منيب علي يكتب.. ربيع طه.. أقوال “ماسورة”!!
الكوميديا (الملهاة) هو نوع من أنواع التشخيص الجميل أوالتمثيل، بتجسيد شخوص معينة في صور وقوالب مرحة من صنع المفارقات وتكون عروضا مسرحية في الغالب أو من خلال المرناة أو التلفاز وربما أستعين بالإذاعة أو السينما، والمسرحية مثلا ذات طابع خفيف تكتب بقصد التسلية، في فصول سهلة تبنى على المفارقة أو هي عمل أدبي تهدف طريقة عرضه المرحة إلى إحداث الشعور بالبهجة أو بالسعادة.
وقد نشأت الكوميديا وأدب الملهاة من مفارقات الأحداث وذلك في أوروبا من الأغاني الجماعية الصاخبة، ومن الحوار الدائر بين الشخصيات التي تقوم بأداء شعائر الخصوبة في أعياد الإله ديونيسيوس ببلاد اليونان، وهي الأعياد التي تمخض عنها فن الدراما أو فن صنع المفارقة مبهجة كانت أو مروعة من الكوميديا الملهاة أو التراجيديا المأساة وكلها من ضمن أسلوب الإقناع.
وتأسيساً علي ما سبق من تعريف نجد أن الأستاذ ربيع طه واحد من أساطين الكوميديا في السودان ساهم بصورة كبيرة برفد المكتبة السودانية بعشرات الأعمال المختلفة والمميزة.. كل الناس تذكر له مجازفات وبرنامج الكاميرا الخفية اللذين ملأ بهما الدنيا وشغل الناس وله أيضاً مشاركات عديدة ومتميزة من على خشبة المسرح
مؤخرًا ظهر ربيع طه بشخصية كوميدية جميلة (ود الظلط) عالج من خلالها عدة مواضيع مهمة في قالب كوميدي مميز ومن خلال شخصية ود الظلط قدم في رمضان إسكتش بعنوان (أقوال ماسورة) يفند فيها بعض الأمثال والأقوال الشائعة والتي لها انعكاسات سالبة على المجتمع السوداني.
في الحلقة الثانية من (أقوال ماسورة) فند ود الظلط مقولة (المرأة لو بقت فاس ما بتكسر الراس) وهو مثل لا ينكر أحد أنه خاطئ وأن له ظلالاً سالبة على المجتمع ولكن ربيع بتناوله للمثل ظهرت منه بعض التحيزات النسوية وفقا للمنظور الليبرالي النسوي (الفيمنست) وهو أمر ما كان يجب أن يدخل فيه.
ضرب ربيع من خلال مناقشة المثل بعض أمثلة لنساء يعتبرهن فأساً تقطع الرأس (فاطمة إحمد ابراهيم وأنديرا غاندي وميركل)، وكذلك ذكر بيت الشعر المشهور لمحجوب شريف (قالوا أيضاً بنت قلت مالو ولو) وهنا يظهر التحيز الأيديولجي لربيع في مناقشته المثل
في رأيي ما كان يجب أن يدخل ربيع بكل تاريخه الحافل في مثل هكذا تحيزات ستخصم بالتأكيد من رصيده الإبداعي فالفن فيما أرى خارج نطاق الأيدلوجيا والانتماءات الضيقة وربيع فنان مجدد ومجتهد ومتجدد وموهوب وهو قليل العثرات قليل الأخطاء ولذلك نتمنى صادقين أن يفطن لمثل هكذا ملاحظات وأن يمضي بفنه بعيدًا عن أي تحيز فكري وأي توجه يسار أو يمين.