محمد علي التوم من الله يكتب.. الكهرباء في رمضان غير..!!
× الكهرباء في نهار رمضان لها “حوبة” ومكانة تختلف عن باقي الشهور.. هي بمثابة الرئة التي يُتنفّس بها اليوم.. وهي إن غابت تحركت شفاه الصائمين و”تمتمت” بما لا يرضاه القائمون بأمرها..
× وإدارة الكهرباء لو “شغلت” عبقرية القطوعات وبرمجتها تفادياً لساعات “القيلولة” لأمنت ظهرها وخلت شباكها من إصابات ساخطة.. وتحتاج لذلك أن تلعب بخطة (6/3/2) لأن تلك الساعات حتى لدى من يعتمدون عليها في تشغيل ماكيناتهم يكونون في ساعات (ركلسة) وبيات يومي مؤقت..
× وحتى الثلاجات تنام هادئة وهي تضم بما يتمناه الصائم وتغنيه عن صف جديد وهو صف الثلج.. أما المكاتب الحكومية والشركات والمؤسسات حيث التبريد ينسيك العطش والجوع، فإن فوائد وفرة الكهرباء في تلك الساعات يخفف من زحمة الشوارع ويؤجلها لذروة رمضانية خاصة هي الوقت بدل الضائع الذي يسبق الفطور بدقائق وما أدراك ما هو في رمضان..!!
× وفي الشهر الفضيل هنالك ليالٍ مقمرة, تبدأ بعد العشرة الأوائل وقبيل الأواخر, يتسامر فيها القمر مع الذين يفطرون جماعات في (الضرا) خارج منازلهم وعند الطرقات فتضفي على ليالي رمضان بهجة ومتعة لا يشعرون بما تفعله إدارة الكهرباء من قطوعات إن هي همت ببرمجة تيارها لأماكن أخرى.. حتى إن صلاة التراويح نفسها تقام في فناء المساجد دون داخلها, ولكن ذلك لا يغني عن الكهرباء الكثير..
× فهل يا ترى تستثمر إدارة الكهرباء كل ذلك لتخلق مع الصائمين وداً رمضانياً فالدعوة بالبركات هي الأكثر قبولاً في هذا الشهر العظيم..
× الأسواق تحتاج للكهرباء أكثر في العشرة الأواخر, وإن كان العشرة الأواخر قيام لياليه هو الأفضل, لكن أسواقنا تكتظ فيها تدريجياً وتصاعدياً حتى يوم الوقفة, والتجار والمحلات الكبرى تستعد ولأهمية الكهرباء دائماً ببديل المولدات, فتختلط الضوضاء بجلبة الباعة وزحمة المتسوقين فأنت تعرف أن ذلك اليوم أو الليلة هي ما حفظته عنها منذ الطفولة وأنت تغني:
رمضان سعيد وبخيت * الليلة الوقفة وبكرة العيد
× والغريب أنه وفي رمضانات خلت كثيراً ما تكون القطوعات فيه في الليالى الأخيرة منه حيث يكون الناس في ذروة الاستعداد للعيد من خبيز وصيانات منازل وخلافه.. ويكون حجة القائمين بأمر الكهرباء أن معدل استعمال الناس للكهرباء في تلك الليالى هي الأكثر, فيزداد نشاط كل شيء ولأن الكهرباء دخلت في كل شيء حتى إن كثيرا من الصناعات تتسابق لزيادة إنتاجها لاستثمار موسم السوق..
× في مقال سابق قلنا إن القائمين بأمر الكهرباء ينبغي أن يشجعوا تقنيات تخزين الكهرباء، فإن ذلك يخفف الضغط المتزايد على الكهرباء كما أنه يفيد المستهلك كثيراً فالدولة إن هي شجعت ذلك ساهمت بدورها في توظيف الكهرباء التوظيف الأمثل..
× وماذا يا ترى لو توسعنا في تكنولوجيا العربات والمواتر والقطارات التي تعمل بالكهرباء وتلك بالتأكيد ستدخلنا في منظومة الاعتماد الكلي على الكهرباء معنى ذلك أن “القطوعات” فيها أخطر من صفوف المحروقات..
× والكهرباء في رمضان غير..!!
× رمضان هو الشهر الذي نتوجه فيه بالدعاء أن ينعم الله علينا وعلى بلادنا التي تتوفر فيها كل إمكانيات إنتاج الكهرباء بما يكفينا ذاتياً ونصدر.. ورمضان كريم..