الطاهر ساتي يكتب.. أحسنتم نقلاً..!!
:: (ممتاز).. بعد أن كان مديراً لشرطة الخرطوم، لقد تم نقل الفريق عيسى آدم إسماعيل إلى وزارة الداخلية.. هذا النقل بمثابة استجابة حكومة عاجلة لصوت الشارع وصدى الإعلام، وهذا النوع من الاستجابة من مفقودات العمل العام.. وكما تعلمون فإنّ السواد الأعظم من المسؤولين لا يسمعون إلا أصوات أنفسهم، ولا يستجيبون إلا لمطالب بعضهم، ولا يبالون بصوت الشارع ولا صدى الإعلام..!!
:: لقد أحسنوا عملاً بتغيير مدير عام شرطة الخرطوم، فالمدير السابق لم يتعظ من تجارب الذين سبقوه، وكان قد شرع في المضي بالشرطة على خُطى (الاستغلال)، بحيث تكون ضد العدالة وإرادة الشعب.. وكثيرة هي الوقائع والشواهد التي تم فيها استغلال الشرطة – ضد إرادة الشعب والعدالة – بواسطة قيادتها، ومع ذلك لم يتعظ المدير السابق لشرطة الخرطوم من كل تلك الوقائع والشواهد..!!
:: كان عهده، رغم قصره، ضاجّاً بكل ما هو غريب ومُريب.. وعلى سبيل المثال، نقرأ ما يلي بالنص: (قال المدير العام لشرطة ولاية الخرطوم الفريق عيسى آدم إسماعيل، إن أسرة الطفلة المجني عليها سماح الهادي، قدمت معلومات مضللة للشرطة والنيابة العامة عن ظروف الوفاة، وقالت سماح قتلت نفسها بالمسدس)، هكذا يبرر المدير السابق لشرطة الخرطوم تصريحه المُعيب..!!
:: لقد اعتمد سيادته أقوال بعض أفراد أسرة الطفلة المجني عليها، ثم نقل أقوالهم – كما هي – لوسائل الإعلام، وبكل ثقة استبعد (الشبهة الجنائية).. والشاهد أن بعض أفراد أسرة الطفلة المجني عليها ضلّلوا الرأي العام والعدالة بالتستر على الجريمة والمتهمين، ولم يتمّهل سيادته لحين اكتمال التحري والتحقيق، بل اعتمد تضليل المتسترين على الجريمة وأطلقه للإعلام، أي شاركهم في تضليل العدالة والرأي العام..!!
:: ذاك حدث، والحدث الآخر ما حدث في نادي المريخ.. واقتبس إليكم مما كتبه الأخ الدكتور مزمل أبو القاسم، من قلب الحدث: (بالأمس أمرٌ مؤسفٌ وقبيحٌ، يدل على أن بعض قيادات الشرطة لم تواكب المتغيرات الكبيرة التي حدثت في بلادنا بفعل ثورة ديسمبر المجيدة، وإلا ما سمحت لأفرادها بأن يطلقوا الغازات المسيلة للدموع، ويلهبوا ظهور مواطنين مسالمين بالهراوات، بلا ذنبٍ جنوه..
:: اعتمدت قيادة شرطة الولاية خطاباً أصدره إداري فاسد بدرجة ديكتاتور، انتهك قراراً ملزماً أصدره مجلسه، وخالف القانون الذي يحكم اتحاده، الذي ينص على أن نادي المريخ عضو في الاتحاد السوداني لكرة القدم، وأنه مستقل بذاته، وينبغي عليه أن يدير شؤونه باستقلالية تامة).. هكذا وصف مزمل ما يحدث من استغلال غير كريم للشرطة.. ولو كان المدير السابق لشرطة الخرطوم يتعلم من التجارب، لما زَجّ بالشرطة في هذا الشأن الرياضي..!!
:: فالشرطة ليست مسؤولة إن كانت الجمعيات العمومية شرعية أم مخالفة لقوانين الاتحاد العام لكرة القدم، ولا هي تعمل بأمر اتحاد كمال شداد، وما كان على المدير السابق لشرطة الخرطوم أن يزج بها في المعركة، لتصبح عدوّاً للمريخ وجماهيره.. وكثيراً ما كتبنا بأن الشرطة ليست عدوّاً للمواطن، وأن أفرادها يتقاسمون متاعب الحياة مع المواطن، وكذلك يحلمون بغدٍ سعيدٍ لوطنهم وشعبهم، وأن العدو كان نهجاً سياسياً ويجب أن (يسقط)..!!