طالعنا بالأخبار اتفاقاً تم عقده بين رأس مجلس السيادة السيد عبد الفتاح البرهان ورأس الحركة الشعبية شمال السيد عبد العزيز الحلو.. من بنود الاتفاقية فصل الدين عن الدولة، أتناول هنا هذه النقطة بالتحديد ومدى إمكانية تطبيقها على أرض الواقع.. ذكرني ذلك بأدبيات الجبهة الديمقراطية بجامعة الخرطوم، حيث كانوا ينادون بفصل الدين عن السياسة وليس عن الدولة وفق منابرهم.. فهل ذهبت الحكومة لما هو أبعد من ما نادت به الجبهة الديمقراطية التي هي تحالف لبه الحزب الشيوعى؟؟؟!!!… وما الضرورة لذلك وإمكانية تطبيقه؟؟؟!!!… من وجهة نظري الدين من ناحية العبادات هو أمر بالمقام الأول بين العبد وربه لا يستطيع شخص ما الولوج في دواخل غيره.. والدين المعاملة.. هل نحتاج أن نقتات على العلمانية؟؟؟!!!… أم نحن بحاجة للعلم والعمل ولمن شاء أن يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً ولآخرته كأنما يموت غداً ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمني بحجر.
العلمانية لن تصير زاداً نقتاته ولا خبزًا بأيدي صغارنا، الدين في السودان هو من صميم تركيبة الشخصية السودانية ولكن في ظني بكثير من المفاهيم الخاطئة.. فهو في الوجدان السوداني لا يقدر علماً ولا يوقر عملاً.. العقلانية ربما هي ما نحتاج وليس العلمانية.. الدولة التي تقوم على المواطنة والمساواة بين المواطنين بلا تمييز بالرجوع للعرق أو الدين ومن وجهة نظري أحلم بدولة يحترم فيها العسكري المدني والعكس صحيح.. أنا عن نفسى لا أمانع إن جاء عن طريق الديمقراطية أن يحكمنا عسكرى سابق أو حتى حالي أو حتى أن يكون العسكري مثلا مرهوناً بمنصب رمزي كرئاسة الجمهورية مقابل رئاسة وزراء تمسك بخيوط الحكم فعلاً.. لكني إن كان فى ذلك إصلاح الشأن وعن طريق الديمقراطية أكرر بوضوح أنى لا أمانع أن يحكمني عسكرى سابق أو حتى حالي وكل يغني على ليلاه والاجتهاد والابتكار عمومًا وضمنياً في نظم الحكم هو بباب لا يحق لأحد سده على أحد فيما أرى.
خلاصة ما أود قوله، كيف ينفذ وما معنى فصل الدين عن الدولة وما هو السقف؟؟؟!!!… أخشى ما أخشى أن الصلح مع إسرائيل وطرح العلمانية ما هي إلا سبل التمكين الجديد.. العقلانية هي التي ستقود إلى البناء خطوة فخطوة، أما العلمانية والصلح مع إسرائيل أتمنى أن لا يثبت الزمن أنهما مجرد أدوات تمكين لا انعكاس لها على معاشنا، بالطبع أنا أطرح وجهة نظري حراً طليقاً دون الرمي والرجم لأحد بالتكفير، ولا أنا الجهة التي يحق لها ذلك إن كان هنالك جهة أصلاً دون الله يحق لها ذلك… والله الموفق.. والله أعلم.