كان يداوم على الحوليات وليالي الذكر.. الفنان ضياء الدين ميرغني: لا يوجد عندنا مسجد لإقامة التراويح
أدعو جميع السودانيين لنبذ العنصرية وخطاب الكراهية
يمثل شهر رمضان حالة روحية خاصة بالنسبة للفنان أو أي مبدع لا سيما إذا كان ذلك المبدع بعيداً عن أرض الوطن كحال الفنان المهاجر ضياء الدين ميرغني الذي يعاني من ويلات الغربة لزمن طويل افتقد فيه الكثير من التفاصيل الحياتية التي تخص شهر رمضان..
(الحوش الوسيع) توقفت ببعض التفاصيل الخاصة في حياة الفنان المهاجر ضياء الدين ميرغني وهو في مهجره بدولة هولندا حيث يعيش هناك منذ أعوام طويلة.
حوار: سراج الدين مصطفى
ـ دعنا أولاً نقرأ في بطاقتكم الشخصية؟
ضياء الدين ميرغني محمد الطاهر الميلاد في الحلفاية والسكن في هولندا حالياً.
ـ أول سنة بدأت فيها الصيام.. متى كانت؟
بدأت الصيام منذ أن كان عمري ٩ سنوات. وأنا بمدينة العيلفون حيث كان عمل الوالد. وبالعيلفون الأجواء الروحية عميقة بسبب وجود قبتين إحداهما للشيخ المقابلي والاخرى للشيخ إدريس ود الأرباب (أبو فِركة).
ـ ماذا يمثل لكم شهر رمضان؟
لم تكن هذه الأجواء الروحية محصورة في شهر رمضان فقط بل وأنا منذ سن السابعة كنت اداوم يومين في الأسبوع على الحوليات وهي ليالي الذكر المصحوبة بالآلات الإيقاعية مثل الطار والنوبة والصاج الخ….. وكنت في الغالب إما عازف على النوبة او الصاج.
ـ كيف تستقبل شهر رمضان؟
منذ أن كنا أطفالاً نظل ننتظره بفرحة كبيرة وسعادة غامرة لأن وجدانياتنا تزداد صفاء وتكبر مساحة الانشاد والتلاوة والذكر . وقتها كانت تشّكل لنا اكثر من وسيلة ترفيه.
ـ موقف محرج حدث لك في الشهر الكريم؟
حدث وأنا في سن الـ١٤ أو الـ ١٥ سنة انني لم استطع اكمال اليوم بسبب بقائي في المستشفى الى جانب جدتي وكان الجو حارًا جدًا. المهم غلبني أتمو.
ـ موقف محزن حدث معك في الشهر الكريم؟
هو إصابتي قبل بضع سنين بعارض صحي حرمني من اداء الصوم وأنا حزين لذلك جدًا.
ـ أكلة رمضانية مفضلة تحرص على تواجدها على السفرة؟
ملاح النعيمية طبعًا بالكسرة واللقمة. ولا بد أن يبدأ الغفطار بشيء ساخن شوربة مثلا. كان أبي رحمة الله عليه يمنعنا منعا باتَا من الشرب قبل الأكل وأحيانا يقيف لينا بالسوط.
ـ أشياء تتجنب فعلها برمضان؟
كثيرة هي الأشياء التي اتجنبها في رمضان منها مبدئياً عدم الدخول في أي شيء يثير الخلاف او يجيب زعل.
والحمد لله انني توقفت عن التدخين منذ أكثر من ١٥ سنة كعادة ضارة جداً.
ـ أشياء تحرص على فعلها في رمضان؟
الإكثار من الصلاة وقراءة القرآن وتدبره وكذلك الكتب الدينية والذكر والأوراد .
ـ هل تفضل الإفطار في منزلك أم عند الأهل? أو الأصدقاء؟
بحكم الغربة مجبورين على الافطار بالمنزل الا ما ندر حين نقوم بالزيارات الأسرية وبالتأكيد عندما يتم ذلك نجد ما لذّ وطاب من امنيات للمأكولات البلدية السودانية.
ـ هل تقل ساعات دخولك للنت في رمضان.. وما هي الأوقات المفضلة؟
نعم بالذات في الفترات النهارية والأوقات المفضلة هي في الليل وآخره بالتحديد قبل السحور.
ـ هل أنت جرسة؟
لا أبداً والله. بل حتى في حياتي العادية أصلاً انا قليل الأكل.
ـ ماهي البرامج والمسلسلات الرمضانية التي تحرص على مشاهدتها؟
سابقاً كنت مداوم علي مسلسلات رمضان بالذات الدراما المصرية والسورية ولكن ليس لدي هذه المساحة حالياً. اعمل علي تجويد الأعمال الفنية والكتابة أكثر. ولو اتيح لي الوقت أتابع بعض البرامج الفنية وهكذا.
ـ هل تحرص على أخذ إجازة في رمضان أو تفضل الدوام خلال هذا الشهر؟
لا أفضّل ممارسة العمل بشكل عادي في رمضان. ولأن ذلك يساعد في قضاء اليوم بشكل أفضل ودون الوقوع في اشياء كما يقولون تجرح صيامك.
ـ صف لنا لمة الفطور في الحلة وكيف تنظر لتلك اللمة وهل هي ضرورية؟
لهجرتي الطويلة ما يتبقى من هذه الذكريات يعود إلى ما قبلها. وكان الوقت عندها سمحاً . أولا البروش الموجودة في اي ساحة . زمن كان في ساحات وسط البيوت . والأبواب المشرعة للبيوت. ولا يمكن أن يأتي وقت الفطور وأن يكون هناك من يسير في الشارع دون أن يجد من يدعوه للإفطار ويحلف عليهو. وبالتأكيد هي عادة ضرورية وخدمة مجتمعية بامتياز لزيادة الترابط والإلفة والمحبة بين الناس.
ـ هل تنوي ختم القرآن في رمضان وكم مرة؟
هذه من الأشياء التي أداوم عليها في رمضان وأختمه على الأقل مرة أو مرتين.
ـ ماذا تفعل بعد صلاة التراويح؟
للأسف لا يوجد مسجد لإقامة صلاة التراويح في مكان سكننا ولكن نؤديها حين نذهب لمدن أخرى توجد فيها مثل هذه المساجد.
ـ هل تحرص على التواصل مع الأهل والأقارب؟
بشكل دائم في رمضان أو في غير رمضان.
ـ كلمة توجهها لعباد الرحمن في هذا الشهر الكريم؟
تعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان . وبمناسبة هذا الشهر الفضيل, أنني أدعو جميع السودانيين لنبذ العنصرية وخطاب الكراهية التي بدأ يستعر هذه الايام ومن فترة قريبة. وقد بدأنا حملة للعمل في هذا الاتجاه وضربة البداية بمبادرة من السودانيين في هولندا.