أبوعبيدة عبد الله يكتب : كسل وفشل
في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من انقطاع غير مسبوق وغير معهود في الكهرباء، وبدلًا من أن يلتفت القائمون على معالجة الخلل وعدم تبديد الموارد، تطالعنا الشركة السودانية لنقل الكهرباء المحدودة بإعلان عن عطاء، خلته للمرة الأولى لتقديم عطاء لاستخدام الطاقة الشمسية، أو دراسة محطات حرارية جديدة، ولكن لأن هؤلاء القوم لا يهمهم المواطن بشيء فقد كان العطاء لرعاية حدائق مبنى إدارة كافوري بالشركة السودانية لنقل الكهرباء، أي والله لرعاية حدائق مبنى يتبع للشركة.
مرضى يموتون في المستشفيات، وعمليات تجرى بفلاشات الموبايلات، ومرضى غسيل كلى يقطعون طريق الكاملين لإيقاف السيارات للتبرع لهم بجازولين لتشغيل المولد لإكمال عملية الغسيل، والكهرباء تبحث عن من يؤهل ويرعى لها حدائقها!
مصانع توقفت وقلّ الإنتاج بنسبة 50% أو أكثر، في القطاعات المنتجة في العام والخاص، وشُرّدت أسر بسبب عدم وجود الكهرباء والتي انعكست على كثير من الأسر التي كانت تعتمد عليها في أرزاقها.
هل يعلم وزير الطاقة والنفط والذي وعد بحل مشكلة الكهرباء أو تقليل ساعات القطوعات خلال (72) ساعة، أن الشركة السودانية لنقل الكهرباء، والتي نعلم أن حدودها هي نقل الكهرباء فقط وليس التوليد، ولكن من باب المسؤولية كان عليها أن تساهم مع الوزارة في إيجاد حلول للأزمة بالدعم المالي التي تريد أن تؤهل وترعى به حدائق مقر الشركة، ولكن يبدو أن القائمين على أمر الشركة يعيشون في كوكب غير هذا الكوكب لا يحسون بمعاناة الشعب ولا يتألمون معه. لا أقول من أين أتى هؤلاء، ولكن أقول كيف أتى هؤلاء لهذه الثورة وتسنموا الكراسى وجثموا على صدور الناس.
أكثر مآخذ هذه الثورة أنها أتت بأشخاص بعيدين كل البعد عن المجتمع السوداني، لا يعرفون الأصول ولا العادات ولا التقاليد، بل ولا يعرفون ما أتوا من أجله، وهو ما خرج عليه المواطنون وأسقطوا حكومة البشير، وهو معاش الناس.
تأهيل ورعاية حديقة كافوري يجب أن يفتح فيها الوزير تحقيقًا عاجلًا، لأن من فكر فيها بلا شك، لابد أن تكون له مصلحة في ذلك، وهناك مثل يقول (الزول بونسو غرضو)، فلم يفكر من قرر تأهيل تلك الحديقة، في قطوعات الكهرباء، بل فكر فيما يهمه.
يجب أن تترك الحكومة الحالية حالة الكسل والفشل التي تعيشها، وتكون قدر تطلعات الشعب، وإلا فلتذهب غير مأسوف عليها.