رشا التوم تكتب.. لا أستطيع التنفس
دعوني أستعير تلك العبارة الشهيرة للرجل الأمريكي جورج فلويد الذي توفي على يد شرطي في حادثة عرفها العالم اجمع. وكانت آخر كلماته لا أستطيع التنفس وهنا استدل بها حقيقة لأنني ببساطة لا أستطيع أن اتنفس وأنا اكتب هذه الكلمات جراء انقطاع التيار الكهربائي في منطقة سكني في سلمة الكباشي شمال بحري وبصورة يومية دون معرفة السبب في شهر عظيم وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من ٤٥ درجة وأنا من أصحاب الأمراض المزمنة وليس لدي المناعه الكافية لتحمل درجات الحرارة العالية متزامنة مع الصيام ونسأل الله أن يعيننا على صيام وقيام الشهر الفضيل
فكيف لإنسان ان يستطيع التكيف مع درجات الحراره العاليه وعدم توفر الكهرباء واجسادنا ألهبها العطش أجراً واحتسابًا.
فالكهرباء خدمة مدفوعه القيمة مقدماً.. سددنا فاتورتها ومازلنا نسدد قيمة سلعة لا تملك شركة الكهرباء توفيرها. ولا تكلف نفسها عناء التوضيح والاعتذار للمستهلك عند انقطاعها في مسلك عجيب وغريب.. دون أي مراعاة لظروف المرضى وأصحاب الأعذار الذين لا يستطيعون العيش دون الأجهزة الطبية الموصولة بأجسادهم والتي تعينهم على الاستمرار في الحياة ودونكم مناشدة مرضى كورونا في وسائل التواصل الاجتماعي وزارة الكهرباء الإسراع بإعادة التيار لكي يسري الأوكسجين مرة اخرى في اجسادهم . ليتنفسوا مره اخرى.
فبالله عليكم كيف يستطيع مريض كورونا التنفس في حالة انقطاع الكهرباء؟ ولا ننسى كبار السن والأطفال.
وزير الطاقة جادين صرح بأن لا عودة للقطوعات المبرمجة في الكهرباء وفي الوقت نفسه تمد قطوعات الكهرباء لسانها للوزير في تكذيب واضح وتزداد ساعات القطوعات يومياً.
فالقطاع السكني داخل الخرطوم في مناطق متعددة يواجه حملة قطوعات
لساعات طويلة نهاراً وليلاً ..
جادين كان له أن يحفظ ماء وجهه ويفعل خيراً بسكوته بدلاً عن قطع التزام وتعهد هو نفسه يدرك أن لا مجال لتحقيقه ارض الواقع فهو ام كان يدرك ما يقول فهي مصيبة وان كان لا يدرك فالمصيبة أعظم.
ماذا كان يضير وزارة الطاقة والكهرباء ان تشرع مبكراً في استيراد الفيرنس والوقود لمحطات الخدمة لتقديم الخدمة لشهر واحد فقط فيه خصوصيه معلومة وحاجه كبيرة للكهرباء .
المواطن سكت عن حقه في توفر الخدمة في شهور سابقة وكان أمله كبير في الحصول على التيار الكهربائي أثناء رمضان فقط وليس العام بطوله ولكن المسؤولين في الكهرباء أبت أنفسهم أن ترى المواطن في انبساط وراحة
وجعلوه يرزح تحت درجات الحرارة العالية ولهيب شمس وسموم وضاقت الدائرة بقطوعات في المياه وفي المقابل لن ينصلح الحال طالما نهج الحكومة غض الطرف عن مسؤولياتها تجاه المواطن وتوفير الخدمات بل جعلت ذلك في أدنى سلم الأولويات.
بالله عليكم انظروا لبعض الدول التي تجاورنا لا ينقطع فيها التيار لثوان ناهيك ساعات وتلك الدول لا تملك ما يملكه السودان من موارد مائية وشركات عاملة في الكهرباء وعاملين ومهندسين بالآلاف ورغم ذلك مازلنا نتخبط في نفس الدائرة.