تفاصيل مثيرة في قضية اتهام وزيرة بالعهد البائد لمدير مكتبها بسرقة مجوهراتها الذهبية
الخرطوم: محمد موسى
رفضت المحكمة إعطاء محامية لوزيرة سابقة في العهد البائد الإذن بفتح بلاغ في مواجهة شاهد الاتهام العاشر لإدلائها بمعلومات كاذبة للوزيرة عن مكان تواجد زوجها المتهم في القضية.
الجدير بالذكر أن الوزيرة بالعهد البائد دونت دعوى جنائية ضد مدير مكتبها الخاص بالوزارة السابقة تتهمه فيها بخيانة الأمانة والاستيلاء من داخل خزنة مكتبها آنذاك على مصوغات ذهبية تخصها وشقيقتها تزن (1.800) جرام ذهب عيار (21) مشغول ومبالغ بالعملة المحلية والأجنبية.
وبرر قاضي محكمة جنايات الخرطوم شمال حامد صالح حامد، رفضه إعطاء الإذن لمحامي الدفاع عن الوزيرة بتحريك إجراءات قانونية في مواجهة شاهد الاتهام العاشر زوجة المتهم في القضية، الى أن المحكمة مسئولة عن حماية الشاهد الذي يمثل أمامها لحين الفراغ من الإدلاء بشهادته والخروج من قاعة المحاكمة، في الوقت الذي اكد فيه قاضي المحكمة عدم ممانعته من تسليم الإتهام صورة من أوقوال الشاهد بمحضر المحاكمة متى ما دونو بلاغ ضدها .
وأعلنت محكمة جنايات الخرطوم شمال أمس، عضو بجهاز المخابرات العامة وموظف ببنك الخرطوم للمثول أمامها والإدلاء بأقوالهما كشهود اتهام، وأمر قاضي المحكمة حامد صالح حامد، بإعلان شاهدي الاتهام صلاح فخر الدين، وإبراهيم حسين، وحددت جلسة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري لسماع أقوالهما على ذمة الدعوى الجنائية. .
مستشار للشاكية..
في ذات السياق مثل أمام المحكمة في جلسة الأمس المستشار السابق بمكتب الوزيرة الشاكية محمد سليمان، بوصفه شاهد الاتهام التاسع في القضية وأفاد بأنه التقى بالمتهم على ذمة القضية بمكتب الوزيرة الشاكي في ديسمبر 2016م وحتى العام 2018م إبان عمله مستشارا للشاكية عن منظمة (نجمة السلام)، بينما كان المتهم يشغل منصب السكرتير الخاص للوزيرة بوزارة الري والموارد المائية والكهرباء، منوهاً للمحكمة بأن المتهم وقتها كان مسئولاً عن كل الأعمال الخاصة بالوزيرة الشاكية وجميع مفاتيح مكتبها في عهدته الخاصة.
لقاؤه بالمتهم بالسجن..
وكشف شاهد الاتهام التاسع للمحكمة، عن لقاء جمعه بالمتهم الماثل أمام المحكمة ودار بينهما حوار كشف له المتهم خلاله بأنه كان بعهدته أموال مبلغ مليون جنيه أو تزيد بقليل وهي عبارة عن مبالغ تخص منزل الشاكية قام بأخذها والمغادرة بها من المنزل، منوهاً للمحكمة بأن المتهم برر له مغادرته بالمبالغ وقتها لخوفه من أن يتعرض للاغتيال بحد قوله، مؤكداً بأن المتهم أكد له وقتها بأنه لا علاقة له بالمصوغات الذهبية والمبالغ المالية الضخمة التي دون ضده بموجبها البلاغ .
وأوضح شاهد الاتهام التاسع للمحكمة، بأنه كان مقرراً وعضواً باللجنة التي تم تشكيلها بمنظمة نجمة الإنجاز الخاصة بتكريم الوزيرة السابقة الشاكية، منوهاً الى أنه في تلك الفترة تسلم مبالغ على دفعات مختلفة بلغت (250) الف جنيه بموجب شيكات وأخرى نقداً من المتهم في القضية، مشدداً على أن المتهم كان عضواً أيضاً بلجنة تكريم الوزيرة الشاكية ولديه توقيع بحساب المنظمة على بنك الخرطوم فرع البرلمان، مؤكداً بأن جميع الشيكات والمبالغ المالية التي تسلمها من المتهم تم استلامها بعد عرضها على الوزيرة، مشدداً على أن جميع تلك المبالغ تم صرفها على برنامج التكريم وفق ماهو مصدق به .
اتصالات هاتفية من الشاكية..
من جانبها مثلت أمام المحكمة أيضاً زوجة المتهم في القضية إيمان أحمد نور الدائم بوصفها شاهد الاتهام العاشر، وأدلت بأقوالها عقب أدائها القسم، وأفادت بأنها تعرفت على الشاكية الوزيرة عن طريق المتهم الذي كان يعمل موظفاً بمكتبها، منوهة الى أنها تلقت اتصالات هاتفية متكررة من الشاكية وذلك في شهر يوليو 2019م وكانت تستفسرها الشاكية خلالها عن مكان تواجد المتهم زوجها، مؤكدة في الوقت ذاته بأنها كانت في كل مرة تجيبها بأنها لا تعرف مكان تواجده، وشددت شاهدة الاتهام للمحكمة بأنها كانت على علم بأن زوجها المتهم غادر البلاد الى القاهرة الا أنها رفضت أن تخبر الشاكية بمكان تواجده، مبررة ذلك بأن المتهم زوجها ذات نفسه لم يخبر الشاكية بذلك، وهي رفضت إخبارها بسفره، وكشفت للمحكمة عن اتصالها بزوجها فوراً وأخطرته بأن الشاكية الوزيرة السابقة اتصلت بها واستفسرتها عن مكان تواجده كما نقلت له تفاصيل فتح الخزنة التي كانت في عهدته وتدوين بلاغ في مواجهته منوهة الى أن زوجها المتهم وقتها لم يقل لها (أي حاجة) بحد قولها للمحكمة.
مكالمة وفتح الخزنة..
وأكدت شاهد الاتهام للمحكمة بأنها أيضاً أفادت الشاكية بنفسها بسفر زوجها المتهم لمسقط رأسه بولاية نهر النيل لأداء واجب العزاء في أحد اقاربه، ووقتها كانت تعلم بأن زوجها متواجد بالقاهرة، وكشفت الشاهدة للمحكمة عن تلقيها مكالمة هاتفية أيضاً من الشاكية أخبرتها خلالها بأنها قامت بتكوين لجنة وهي بصدد فتح الخزينة التي بعهدة زوجها المتهم، منوهة للمحكمة بأنه وبعد ذلك حضر إليها شرطي من قسم شرطة الخرطوم شمال وأفادها بأنها مطلوب مثولها بقسم الشرطة للإدلاء بأقوالها في القضية، وأكدت للمحكمة حضورها بالقسم في الوقت المحدد لها، والتقت وقتها بضابط برتبة الملازم أول وأدلت بأقوالها أمامه بعد أن أخبرها بتفاصيل القضية التي دونت في مواجهة زوجها .
مضايقات وهتافات..
وكشفت شاهد الاتهام للمحكمة عن تعرضهم وزوجها وجميع أفراد أسرتها من الثوار لمضايقات مستمرة عقب سقوط النظام البائد، منوهة الي أن الناس كانوا يهتفون ضدها وأسرتها وينعتونهم بـ(الكيزان) بحكم عمل زوجها المتهم مع الوزيرة، وأكدت للمحكمة بأن زوجها غادر البلاد واتجه لجمهورية مصر العربية خوفاً من تعرضه للاغتيال بعد قتل ابن عمه ويدعى (بابكر) الذي كان يعمل مديرا لمكتب الوزير السابق بالعهد البائد فضل عبد الله، وأوضحت شاهدة الاتهام للمحكمة عن تعرض زوجها برفقة اثنين آخرين من زملائه بالعمل للضرب من قبل المتظاهرين بجوار القيادة العامة إبان توجهه لمنزل الشاكية.