عقيدة الشرطة:
لا أدري متى ستفهم جميع القوات النظامية أن مهمتها الأساسية هي حفظ الأمن وحفظ حق الإنسان في الحياة بأن يعيش حياة بلا قهر أو ضرب أو إهانة لقيمته كإنسان كرمه رب العالمين، تلك المفاهيم يجب أن تنزل لأرض الواقع وتصبح ديدناً لجميع القوات النظامية ويجب عليها أن تتفهم أن ما تقوم به حالياً لا ينتمي للإنسانية مطلقاً، وحينما ينادي مدير عام الشرطة الجديد بضرورة الحصانة لمنسوبي الشرطة، فذلك يعني أن الرجل يبحث عن تشريع أو قانون يخول له قتل الناس بلا محاسبة أو عقاب وأعتقد أن هذه مفاهيم متأخرة جداً ويجب أن تتغير في زمن الثورة لأن قتل الناس أو ضربهم ليس مضمناً في قوانين الشرطة..
وبالطبع هذه مؤشرات خطيرة تؤكد بأننا نرجع خطوات للوراء فيما يخص العقيدة الشرطية وضرورة أن تتماشى مع خط الثورة.
برعى محمد دفع الله:
برعي محمد دفع الله.. اسم كبير وفنان ملتزم له وزنه ومكانته العالية، لعب دوراً عظيماً في تطوير وتأسيس واستنباط ملامح المقطوعة الموسيقية وطور قالب القصيدة وأمسك بيد جيل كامل من المطربين أمثال: عبد العزيز محمد داؤود، سيد خليفة، عثمان الشفيع، عبد الدافع عثمان، محمد الحويج، وغيرهم.
تميزت شخصيته الفنية بتدفق العاطفة الرقيقة وأفكاره الموسيقية سبقت عصره.. كان يسعى دائماً إلى احترام فكر المستمع من حيث قيمة العمل ومضمونه.. لا يحب أن يقدم عملاً لا يضيف إلى رصيده الفني لأنه وعلى مستوى سنوات طويلة قدم أكثر من 350 عملاً غنائياً وموسيقياً كلها وبدون استثناء تركت بصماتها على وجدان الجماهير وما زالت تعيش بيننا الآن.
قال عنه البروفيسور الفاتح الطاهر(أحببته واحترمته وصادقته وأستمع دائمًا إلى نصائحه وأعتبره في الأساس رمزاً لي.. تعجبتي فيه كبرياؤه الفني الشخصي وهما نابعان بلا جدال من كبريائه الأسري.. فقد عاش حياة متوازنة وناجحة بين الفن وحياته الخاصة كزوج وأب يعرف قدر نفسه ويدرك تماماً أين ومتى يتكلم وأين يصمت، وهو فنان يصون بوعي واحترام تاريخه وأخلاقه وفنه ويسطر بوعي على دفتر مسيرته.
الدراما السودانية:
تاريخياً لم تكن الدراما السودانية ذات تأثير واضح على المجتمع السوداني، بل تركته نهباً للثقافة الدرامية الوافدة التي لا تشابه تفاصيلنا الحياتية ولا تقترب منها.. والبعد عن قضايا المجتمع من المؤكد بأنه أول إشارات الابتعاد عن قلوب ووجدان الناس أجمعين.. أصبح (الريموت كنترول) لا يتوقف في قناة سودانية تبث الدراما ما عدا قناة الشروق التي ظلت سنوياً تنتج الدراما عبر سلسلة (حكايات سودانية)، وهي الفعل الوحيد الموجود على ساحة الدراما السودانية ما عدا ذلك لا توجد سوى اجتهادات وشوارد متناثرة ومتباعدة.. ولكنها بالطبع لا تفي الحاجة لدراما سودانية ذات (لون أسمر) و(عيون عسلية) ومختوم على جوزاها السفر لكل الأقطار ما عدا إسرائيل..
الكتابة عن الدراما في السودان، تبدو وكأنها محاولة للكتابة عن شيء خرافي.. وإذا كانت الأساطير تحكي خرافات هي الغول والعنقاء والخل الوفي .. تبقى الدراما السودانية هي رابعتها.. دون أدنى شك أو مساورة في تكذيب هذا القول.. ومع أن الدراما السودانية موجودة.. لكنها موجودة كاسم فقط يردد هناك وهناك..
وهنا يبرز السؤال الإستراتيجي ــ وهو سؤال تقليدي بالطبع ــ عما هو السبب الذي جعلها تعيش هذه الحالة من التوهان وعدم القدرة على التوزان والوجود كفعل حياتي هام.. ويبقي (سؤال الدراما) ذات نفسها من الأسئلة التي تحتاج لإجابات عميقة.. والى (مدية سنينة) تغوص في أحشائها لتقطع دابر كل شك وسؤال واستفهام!!