمطار الخرطوم اليوم، أعلى من أسعار تذاكر الرحلة إلى تلك المدينتين قبل عام.. وتكاليف إحضار مريض إلى الخرطوم بالطائرة من نيالا أو الجنينة اليوم، أعلى من تكاليف سفر ذات المريض ومرافقه إلى القاهرة أو الأردن قبل عامٍ.. نعم، من طبيعة الأشياء أن ترتفع أسعار السلع والخدمات بين الحين والآخر، وهذا ما يحدث في كل دول العالم، ولكن ليس كما يحدث في بلادنا..!!
:: ارتفاع أسعار السلع وزيادة رسوم الخدمات في بلادنا بلا حدود.. وعلى سبيل المثال الراهن، كانت رسوم المغادرة للسفريات العالمية (20 دولاراً)، أي ما يعادل (1.100 جنيه)، حسب سعر البنك المركزي للدولار (55 جنيهاً)، وكان هذا قبل شهر تقريباً.. ولكن اليوم، وبلا أي أسباب منطقية، رفعوا رسوم المغادرة للسفريات الخارجية إلى (35 دولاراً)، أي ما يعادل (13.500 جنيه)، حسب سعر الدولار بعد التعويم (380 جنيهاً).. تخيلوا نسبة الزيادة..!!
:: وكذلك الحال في السفريات الداخلية، بحيث كانت رسوم المغادرة (10 دولارات)، أي ما يعادل (550 جنيهاً)، بالسعر المركزي للدولار (55 جنيهاً) لتصبح اليوم (15 دولاراً)، أي ما يعادل (5.700 جنيه)، بسعر التعويم.. ولذلك، تم تعديل أسعار تذاكر الطيران الداخلي بحيث تكون: الخرطوم – بورتسودان (34.624 جنيهاً).. الخرطوم – الجنينة (46.875 جنيهاً).. الخرطوم – نيالا (41.245 جنيهاً).. الخرطوم – الفاشر (35.825 جنيهاً).. وهكذا..!!
:: (55%)، نسبة زيادة أسعار التذاكر، بعد زيادة رسوم المغادرة في بلاد موصوفة بمترامية الأطراف، ويتداوى كل مرضاها في الخرطوم، لأن المشافي الولائية محض جدران.. نعم، لكل ولايات السودان بدائل تُمكِّن لمرضاهم الوصول إلى الخرطوم خلال ساعات، ما عدا أهل دارفور والنيل الأزرق والبحر الأحمر، فهؤلاء هم من يعتمدون في نقل مرضاهم إلى الخرطوم على (الطيران فقط)، ولا يتقاضون رواتبهم بالدولار كما السادة بمكتب رئيس الوزراء..!!
:: ويوم الخميس، كنت ناشدت من يهمهم الأمر بأن ينتبهوا إلى مخاطر تدمير قطاع الطيران وتجفيف المطارات الولائية من الطيران، وأن دول العالم لا تعامل شركاتها الوطنية بذات تعاملها للشركات الأجنبية، إذ لشركاتها امتيازات خاصة، وهي التي تفتقدها الشركات الوطنية في بلادنا.. وليس من السياسة الاقتصادية الراشدة أن تبيع المؤسسة الوطنية للنفط الوقود للشركات الوطنية بذات الأسعار التي تبيع بها للشركات الأجنبية..!!
:: وقد لا يعلم رئيس الوزراء بأن المؤسسة السودانية للنفط تلزم الشركات الوطنية سداد فواتير الوقود بالدولار وليس بالجنيه، رغم أن الشركات تبيع تذاكرها بالجنيه وليس بالدولار.. وقد لا يعلم بأن كل شركات الطيران خفضت عدد رحلاتها لولايات دارفور إلى رحلة أو ثلاث أسبوعياً، بعد أن كانت على مدار الأسبوع.. انتبهوا لمخاطر عزل هذه الولايات، واتعظوا من دروس سياسة عزل ولايات جنوب ما قبل الانفصال..!!