أوقفوا هذا العطاء فوراً يا حمدوك:
المسئولون حينما يجلسون على كرسى أي وظيفة ويتذوقون حلاوة الامتيازات يتناسون تماماً دورهم الوظيفي ويصبح همهم كيفية كنز الأموال .. وتصبح خدمة المواطن في أدنى درجات الاهتمام .. لذلك يحصل الانقطاع ما بين المسئول والمواطن ولذلك تتنامي حالات الغبن .. وما يحدث في قطاع الكهرباء حالياً يؤكد تماماً أن ثمة قطاعات لا يعنيها تقديم خدمة ضرورية كالكهرباء وإنما يبحثون عن الأشكال المترفة وليس أدل من ذلك العطاء الذي طرحته إدارة الكهرباء لرعاية حدائق مبنى الشركة بكافوري .. حيث طرحت الشركة السودانية لنقل الكهرباء عطاء لرعاية حدائق الكهرباء بمبني إدارة الكهرباء بكافوري ودعت الشركة كل من يرغب في العطاء تقديم المستندات الضرورية واستلام كراسة العطاء من مكتب مدير إدارة الإمدادات..
ذلك هو فحوى ومحتوى الإعلان للعطاء.. وهو محتوى يؤكد ما ذهبنا إليه سابقاً أن بعض مؤسسات الدولة مازالت تعيش بعقلية النظام المباد ولم يتغير أي شيء يشير أن هناك ثورة أطاحت بنظام حكم كامل أفقر البلاد.. ولكن أن ذات العقليات والشخصيات مازالت موجودة ولم تطلها يد التغيير ..
هذا العطاء الكارثي يجب أن يتوقف عنده الدكتور عبد الله حمدوك والوزير خالد سلك.. وضرورة أن يكون هناك قرار حاسم وحازم يحسم مثل هذه العطاءات المستفذة لشعب يعاني من قطوعات الكهرباء وإدارة الكهرباء مهتمة برعاية الحدائق.. ومن البديهي أن يكون الامداد الكهربائي بهذه المستوي الكارثي طالما أن الإدارة المعنية لا يعنيها استقرار الإمداد الكهربائي الذي يتوقف عليه الإنتاج .. وبتقديري أن الأمر لا يعني حمدوك وحده وإنما تمتد المسئولية للجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو وعليها أن تتوقف في أمر هذا العطاء وتحاسب كل من يقف على هذا الأستفزاز القاتل الذي يرقى الى مستوى الجريمة التي تمس الأمن القومي .. فهذه قضايا يجب أن تحسم وتقتلع من جذورها لأن السكات عليها يعد خللاً إدارياً يجب معالجته اليوم قبل الغد.
تصريحات عاصم البنا:
تشهد هذه النسخة من برنامج أغاني وأغاني غياب الفنان عاصم البنا وهو غياب بالطبع مؤثر لأن عاصماً أصبح واحدا من ركائز البرنامج ويمكن أن نقول بأنه لاعب أساسي لفترة طويلة .. وغيابه عن هذه النسخة فيه تجديد لروح البرنامج ولعاصم نفسه .. وتلك حقيقة يجب التسليم بها أن الوجود الطويل في أي مكان وأي وظيفة يصيب الدم بالتكلس وعدم القدرة على تجديد الخلايا الإبداعية .. وعاصم أصلاً فرض وجوده كفنان حاضر في الساحة وله معجبوه .. صحيح أن أغاني وأغاني له طعمه ولونه ومجرد الغياب ربما يساهم في انحسار الأضواء عن أي مشارك في البرنامج والأسماء التي قام بتلميعها البرنامج كثيرة وتكاد لا تحصى .. لذلك من الأفضل له والبرنامج أن يكون هناك تغيير في الوجوه لأجل إفساح الفرصة لأصوات جديدة..
ورغم إيماني بفكرة التغيير وضرورته ولكن خروج عاصم البنا من النسخة الحالية هو خروج فيه الكثير من التشوهات والبثور ويبدو أن هناك أشياء خفية لم يفصح عنها عاصم البنا في تصريحاته .. ومازال يقول بأن هناك من يتحكم في الاختيار للبرنامج وشلليات وتضارب مصالح.. فذلك ما يستوجب وقفة متأنية وبحث دقيق عن تلك الشلة التي تتحكم في البرنامج لأجل مصالح خاصة .
عائشة الجبل على المحك:
الفنانة (عشة الجبل) أصبحت ظاهرة في الآونة الأخيرة وشغلت أخبارها الناس .. ولعل إشكالها مع الفنان عصام محمد نور وجد تناولاً إعلامياً كثيفاً .. ولكن رغم كل هذا الضجيج الذي أحدثته في الفترة السابقة فهي الآن على المحك وأمام امتحان صعب لا يقبل التهاون .. وظهورها في برنامج محترم كبرنامج (يلا نغني) هو اختبار لقدراتها الصوتية ومدى عبورها وتقبلها لدى المشاهد والمستمع السوداني خاصة وأنها اشتهرت بنمط غنائي لم يجد القبول عند قطاعات كبيرة من الشعب .. لذلك عشة الجبل في برنامج كثيف المشاهدة يعد اختبارا قوياً لقدراتها ومدى قدرتها على تفادي هذا المطب الصعب.
عادل مسلم:
أخيراً التقطت قناة النيل الأزرق الفنان عادل مسلم وقدمته من خلال حلقة واحدة عبر برنامج أغاني وأغاني .. وأكاد أجزم بأنها ستكون حلقة محتشدة بالثراء والتنوع الإبداعي .. لأن عادلاً فنان صاحب تجربة غنائية ذات خصوصية فيها الكثير من التجديد .. أهلمناها ردحاً من الزمان ولكن حان أوان الالتفات لتجارب جادة مثله تمتاز بالرصانة والثقافة في زمن غابت فيه التجارب التي يمكنها التأثير على وجدان الناس وتبقى في دواخلهم بلا انقطاع.