منى الخير(1937- 1980):
بدأت الغناء وهي في سن 14 سنة ببيوت الأفراح وتردد أغانى الحماسة المصاحبة بإيقاع الدلوكة، وفي العام 1958 فازت اغنيتها (رسائل غرام) من كلمات الشاعر إسماعيل حسن وألحان خليل أحمد بجائزة اتحاد نساء السودان، وكانت هذه نقطة تحول في مسيرتها الفنية، وفي العام 1959م انتقلت من مرحلة أغاني البنات المصاحبة بالدلوكة الى الغناء بمصاحبة الفرقة الموسيقية، ومن أشهر أغنياتها (الليل بلال بلال ما جا)، (الحمام الزاجل)، و(عيون المها) للملحن عبد الرحمن الريح الذى لحن لها الكثير من الأغنيات، وتعاملت مع الشعراء إسماعيل حسن، محمد علي أبو قطاطي، عوض جبريل، النعمان على الله، سعد الدين إبراهيم، ومن الملحنين خليل أحمد، علاء الدين حمزة، برعي محمد دفع الله، عبد الفتاح الله جابو، إسماعيل خورشيد.
الرحمة مكي:
بدأت مسيرتها الفنية منذ مطلع خمسينات القرن العشرين، وكانت تمارس نشاطها في بيوت الأعراس وعند أقربائها فقط، ونالت شهرة واسعة بادائها أغاني البنات، ويرجع الفضل إلى الموسيقار علاء الدين حمزة وأحمد زاهر وبرعي محمد دفع الله في تقديمها إلى الإذاعة، كما شاركت بالتمثيل في الفيلم السودانى (عرس الزين) للروائي السوداني الطيب صالح، ومن أشهر أغانيها والتي لازالت تردد حتى اليوم أغنية:
مبروك عليك الليلة يا نعومة يا حليل ناس ديل الزمان بجونا
الجيل الثاني من النساء المغنيات:
في فترة الستينات من القرن العشرين تطور غناء المرأة وتميز بثراء المضامين الفكرية واللحنية، وذلك بعد أن أصبح يشارك فيها الشعراء والملحنون المحترفون فظهرت مغنيات تفاعلن مع قضايا المجتمع كما ظهرت الثنائيات والثلاثيات وأصبحت أسمائهن موجودة على تاريخ خارطة الغناء منهن على سبيل المثال لا الحصر (ثنائي كردفان) و(بلابل الجزيرة) و(ثنائي النغم) (والبلابل)، وبعد افتتاح كلية الموسيقى والدراما في العام 1969م التحق بالكلية عدد كبير من الفتيات وتخصصن في دراسة الآلات الموسيقية و دراسة الصوت وأصبحن مطربات معروفات بعد التخرج بل اقتحمن مجال العزف مع الفرق الموسيقية كما تكونت فرق موسيقية أعضاؤها من الفتيات فقط منها الفرقة النحاسية النسائية والتي تتبع لإدارة سلاح الموسيقى، وفرقة السمندليات الموسيقية ، وفرق كورالية تتبع للجامعات مثال كورال جامعة الأحفاد للبنات، وفرق غنائية مثال فرقة “سالوت يا البنوت”.
أم بلينا السنوسي (1918م ـ 2005م):
بدأت الغناء في سن مبكرة متأثرة بغناء فن الحقيبة وبالجيل الثاني من رواد المدرسة الوترية وانضمت إلى فرقة فنون كردفان وكان أول ظهور لها في العام 1961م في مهرجان المديريات بالمسرح القومي بمدينة أم درمان، وفي العام 1962م كونت هي وزميلتها المطربة فاطمة عيسى أول ثنائي بالسودان من داخل فرقة فنون كردفان أطلق عليه (الثنائي الكردفاني)، إلا أنه لم يستمر طويلاً وواصلت أم بلينا الغناء منفردة وتعاونت مع عدد من الشعراء والملحنين المعروفين وكان لمشاركتها في أوبريت (قصة ثورة) في العام 1968م والذي قدم في احتفالات البلاد بذكرى ثورة أكتوبر المجيدة وهو من كلمات الشاعر هاشم صديق وألحان المطرب محمد الأمين، فقد دفعت بها هذه المشاركة إلى الشهرة كصوت نسائي ولها عدة تسجيلات بالإذاعة السودانية من أشهر اغانيها (وداد).
ثنائي النغم:
يتكون الثنائي من زينب خليفة(1945م – 2013م) وخديجة محمد وهي من مواليد 1946م كانت البداية في منتصف ستينات القرن العشرين وفي العام 1964م تم تسجيل أول أغنية لهما بإذاعة أم درمان وهي أغنية (أول حبيب)، وكانت بمثابة الانطلاقة لهما وقوبلت أعمالهما الغنائية باستحسان وارتياح من الجمهور، حيث تميز غناؤهما وخاصة الأغاني الناجحة بأغنيات التراث المنتشرة في مناطق قبائل البقارة بغرب السودان مثال الأغنية التراثية (العجكو)، ومن أشهر أغاني الفرقة (ست الودع)، (أنا ما اتغيرت) (الليلة وين لي وين يا عينيا) (سايق العظمة) ولهما ما يقارب ثمان وثلاثين أغنية واستمر نشاطهما وانتشارهما بالمسارح وبجميع أقاليم السودان ومشاركات أخرى بدول أفريقية وعربية منذ السبعينات وحتى بداية ثمانينات القرن العشرين، حيث توقف نشاطهما.