تقليعات غريبة تجتاح المجتمع السوداني.. الفنانون بين أناقة الأمس و”نيولوك” اليوم
الخرطوم: الصيحة
الفنان بمقام سفير:
لا اختلاف حول أن الفنان يعتبر سفير بلاده بالكلمة المغناة التي تكون بعيدة كل البعد عن الهبوط في المعنى وانه على الفنان ان يكون مهندمًا وراقياً فى تعامله ايضًا ولكن إذا حاولنا عقد مقارنة بين فناني اليوم والأمس نجد الفرق شاسعاً ولا يقاس ومن خلال نجوم فنون حاولنا الوقوف على بعض الظواهر الفنية التي أصبحت ملفتة للأنظار.
تناسق الألوان:
الفنان الراحل حسن عطية أمير العود الذي اختار الفن على العمل في الحقل الطبي عرف في الوسط الفني طيلة الخمسين عاما أي عمره الفنى الذي قدم فيه اجمل الاغنيات متعاونا مع شعراء وملحنين عدة بأنه فنان منهدم ويختار ملابسه بعناية فائقة وعندما سئل حسن عطية رحمة الله عليه عن سر أناقته أجاب بأن ست الجيل زوجته هي السر وراء تلك الأناقة لأنها هي التي تختار له ملابسه ليكون في ابهى حلة واهتمامه الشديد بملابسه هي من الصفات التي اشتهر بها عطية والذي عرف كفنان منذ العام 1940م
عثمان حسين:
وأيضا الفنان الراحل عثمان حسين الذي يختار ملابسه بعناية فائقة وقد يرجع ذلك الى انه كان ترزي بمعنى أنه يعرف جيدًا من خلال مهنته تلك اختيار وتناسق الألوان وهنا لابد من أن نسجل ملاحظة وهي أن فناني الأمس كانوا لا يظهرون الا بالبدلة الكاملة عكس البعض من فناني اليوم الذين يقال عنهم فنانو (التشيرتات).
إبراهيم عوض:
وعرف الفنان إبراهيم عوض رحمه الله بالأناقة ايضًا وبلبسه للففيونة وبتسريحته الشهيرة (البقودية) التي كانت موضة في الحقبة التي ظهر فيها إبراهيم عوض وهناك من يقول لها (شقة إبراهيم عوض) وكان الشباب يقلدون هولاء الفنانين وكذلك الفنان الراحل احمد الجابري عرف بالأناقة أما إذا أردنا التحدث عن فناني اليوم فنجدهم يميلون الى التغيير الحديث بحكم المتغيرات التي طرأت على المجتمع السوداني وفي مهاتفتنا للفنان الشاب وليد زاكي الدين لمعرفة رأيه حول أهمية النيولوك للفنان قال : اهتمام الفنان بمظهره العام من الأشياء المسلم بها، ولكن يجب أن يرتبط التغيير عند الفنان بتقديمه لجديد الأعمال ليكون هذا التغيير مقبولاً من قبل جمهوره وزاكي الدين يرى أنه لا داعي لعمل نيولوك طالما أن الفنان لا يوجد لديه جديد فني لأن تغييره هذا يأتي كتقليد للآخرين ولا فائدة من ورائه.
عادات دخيلة :
الفنانة الشابة عبير علي، اتفقت مع وليد زاكي الدين في أهمية النيولوك ولكن اشترطت أن يتماشى هذا التغيير مع عاداتنا وتقاليدنا السودانية التي تحتم علينا وضع خطوط حمراء تجاه هذا التغيير والمجتمع يرفض مثلًا أن يرتدي الفنان الشاب قلادة أو حلق ويرفض مشاطه لشعرة ويعتبر ذلك شذوذا عن مورثاتنا بينما يؤكد على أهمية الاهتمام بالمظهر بالنسبة للفنان والمذيع والممثل لذا على الجميع أن يلتزم بالتغيير الذي لا يخرج عن الإطار العام لمجتمعنا السوداني، أما الفنان رائد ميرغني جاء حديثه مختلفاً بعض الشيء عن من سبقوه لأنه يرى أن بعض الفنانين يلجأن للنيولوك ويهتمون بمظهرهم لضعف جوهرهم بينما يجهلون ان الجمهور اصبح حدق جداً ويستطيع التفريق بين الفنان الذي يمتلك موهبة حقيقية وصوت طروب وبين من يفنقد تلك الموهبة ويسعى إلى النيولوك الذي نشاهده هذه الأيام ومع الأسف هذه الأشياء جاءتنا وافدة ووجدت من يهتم بها ورائد يؤكد على أن الجوهر أهم أحيانا من المظهر الذي يعتبر مكملا للصورة.