حاضرة في وجدان الناس لا يطالها النسيان مطلقاً .. أغنيات الحقيبة.. جمالٌ لا يَقبل النسيان!!
ستظل أغنية الحقيبة حاضرة في وجدان الناس لا يطالها النسيان مُطلقاً، لأنها مثلت حالة وجدانية وروحية خاصة، لذلك ظلّت مُتألِّقة طيلة الأزمان وستظل كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن رغم حُضور أغنية الحقيبة وسطوتها ولكن الفن الغنائي الحديث زاحمها ولم يفصلها كلياً ويعزلها في جزيرة قصية، تمرد عليها مُبدعونا الكبار في ذلك الزمان السحيق، فغيّروا في المُفردة الشعرية التي كانت تُخاطب الحسية.
ولكن الشعراء المُتمردون انحازوا للمعنى وابتعدوا عن المُفردة المُباشرة، حتى الألحان خرجت من شكلها الكلاسيكي الدائري الذي كان يردد بالموسيقى نفس ما يقوله المغني، حيث يكون اللحن في خطٍ واحدٍ ولا تتعدّد فيه الإيقاعات، ولكن بعض المجددين أمثال عبد الحميد يوسف وإبراهيم الكاشف قاموا بتغييرات جذرية في شكل الألحان، حيث أضافوا المقدمة الموسيقية واللازمات.. ويظل الفنان الكبير عبد الحميد واحدا من أبرز المجددين في شكل الأغنية السودانية، وكانت أغنياته أذكريني يا حمامة بمثابة فتح في التأليف اللحني.. وكذلك أغنيته ذائعة الصيت “غضبك جميل زي بسمتك” التي صاغها شعراً الشاعر المهول “حميد أبو عشر”.