قامت ثورة ديسمبر ورفعت شعارات حرية.. سلام وعدالة.. وعُيِّن الأخ د حمدوك. رئيساً للوزراء واختار حكومته الأولى من تكنوقراط، وبعد عام ونيف حل تلك الحكومة وعيّن أخرى من أحزاب الحرية والتغيير.
وفِي هذا الحين تم تعيين نائب عام من المحامين البارزين ومن خِيرة رجال القانون ورئيسة للقضاء من خيرة نساء بلادي القانونيات.
طيلة العامين، ظل عددٌ مهولٌ من المتهمين، وخاصة مهتمي الرأي والسياسة قيد الحبس وعلى ذمة التحقيق، وبعضهم وُجِّهت له تُهمٌ، وبعضهم قيد الحبس التحفظي وطالت فترات بعضهم وخاصةً المُعتقلين الذين لم تُوجّه لهم تُهمٌ.
وطيلة العامين، لم تقم المحكمة الدستورية وظل السودان بدونها وهي محكمة مهمة لأنها تنظر في كافة القضايا الدستورية الخاصّة بالبشر والمؤسسات الحاكمة.
ولأهمية هذه المحكمة مطلوب قيامها لتكتمل هياكل السلطة القضائية ويجد كل مُتقاضٍ حقّه كاملاً في قضاء سوداني عادل وبوجود كافة هياكل العدل والقضاء.
لأنّ الظلم ظُلمات كان الحجاج بن يوسف حبس رجلاً ظلماً، فكتب المظلوم للحجاج كتاباً قال فيه :
قد مضى من بؤسنا أيام .. ومن نعيمك أيام والموعد القيامة
والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج بيِّنة وستعلم عند الله مَن الظلوم
أما والله أن الظلم لوم
ومازال الظلوم هو الملوم
سينقطع التلذذ عن أناس أداموه .. وينقطع النعيم
إلى ديان يوم الدين نمضي
وعند الله تجتمع الخصوم
أخي د. الحبر النائب العام، اطلق سراح كل مقبوض دُون جنحة، واستعجل مُحاكمة كل من حوله شُبهة جريمة وهو الآن بالسجن.. لقد تأذّت الأُسر بحبس عائليها.. ألم تر وتسمع ماذا حدث لأسرة المهندس الحاج عطا المنان؟! وغيره كُثرٌ، ولذلك نناشدك وأنت ضمير العدل، اطلق سراح معتقلي الرأي والمحاكمة العاجلة لأصحاب التهم والجنح.
تحياتي