كتب: سراج الدين مصطفى
(1)
من المؤكد في كل قناة رغبة في الاستئثار بإعجاب المشاهدين وجذبهم الى شاشتها.. وهذا فعل مؤكد وأساسي لأن الاستحواذ على ثناء المشاهد هو غاية كل قناة تبث إرسالها على الفضاء المفتوح لكل الاحتمالات، ولكن هذا الثناء والإعجاب قد يتبدد كالدخان في الهواء ويتناثر بلا أثر، إذا لم يسانده جمال الطرح البرامجي من حيث عمق طرح الفكرة البرامجية ومدى جاذبيتها.
(2)
والاستئثار بإعجاب المشاهد لا يتأتى عادة إلا من خلال الطرح البرامجي القريب من وجدان المشاهد.. بحيث يهتم بقضاياه ويلبي ما يريد من برامج معينة تحكمها أسس الاختلاف بين شخص وآخر.. وهنا تكمن الصعوبة في أن ترضي جميع الأمزجة.
(3)
برنامج أغاني وأغاني يحتاج للتغيير والتغيير الشامل في كل شيء، والتغيير الذي أقصده لا يشمل الأستاذ السر قدور الذي ترتكز عليه فكرة البرنامج، ولكني أعني طريقة الاختيار التي تتسم بالكثير من المجاملة ومن الضروري فتح الفرص لأصوات جديدة لأن الأصوات القديمة والمألوفة أدوا ما عليهم ورسخوا البرنامج في ذهنية الشعب السوداني ومن حقهم وحقنا عليهم أن يرتاحوا قليلاً حتى نشاهد وجوهاً أخرى تضفي المزيد من الحيوية على البرنامج..
(4)
الحقيقة التي لا تقبل الجدال أو الشك أن هذا البرنامج يحظى بنسب مشاهدة عالية.. وفي ذات الوقت يحظى بنقد عنيف ومكثف لبعض المشاركين فيه من المغنين.. أو المعلومات التي يطرحها الأستاذ السر قدور.. وكما معلوم أن الأستاذ السر قدور وصف في كثير من المرات بعدم الأمانة في ذكره لبعض الحقائق والشواهد والمواقف.. ويقال بأنه يذكرها بحسب مزاجه الشخصي.
(5)
وبتقديري أن الجمال ليس أن تصنع برنامجاً ناجحاً ومدهشاً مثل أغاني وأغاني، ولكن منتهى الجمال يبقى في القدرة على المحافظة على ذلك المكتسب.. لأن صناعة النجاح تصبح بلا قيمة إن لم نحافظ على الجمال وقيمته الروحية والحسية.. ورغم النقد الكثيف وكل ما يقال، ولكن كل ذلك يعني وبالضرورة أنه برنامج ناجح استطاع أن يثير حراكاً ثقافياً وفنياً وحتى صحفياً.. حتى في ظل وجود برامج منافسة في قنوات أخرى.
(6)
كان أغاني وأغاني باهتاً وبارداً في العام الماضي.. ولعل وجود بعض المغنين الذين استنفدوا أغراضهم كان سبباً كافياً في البرود الذي قوبل به البرنامج، كانوا كلهم عبارة عن استعراض لآخر الموديلات من (البدل والكرفتات).. كان المظهر هو الهم العام لكل المشاركين.. لذلك بدأ البرنامج يفقد ميزة الإمتاع والإدهاش.. ومن الضرورة في النسخة الحالية من برنامج أغاني وأغاني أن تكون هناك أصوات جديدة حتى تطون بمثابة روح جديدة ومن شأنها أن تعيد الألق الذي كاد أن يندثر بفعل التكرار.. رغم أن بعض الأصوات الغنائية التي انضمت للبرنامج فيها الكثير من ملامح التشابه مع بعض المطربين السابقين الذين شاركوا في البرنامج في دوراته الماضية.