الكلمات قد لا تسع الموهبة الشاسعة للموسيقار الشاب عوض أحمودي .. فهو مبدع نسيج وحده وهو مؤشر على عبقرية سودانية عميقة لها ما بعدها .. وتلك التكوينات الجمالية تبرجت لسببين أولهما ارتفاع الحس والذوق الموسيقي لديه مع حسٍ عالٍ في الاستماع، متى ما توافرت لدى الموسيقى فإنها تقوده إلى الإمساك بخيوط فكرته اللحنية، لأن الموسيقى فعل لا يُرى بل فن حركي ـ ديناميكي وتقليد للطبيعة في كمالها.. والأمر الثاني لنبوغ الشاب بعبقرية كثير من الموسيقيين الذين فقدوا نعمة البصر وتميزوا بشكل لافت، ويمكن هنا أن نستدل بالموسيقي العالمي بتهوفن وإستيف وندر وعمار الشريعي. وهذه الفئة المجتمعية لها نظامها الذاتي ولغتها ومصطلحاتها وصبرها مع الآلة ودهاليزها، ولها قدرة غير عادية على التعبير عن ما هو مكبوت في الأعماق.