× ما هو متوارث عندنا في مقولاتنا الشعبية نقول: “فلان صايم صيام الضب, البلقاهو كله يقول فيه كب”..!!
× الضب من الحيوانات الزاحفة ويسمى “أبويريص” في كثير من الدول العربية ويغلب عليه اسم “الوزغ” وهو حيوان سام أبرص وضار..
× ولقد وردت فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تحث على قتله ولمن يفعل ذلك ينال 70 حسنة أو 100 حسنة ومنها أحاديث متفق عليها: عن أم شريك أن النبي صلى الله عليه وسلم امرها بقتل الأوزاغ – متفق عليه – عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للوزغ “الفويسق” ولم اسمعه أمر بقتله – متفق عليه –
× ولقد وردت روايات عن الوزغ أنه كان ينفخ النار على سيدنا إبراهيم عليه السلام وفي بعض الروايات اختلاف إلا أن الاتفاق بأن الوزغ أو ما نسميه عندنا في السودان “الضب” هو حيوان ضار وشكله مقزز ومحرج ومخيف للكثير كما أنه يحمل ميكروبات في جسمه وله آثار ضارة على ما يمشي عليه، ولقد ثبت انه يحمل تلك الميكروبات لشهر كامل ومنها ميكروب “السلمونيلا” فقد أصابت عدوى تلك الميكروبات في امريكا 17 ولاية وكانت قاتلة..
× تلك هي سمعة “الوزغ” أو ما نسميه بالضب ونقل عنه “الضب خصيم الرب”..
× يعيش الضب عندنا في السودان في الأجحار ويكاد يكون منتشرا بكثافة خصوصاً في الإسكانات التي تبنى بالبلوكات فهو ينام في مساكنه تلك آمناً؟ طوال النهار ويتحرك ليصطاد فرائسه من الحشرات ليلاً, ويسعد بأنها متوفرة بكثافة خصوصاً إذا توفرت له إضاءة الكهرباء التي تجتمع حولها الحشرات لاهية مرحة متعددة الأجناس والقبائل إلا من البعوض الذي يؤثر أن يخفي نفسه من الوزغ مفضلاً الظلام الذي يوفر له حماية تمكنه من الانقضاض على البشر فيؤرق مضاجعهم..
× والناس يطلقون مقولة صيام الضب عليه لأنه يظل “لابداً” في أجحاره طوال النهار صائماً عن الطعام ويتحرك ليلاً للصيد والإ فطار او العشاء.. ولعلهم شبهوه ببعض البشر الذين ينامون النهار كله طيلة نهار شهر رمضان فلا يوقظهم إلا أذان المغرب أو الاقتراب من مواعيد الافطار..
× وللضب خاصية أنه “يبلع” ولا يفرق في ذلك بين من يتربص بها من أنواع الحشرات, فهو سريع في ذلك وسريع في هضم ما يتمكن منه مما يفترسه لكنه يستوي مع تلك الحشرات في الضرر ويقال إنه اكثر منها ضرراً فما يقدمه من خدمات بيئية تذهب في مقابل ما يحدثه من ضرر فلا فائدة منه البتة..
× وهناك إرشادات صحية كثيرة تنادي بالتحوط وكيفية التخلص من الضب أهمها تجفيف أماكن تواجده ورش بالمبيدات الحشرية والاهتمام بنظافة المكان..
× وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم “بالفويسق” وحثنا على قتله وفي قتله حسنات هذه حوافز تدعو الناس للاهتمام بشؤون صحتهم وبيئتهم..
× ولعل الخيال الشعبي بتعبيراته وتشبيهاته الطريفة قصد أن يفرد مساحة بأن نخلص المصداقية في العبادات خصوصاً في الصوم حتى لا يكون ليس لنا من صيامنا إلا الجوع والعطش وإن كان النوم ضرورة في بعض الأوقات في نهار رمضان إلا أن مواصلة النوم حتى يحين موعد الافطار يجعل لا معنى من الصوم ولا إحساس بمتعته وعظمته وما أحوج الانسان الى تلاوة القرآن، ومن قبل الضب ينام نهاره كله تشبيه قاس يتقزز منه الانسان كما يتقزز من “الضب”..
× الضب أبوبريص الفويسقة كلها مسميات لحيوان لا ينبغي ان يوصف بالصيام فالصيام عبادة عظيمة تتمتع بالكثير مما يفيد العبد الصائم المتقرب بها الى ربه فلا صيام للضب ولا ينبغي لمن يصوم أن يصوم كما يصوم الضب..