باريس ــــ الخرطوم.. قروض مليارية لدعم الانتقالية
ترجمة- إنصاف العوض
وصفت صحيفة “فايناشيال” البريطانية إعلان فرنسا استعدادها منح الحكومة الانتقالية في السودان مبلغ مليار وخمسمائة مليون دولار بالخطوة الأ ولى والعملاقة فى طريق الدعم الدولي للتحول الديمقراطي في السودان وتنقية البيئة الاستثمارية من اجل السماح بتدفق الاستثمار الدولي للبلاد وتأكيدًا لإيفاء باريس بتعهدها دعم الحكومة الانتقالية بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تمهيداً للتحول الديمقراطي المقبل.
دعم ملياري
وقالت الصحيفة إن فرنسا ستمنح السودان قرضًا تجسيرياً يصل إلى 1.5 مليار دولار لسداد متأخرات صندوق النقد الدولي في وقت تسعى فيه الخرطوم إلى تخفيف ما لا يقل عن خمسين مليار دولار من الديون الخارجية للمؤسسات المالية الدولية والدائنين الثنائيين الرسميين والدائنين التجاريين.
بعد أن أكد الدبلوماسي الفرنسي والمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي للسودان وجنوب السودان جان ميشيل دموند استعداد حكومته منح قرض تجسيري يصل إلى 1.5 مليار دولار لسداد متأخرات السودان لصندوق النقد الدولي وتقريب البلاد خطوة نحو تأمين الإعفاء من جزء كبير من ديونها.
وفقاً للصحيفة يأمل السودان في التأهل لمبادرة لتخفيف ديون البلدان الفقيرة المثقلة بالديون في يونيو، حيث تكافح حكومته المدنية الانتقالية أزمة اقتصادية خانقة وهي تسعى لتخفيف ما لا يقل عن 50 مليار دولار من الديون الخارجية للمؤسسات المالية الدولية والدائنين الثنائيين الرسميين والدائنين التجاريين. وحصلت الدولة الأفريقية بالفعل على قروض مرحلية من الولايات المتحدة وبريطانيا لسداد المتأخرات المستحقة للبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي بلغت حوالي 85٪ من الدين المتأخر.
التفاف دولي
ولفتت الصحيفة إلى أن فرنسا وبوصفها، ثاني أكبر دائن ثنائي للسودان بعد الكويت بحسب بيانات صندوق النقد الدولي من المقرر أن تستضيف مؤتمرًا اقتصادياً بشأن السودان الشهر المقبل.
في وقت أعرب فيه دوموند، عن تفاؤله بمخرجات هائلة للمؤتمر تمكن البلاد من الخروج من الأزمة اقتصادية والاندماج فى الاقتصاد الدولي قائلاً: نحن متفائلون تمامًا بالمؤتمر وفرنسا مستعدة لمنح قرض تجسيري بقيمة 1.5 مليار دولار وهو كلما هو مطلوب لسداد صندوق النقد الدولي.
وأضاف: الدين السوداني أكثر من 56 مليار دولار ، 57 مليار دولار مسجل رسميًا، وهو يتراوح بين 60 و 70 مليار دولار”، مضيفًا أن مؤتمر باريس سيسجل التزامات لتخفيف الديون لكنه لم يتخذ قرارًا نهائيًا.
وفقًا للصحيفة يخرج السودان من عقود من العقوبات الاقتصادية والعزلة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، الذي أطاح به الجيش بعد أشهر من الاحتجاجات الشعبية في أبريل 2019. حيث تتقاسم الجماعات العسكرية والمدنية السلطة بموجب ترتيب انتقالي من المقرر أن يستمر حتى نهاية عام 2023.
سبق أمريكي
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي حثتا في وقت سابق هذا الشهر الحكومات الأخرى على المشاركة في جهود تخفيف ديون السودان المنكوب بالأزمة.
حيث عقدت وزارة الخزانة الأمريكية اجتماع مائدة مستديرة مع 20 دولة لتعزيز جهود السودان لتأمين إعفاء من الديون الخارجية بقيمة 50 مليار دولار في إطار مبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون ، التي أنشأها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
وسلط مسؤول الخزانة آندي بوكول الضوء على “التقدم الذي أحرزته الحكومة الانتقالية بقيادة مدنية في السودان في تنفيذ إصلاحات الاقتصاد الكلي”، وفقًا لقراءة بيان وزارة الخزانة للاجتماع.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي السوداني حضر المائدة المستديرة إلى جانب ممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التنمية الأفريقي ونادي باريس من الدائنين الرسميين.
في أواخر مارس وافقت واشنطن على تمويل تجسيري يزيد عن مليار دولار للسودان للمساعدة في سداد المتأخرات في البنك الدولي للسماح للبلاد بالتأهل لمبادرة البلدان الفقيرة المثقلة بالديون.