تقرير- نجدة بشارة
كشف الأمين العام للحركة الشعبية قطاع الشمال جناح مالك عقار إسماعيل خميس جلاب، عن ابتدار مبادرة للحركة الشعبية قطاع الشمال تقود للم الشمل السياسي والعسكري للحركة الشعبية عبر التطواف على ولايات النيل الأبيض، والنيل الأزرق، جنوب كردفان .
وقال جلاب في تصريح لـ(لصيحة) إن المبادرة تستهدف رأب الصدع بين مكونات الحركة الشعبية السياسية والعسكرية إضافة إلى لم شمل جميع أجنحة الحركة تحت مظلة الحركة الشعبية الأم جناح مالك عقار، ياسر عرمان، وعبد العزيز الحلو، إضافة إلى دانيال كودي.
وأكد أن عبد العزيز الحلو أبدى موافقة مبدئية على لم الشمل مع الحركة الشعبية.. مشيرًا إلى بعثهم رسالة لدعوته لإكمال ملف السلام مع الحكومة الانتقالية.
تبشير بالسلام
من جانبه أوضح الفريق السنوسي كوكو محمد كوكو قائد الجيش الشعبي لتحرير السودان بالحركة الشعبية قطاع الشمال(للصيحة) بأن المبادرة تستهدف التبشير بمصفوفة السلام في المقام الأول وأن لم الشمل وتوحيد الحركة الشعبية من الناحية السياسية والعسكرية رسالة قوية للمواطنين في المناطق التي عانت ويلات الحرب بالتغيير الذي أوجده سلام جوبا، قال إن قيادات الحركة شرعت
في التطواف على ولايات السودان لاسيما النيل الأبيض، والأزرق وجنوب وغرب كردفان.. لإطلاع مواطني هذه الولايات على تفاصيل وثيقة السلام ومكتسباته.
من جانبه، أكد الفريق البلولة حكمت قائد فصيل جنوب كردفان، أن هنالك قبولاً كبيراً وارتياحاً وسط قيادات الحركة الشعبية لهذه المبادرة التي دشنت أمس الأول بمدينة ربك بالنيل الأبيض وسط استقبال حاشد وحفاوة المواطنين، وأكد أن هذه الخطوة مهمة من خلال النزول وسط الشعب حتى يحس بأن السلام أصبح واقعاً معاشاً يمشي بينهم وأكد بلولة إنهم ساعون للجلوس مع كل الأطراف بالحركة.
رأب الصدع
وتأتي المبادرة عقب خلافات عاصفة وتراشقات وقعت في السابق بين رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، مالك عقار، والأمين العام للحركة خميس جلاب أدت إلى إصدار قرار من الأول بتجميد صلاحيات الثاني وعضويته بالمجلس القيادي.
لكن اللواء آدم جمار من القيادة العسكرية لقيادة جناح مالك عقار أكد لـ(الصيحة) أن المياه قد عادت إلى مجاريها داخل الحركة.. وأن التطواف الذي تقوم به قيادات الحركة وزيارة الولايات رسالة قوية لوحدة الحركة الشعبية وتبشير بمكتسبات السلام للقواعد في الولايات، وقال: نسعى لنملك الشعب نصوص السلام وما قد يحققه لهم في مناطقهم من تنمية في مختلف الأصعدة، وذهب اللواء السعودي محمد يحيى في ذات الاتجاه بأن الجولة التي تقوم بها قيادات الحركة تشمل تفقد لمكاتب الأمانات السياسية للحركة بالولايات.. وقال سعودي للصيحة، إن الحركة ناضلت لثلاثين سنة ضد النظام المعزول لتحقق التنمية والرفاهية للشعب السوداني الذي ظل يعاني من التهميش.. وقال إن الحركة الشعبية بقطاعاتها المختلفة تضم جيوشاً كبيرة منتشرة عبر ولايات السودان.. وآن الأوان لتجد هذه الجيوش وضعها الطبيعي في الدفاع عن الوطن عبر تقنين وجودها تحت مظلة القوات المسلحة أو بالتسريح وإعطاء الحقوق. وأردف: خاصة وأنه منذ اتفاقيات نيفاشا وأبوجا لم تقنن الحكومات لهذه الحركات أوضاعها.
مرحلة جديدة
ولعل قضية السلام وإنهاء الحروب في السودان ظلت على رأس أولويات ومطالب الثورة على المستوى الشعبي والسياسي خلال العامين الماضيين. ذلك أن السودان ظل يعيش حالة احتراب داخلي منذ سنوات استقلاله الأولى عام ١٩٥٦.
عملية الانتقال التي بدأت في البلاد قبل عامين هي حصيلة مقاومة مستمرة للسودانيين فى مناطق النزاعات وخارجها، توّجتها الثورة الشعبية التي انطلقت في ديسمبر ٢٠١٨ وأدّت إلى سقوط نظام عمر البشير بعد ثلاثين عامًا من حكم عسكري إسلامي.
وبالمقابل فإن اتفاقية جوبا للسلام صنعت أرضية غير مسبوقة لوضع أسس لسلام دائم يحل النزاعات بين السودانيين، وبالتالي ومنذ الثورة انتقل المشهد الى مرحلة جديدة بظهور كثير من التحالفات السياسية العسكرية بدأت تطفو للسطح لتشكل تناغماً بين المكونين في إدارة البلاد وحفظ السلام.
تحديات وعقبات
في السياق أكد الفريق أحمد إدريس إبراهيم مفاوض بوفد مباحثات سلام جوبا ومسئول ملف الترتيبات الأمنية بجنوب وغرب كردفا ، أكد أن الحركة الشعبية حدثت بها خلافات ومشاكل كثيرة وهذا ما دعا القيادات إلى إطلاق المبادرة للم شمل الحركة.
وأشار إلى تحديات قد تواجه ملف السلام لا سيما بند الترتيبات الأمنية، وقال إن هنالك خللا كبيراً في تنفيذ الترتيبات الأمنية، وقال إن هذا هو السبب الذي أدى لخلق أزمة في ولايات دارفور.
وقال: كان يفترض أن يتجمع الجيش وفق برتكولات معينة.. وقال إن الحكومة تتعذر بعدم وجود الميزانية وأردف: لكن هذه الأعذار والتأخير أثر على الروح المعنوية للجيش من خلال استشعاره عدم الجدية، وأردف: حاليًا بعضهم بدأ العودة لمناطقهم وللجبال، وناشد الحكومة بالإسراع في تنفيذ بند الترتيبات الأمنية ليكتمل معه ملف السلام.