(آذان الأنعام)
د. عماد محمد الحسن بابكر
كتاب آذان الأنعام كتاب صادم لكل الحضارات، ومحارب لكل الأفكار القديمة، وهادم لكل الروايات الدينية بالكتب السماوية المفسرة، وضاربا بكل القصص الإسلامية التاريخية- التي بنيت على قناعة المفسرين وتناولتها الأجيال جيلاً بعد جيل عرض الحائط.. بل أضاف نظرية جديدة تماماً لدى الإسلاميين من قبل خلق آدم عليه السلام ليضع الكاتب العالم الإسلامي أمام تحدّ وفلسفة جديدة غريبة وفريدة.
كتاب آذان الأنعام خطير ومثير حيث تكمن الإثارة في مناصرته لأبي الإلحاد تشارلز داروين صاحب نظرية أصل الأنواع..
تشارلز دارون لم يكن شخصاً مؤمنًا بالخالق أبداً مهما كتبت أعذار عنه ولم يكن علمانياً عاديًا بل، كان رائداً للإلحاد وتوصل بمفهومه الإلحادي إلى نظرته أصل الأنواع أو بما يسمى- التطور -أو النشوء والارتقاء – فتوصل إلى أن الطبيعة تهب قانونها البقاء للأقوى أو للكائن الذي يجيد التأقلم والتغيير حسب الزمان والمكان…..
حقيقة أفكار دارون عن الأصل الواحد أو انقسام الخلية بعد الانفجار الكبير .. لم تجد لها أصلاً إلا الرسوم والشبه والتقارب في الأصول للكائنات التي وهبها الله الحياة والنجاة بعدها الموت الحتمي الذي طال دارون قبل أن يؤمن بالخالق.
إن كان دارون أطر عجلة الحياة في الكون وفسر شجرة الحياة بالانقسام والتطور في المراحل المختلفة وتوصل إلى أن الإنسان برغم رقيه وتكريمه من الله يرتبط بالقردة في شجرة النسب أو في الأسلاف البعيدة.
جاء المفكر الدكتور عماد محمد الحسن بابكر ليرجح كفة ذاك الملحد
آذان الأنعام كتاب فاض بالإيمان والصدق، كتاب بدأ بآيات من الذكر الحكيم وختم بها مسك الختام.
تناول الكاتب قصة الخلق بصورة مختلفة تماماً عن ما ورد في كتب التفسير والحديث بل توصل الى الحقيقة التي وصل إليها دارون.
أضاف الدكتور عماد إضافات خطيرة في نظرية دارون عن الحلقة المفقودة كما ورد.
الحلقة المفقودة فسرها دارون بتطور عقل الإنسان فجأة دون سابق تدرج في المراحل لكن دكتور عماد وضح هذه النقطة توضيحًا خطيراً بقوله هي لحظات نفخ الروح في آدم آبو البشر.
وضح الكتاب بأن أدم أبو البشر هو عبارة عن فصيل كامل من البشر أي هي مجموعة كاملة سميت آدم لكن اختار الله منهم فصيلاً ونفخ فيهم الروح فانتشروا في الأرض.
(خلقناكم أطواراً)، كان تفسيرها من الدكتور هي طوراً بعد طور، كأن يمشي الإنسان مكباً على وجهه كالزواحف ثم مشى على أربعة كالحيوان، ثم انحنى زمناً طويلاً ثم نفخ فيه الروح فصار كامل الهيئة فعلمه الكلمات بعد الاختيار وأنزل عليه الأنعام حيث أن تلك الأنعام أنزلت من السماء ليس لها أصول أو أسلاف مثل البقر والضأن والماعز والإبل …..
في الكتاب إنكار كامل بأن حواء لم تخلق من ضلع آدم بل خلقت كما آدم.
آذان الأنعام أنكر الجنة التي سكن بها أدم وحواء وذكر أنها جنة الدنيا في الأراضي المقدسة حسب النصوص القرآنية.
كتاب آذان الأنعام وصف قصة الخلق كما وصفها دارون ولكن استدل الكاتب باللآيات القرآنية والأحاديث فقط.
وصل العلماء كما ذكر المؤلف أن أصل الخلق في الإنسان والحيوان والنبات واحد حسب سلم التطور الطبيعي… إنها نبتت من الأرض نباتا وتطورت عبر ملايين السنين.
وأن الإنسان خلق وتطور حول مدينة مكة المكرمة لذلك كانت فريضة الحج محكاة لتلك العملية التي استمرت ليومنا هذا..
ما ذكره المؤلف بأن آدم ليس شخصاً واحداً بل سلالة كاملة وأن هنالك عدداً كبيراً من آدم نفخ فيهم الروح وهم أصل البشر المتطور، يحتاج من مجلس الإفتاء للرد والدراسة ويحتاج من الجامعة الإسلامية وجامعة القرآن وجامعة أفريقيا العالمية رداً بالفكر والبحث حتى تعم الفائدة وتلك الجامعات هي منارات للبحوث الإسلامية ….
مؤلف الكتاب المرحوم الدكتور عماد محمد الحسن بالمشاركة مع أخيه المهندس علاء الدين .
والدكتور عماد طبيب جراحة متخصص عمل في مختلف محالات الحقل الطبي كان مقيماً ببريطانيا حتى وافته المنية.
نال دكتوراه في الفلسفة ومقارنة الأديان ….
الكتاب به أخطاء واضحة مثل قال الرسول (ص) (النظافة من الإيمان)، هذا ليس حديثاً بل قول مأثور وهناك بعض الأخطا في الطباعة وبعضها في النحو والصرف.
رحم الله الدكتور العالم عماد محمد الحسن وهو صاحب كتاب (أمي كاملة عقل ودي ).
ملخص الكتاب مُهدى لأهل الرأي وخاصة إلى مجلس الإفتاء حتى نستبين الطريق المستقيم، نرجو الرد منهم لمعرفة ما ذكره المرحوم الدكتور لتكون الحجة بالحجة .
والله المستعان
عبد الشكور حسن أحمد حامد