ريشة في واحة
نور محمد مجذوب
منعطف إعلان المبادئ
لم تكتمل احتفالية مراسم السلام التي وقعت في الثالث من أكتوبر الماضي بين الجبهة الثورية والحكومة الانتقالية لغياب فصيلين من أهم الفصائل في عملية السلام وهما الحركة الشعبية شمال وحركة تحرير السودان.
من حينها جرت المساعي والمباحثات والمقابلات للانضمام لركب السلام… حتى تحققت الغايات بتوقيع برتوكول إعلان المبادئ بين (عبد العزيز الحلو) القيادي بالحركة..( وعبد الفتاح البرهان) رئيس مجلس السيادة في الحكومة الانتقالية. ونص الاتفاق على (علمانية الدولة) مما يعني فصل الدين عن قضايا الدولة ومد جسور الحريات الدينية والعرقية دون انحياز أو حيادية الدولة وفرضها ديناً بعينه
كواجهة رسمية للبلاد، وفي حالة عدم تنفيذ بند العلمانية ينفذ البند الثاني بند (تقرير المصير) لمنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
ويرى بعض المراقبين، رأياً مختلفاً نوعاً ما، فيما يختص بإعلان المبادئ وتبني البرهان البروتوكول بنفسه.. يرون بجانب ما ذكر من أسباب مخاوف الحركة من النكوص أو نقض العهود بحكم تجاربها مع النظام البائد في ميشاكوس والدوحة وأبوجا، فهذا من منظور رأي الحركة إلا أن للمراقبين رؤيتهم المختلفة تتمثل في الطرف الآخر.
فالمبادئ ليست بفكرة جديدة، إنما هي تغيير وجوه ليس إلا، وجهان مختلفان لصك عملة واحدة… فهو اتفاق أعلن من قبل عبد الله حمدوك رئيس الوزراء.. بأديس أبابا حاضرة دولة إثيوبية وقوبل بالرفض والاحتجاجات من الشارع والرأي الشعبي الجمعي.. فضلًا عن رجالات الدين والأحزاب السياسية اليمينية ذات الهوية الإسلامية ومن الأعضاء في الحكومة الانتقالية أيضا مما أثار حفيظة حمدوك وآثر الابتعاد بتسليم الملف للبرهان.. ربما خوفاً من أن يوصم بخلق أزمة جديدة في نظام البلاد وهويتها السياسية.. كما يظن المراقبون… فضلاً عن لما للأخير من سابقة سياسية تتمثل في قرار (التطبيع) وفرضه على أرض الواقع رغم وجود التحفظات والاعتراضات ويضيف المراقبون.. كلاهما من القضايا بالغة التعقيدات عميقة الأثر شديدة الحساسية. وإلا لما وصف الحلو توقيع البرهان (بالخطوة الشجاعة) ويسترسل: هذا إذا وضعنا في الاعتبار معنى الشجاعة كمفهوم فهي أمر صعب يمكن للفرد أن يقوم به والخطر يحدق به من كل جانب…
ففي سانحة إذاً لتبادل الأدوار انطلق البرهان كبادرة أولية في الثالث من مارس الجاري لجوبا ووقع على المبادئ في يوم الأحد٢٨ من ذات (شهر مارس) كتوطئة للسير خطوة على البساط لحين استئناف المفاوضات في القريب العاجل.