عبد الله مسار يكتب.. المال مالك ولكن موارد البلد للجميع

ذهب شاب إلى دولة أوروبية قام أحد أصدقائه بدعوته إلى وجبة في أحد المطاعم، دخلا المطعم ولاحظا أن معظم الطاولات فارغة وتوجد طاولة صغيرة يجلس عليها زوجان وأمامهما طبقان صغيران من الطعام وعلبتان من المشروبات.

وفي موقعٍ آخر من المطعم بالقرب من المكان الذي جلسا عليه، يجلس عدد من السيدات كبيرات السن.

طلبا الطعام وكانا “جوعانين” طلبا المزيد.

وبما أن العدد الموجود في المطعم من الزبائن قليل جاء الطعام سريعاً.. بعد أن أكلا تركا حوالي ثلث الطعام متبقياً على الطاولة في الأطباق.

ولما وصلا الباب يهمان بالخروج من المطبخ سمعا شخصاً ينادينهما.

لاحظا أن السيدات يتحدثن مع مالك المطعم عنا وعندما تحدثن معنا، فهمنا أنهن يشعرن بالاستياء لأننا أضعنا كثيراً من الطعام وهو ما تبقى على الطاولة.

قال لهن صديقي لقد دفعنا ثمن الطعام الذي طلبناه فما الأمر.

نظرت إلينا السيدات بغضب شديد، واتّجهت إحداهن نحو الهاتف واستدعت شخصاً ما، وبعد فترة وجيزة وصل رجل في زيّ الشرطة، وقال إنّه ضابط شرطة يتبع للتأمينات الاجتماعية وحرّر لنا مخالفة بمبلغ خمسين دولاراً.. سكتنا قليلاً ثم دفعنا المبلغ.

قال الضابط بلهجة صارمة اطلبا كمية الطعام التي يُمكنكما استهلاكها.. المال مالكما ولكن الموارد للجميع.

هنالك العديد من سكان العالم يواجهون نقص الموارد ولذلك ليس لديكم سبب لهدر الموارد.

أصبنا بخجل شديد وأخذنا درساً بالغاً ولكننا اتفقنا معه لما ذهب إليه واعتذرنا.

أيها السادة، كم نهدر نحن شعوب دول العالم من الموارد على حساب ما هم أحوج إليها ونحن أكثرهم حاجةً لذلك.

ولذلك قال الله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).

أيها السادة ليس من الكرم التبذير.
قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شرٌّا من بطن، بحسب ابن آدم أُكُلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنَفَسِه).

عليه ألا تعملنا من هذه الواقعة وهل عرفنا لماذا تقدمت هذه الدول أخذت من ديننا العملي وطبّقته، ونحن عرفناه ولَم نعمل به.. وبين التطبيق والتنظير بون شاسع.

تحياتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى