الخرطوم- سارة ابراهيم
بعد فشل المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا في كينشاسا، ارتفعت أصوات الخبراء والمواطنين التي تنادي بأهمية فك الارتباط مع مصر بشأن سد النهضة والدخول في مفاوضات أحادية مع الإثيوبيين قبل البدء في ملء السد للمرحلة الثانية في يوليو القادم.
وقال الخبير الاقتصادي المتخصص في التخطيط الحضري د. عادل عبد المنعم في حديثة لـ(الصيحة) إن ما حدث في من سيناريوهات الجفاف والغرق في العام الماضي بسبب عدم التوصل إلى ارتهان الإرادة السودانية للمصريين فيما يخص سد النهضة مشيرًا إلى الخسائر التي تكبدها السودان في الملء الأول بحجم ٤،٩ مليار متر مكعب في يوليو لفرض الأمر ال١واقع ولم يحرك المصريين ساكنا رغم تهديداتهم للإثبوبيين، وقال إن الذي حدث بعد الملء الأول حدوث جفاف في النيل تأثير سد الروصيرص للانتاج الكهربائي وتوقف محطات المياه وغيرها الكثير وبعد هطول الأمطار في الهضبة الإثيوبية انهمرت ال مياة بحجم ٤٠ مليار متر مكعب من علو ٢ الف متر من سطح البحر إلى بحيرة سد النهضة التي تقع على اخدود ارتفاعه٦٠٠ متر فوق سطح البحر وفتح الإثيوبيين أبواب الخزان إضافة إلى فتح المزلقان الذي لم يغلق وهي مخصصة لأسباب المياه الفائضة عن حاجة السد وانهمرت المياه بمقدار ٩٥٠ مليون متر مكعب عند محطة الديم على الحدود بينما كان المتوسط في السنوات العادية ٥٠٠ مليون متر مكعب اي تضاعف بما يفوق تصريف سد الروصيرص وغرقت ٥ ولايات من النيل الأزرق حتى نهر النيل مرورا بالخرطوم وفقد العشرات من المواطنين منازلهم وأرواحهم إضافة إلى خسائر بلغت مليارات الجنيهات كله بسبب الوقوف مع المصريين دون التوصل إلى تفاهمات حول ملء وتشغيل سد النهضة, وشدد عبد المنعم في حديثة لـ(الصيحة) على أهمية خوض تفاوض أحادي قبل الملء الثاني والمقرر بـ ١٣ مليار متر مكعب في يوليو القادم خوفاً من تكرار سيناريو العام الماضي وبصورة وخسائر أكبر في الأرواح والممتلكات لذلك لابد من التحرك سريعا وفك الارتباط بالمصريين والدخول في تفاهمات مباشرة، وقال اأن سد النهضة يبعد عن الخرطوم بـ ٧٠٠ كيلو وعن الحدود المصرية ٢ الف كيلو، وأن بحيرة السد العالى بها مخزون ١٤٠ مليار متر مكعب أي ضعف حجم المياه في سد النهضة البالغ ٧٠ مليار متر مكعب بعد سنوات، وقال ان المصريين ليس لديهم مشكلة يريدون انحيار السودان لهم لتحقيق أهداف وأغراض بعيدة المدي مثل اتفاق يلزم لعدم المساس بحصتهم من مياه النيل وهذا لم تقدم عليه اثيوبيا إطلاقًا والتي أصبحت تطالب بحصتها من مياه النيل الذي ينبع من أراضيها، بل إنها مع الخبراء الإسرائيليين والدوليين تعمل على صياغة قوانين دولية جديدة تقوم بما يعرف بخصخصة المياه والحصول على عائدها باعتبارها سلعة أهم من البترول لذلك التفاوض معهم ومع المصريين يأخذ وقتا طويلًا والسودان لديه مشاكله آنية مع السد ومخاطر تحدق به لذلك يجب التحرك سريعاً وفض الاتفاق مع المصريين وإرسال رسائل تطمينية للإثيوبيين والوقوف معهم حتي إكتمال الاتفاق ونضمن لهم حصتهم من مياه النيل أسوة بدول حول النيل من أجل تجنب البلاد مخاطر كبيرة من الفيضان ومحاولة إقناعهم بأن يتم ملء السد في أغسطس بدلاً عن يوليو حتى نتجنب المخاطر، وشدد على أهمية أن تقوم الحكومة بمقاضاة الاثبوبيين والشركات العالمية التي تقوم ببناء السد ومطالبتها بتعويض يبلغ مليارات الدولارات إذا أقدمت اثيوبيا على ملء السد في يوليو دون الوصول إلى تفاهمات، واعتبر ملء السد في يوليو إعلاناً للحرب على البلاد، وقال: يجب الاحتياط إلى أسوأ السيناريوهات وتوقع فيضانات مرعبة ويجب التحوط لها وتعمل الحكومة على إعداد عاصمة ولائية بديلة للانتقال إليها لإدارة شئون البلاد في موسم الأمطار والفيضانات إذا ما غرقت الخرطوم فضلًا عن منح العاملين إجازة شهرين في القطاعين الخاص والعام منذ بداية أغسطس حتى نهاية سبتمبر ليتمكنوا من مغادرة الخرطوم إلى ولايات آمنة في الشرق والغرب والشمالية تجنبًا لأي أخطار تحدث .
ومن جهته جدد د. أحمد المفتي، الخبير الدولي في الموارد المائية، والعضو السابق في وفد السودان بمفاوضات سد النهضة، تحذيره من عملية الملء الثاني لسد النهضة.
وقال المفتي لـ(النورس نيوز) إن هنالك تأثيرين حول ذلك يتمثل الأول في التأثير الفني بحيث أنه في بداية الملء يحدث عطشاً، وعندما يتم الملء يحدث فيضاناً.
وذكر أن التأثير الثاني استراتيجي بحيث أن إثيوبيا ستتحكم في القرار وتدفقات المياه.
وفرغت إثيوبيا من الملء الأول لسد النهضه قبل أشهر، وتستعد للملء الثاني في يوليو القادم.
ووصف السودان قيام إثيوبيا بالملء الثاني لبحيرة السد دون التوصل إلى اتفاق بأنه تهديد مباشر لأمنه القومي.