أفطر رمضان في يوم الجمعة 16/4/2021 عدد كبير من شباب الحركة الإسلامية، وكانت الدعوة للإفطار من شباب الحركة الإسلامية لبعضهم.
الحركة الإسلامية هي مؤسسة دعوية اجتماعية منظمة، قامت على خلفية حركة الإخوان المسلمين التي أسّسها الشيخ حسن البنا وهي حركة عالمية منتشرة في كل العالم، والحركة الإسلامية السودانية لها خصوصية، لأنها في كل تاريخها كانت مستقلة عن الحركة الإسلامية العالمية وخاصة بعد قيادة المرحوم الشيخ الترابي.
الحركة الإسلامية كانت حركة وعي وعلم وتنظيم ودين، قامت على نظام الأسرة والجماعة وصادمت أغلب الأنظمة العسكرية في السودان من الفريق عبود مروراً بالمشير نميري، وكذلك صالحت الرئيس نميري بعد أن أخرج الشيوعيين من الحكم في منتصف السبعينيات، ثم شاركت في الحكم بعد تطبيق قوانين الشريعة وخاض شبابها منذ أيام مايو الأولى صراعات عنيفة مع السلطة وخاصة طلابها آنذاك في اتحادات علي عثمان طه ومحمد عثمان مكي وبولاد وأمين بناني وغيرهم.
ثم جاءت حكومة الأحزاب واشتركت في حكومة الصادق المهدي عبر جناحها السياسي، حزبها الذي تحوّل من جبهة الميثاق إلى الجبهة الإسلامية، ثم قادت مع عضويتها العسكرية انقلاب الإنقاذ في الثلاثين من يونيو١٩٨٩ بعد أن أخرجت من السلطة وكونت المؤتمر الوطني كحزب سياسي، ولكن احتفظت بتنظيمها الفكري منفصلاً وحاولت أن تتوسّع بدلاً من حركة صفوة إلى حركة جماهير وحركة مجتمع استمرت هكذا حتى انشقاق المؤتمر الوطني إلى حزبين شعبي ووطني أو القصر والمنشية.
رغم الخلاف في القمة، ولكن ظل التواصل بين القواعد في هذا الأثناء بنت كثيراً من المؤسسات، وقدمت أرتالاً من الشهداء في مناطق العمليات المختلفة في سبيل استقرار الحكم وتمتين الدولة وقيادة المجتمع واستقرار مشروعهم.
الآن جاءت ثورة ديسمبر وحلّت الحكومة الحزب والحركة، ولكن في تقديري حل الحزب ممكن، ولكن الحركة أعتقد أن ذلك غير ممكن لأن الحركة فكرة لا يُمكن أن تنتهي الفكرة بمرسوم سلطاني، الفكر يناقش بالفكر ويهزم بفكر.
انتظرت الحركة عامين ونيف تنظر لهذه الحكومة وأحزابها ودخلت في بيات واختفت لقراءة المرحلة وما بعد الحل، ولتعمل مراجعات تنظيمية وفكرية ولتتجنّب هجمة عالمية وشركا كان منصوبا بها لتصنف حركة إرهابية كما حدث للإخوان المسلمين في مصر.
أعتقد إفطار الجمعة لشباب الحركة رسالة في بريد الفريق أول البرهان، وكذلك في بريد د. حمدوك، ورسالة أخرى إلى أحزاب قحت، ورسالة إلى الشعب السوداني مضمونها، إننا موجودون ونحن شباب حركة فكرية لن نحل أو نذوب بقرار، ونستطيع أن ننكمش ونتمدّد حسب الحال وخاصة لو النظام السياسي الحاكم لم يستطع أن يعالج مشاكل الوطن الحياتية والاجتماعية والروحية.
عليه هذه الرسائل أعتقد اوجب على الإخوان المسؤولين المُوجّهة لهم هذه الرسائل التقاطها لعمل الآتي:
١/فصل السياسة عن الأفكار والتعامل مع الفكر بحكمة.
٢/ المؤسسات الفكرية هي مؤسسات مجتمع مدني وتعيش في المجتمع ووسط الشعب مكان حسابها الشعب.
٣/ حتى الأحزاب السياسية حسابها صندوق الانتخابات يسقط من يريد ويأتي بمن يريد لا الحظر بقانون سلطاني.
٤/ الجريمة مسؤولية فردية يُحاسب عليها الشخص الذي ارتكبها لا التنظيم السياسي أو الفكري.
٥/ الدولة الآن مُحتاجة إلى تعافٍ سياسي لأنّها مارة بظروف صعبة وأزمات حادة أي خلاف بين القوى السياسية والفكرية يذهب بريحها عليه مطلوب من الجميع حُكّاماً ومحكومين عمل تراضٍ وطني يجنب البلاد الصراعات ويُوحِّد صف الأمة، آمل أن نصل إلى هذا التراضي قريباً حتى نتجنب ضياع وطننا وتذهب ريحنا.
تحياتي