في مقالنا الأول، تحدثنا عن أن سد النهضة كارثة على السودان، وقلنا إن الأرض التي يقوم عليها السد هي أرض رخوة وأرض زلازل وبراكين، وقلنا إن السد يقع في الأخدود العظيم. إن الملء يؤثر على هذه التربة بتأثير درجة الحرارة.
الآن نقول بناء على آراء خبراء اتصلوا علينا قالوا إن الملء الأول وقدره أربعة مليارات ونصف مليار متر مكعب قد أدى إلى انهيار جزء من السد مما أدى إلى الفيضانات المدمرة في العام المنصرم.
ثانياً: الملء الثاني سيكون في حدود ثلاثة عشر إلى خمسة عشر مليار متر مكعب، وهذه أخطر من المرحلة الأولى حال القفل للبوابات يحدث جفاف وحال الفتح يحدث فيضان، إن كان السد سليماً ولا أثر على الجسم الخرساني، ولكن حال انهيار كلي أو جزئي للسد سوف يكون الفيضان مدمراً للسودان لأنه دولة معبر وسوف يخرج النهر من المجرى الرئيسي وترتفع المياه إلى مناسيب عالية تصل ثلاثين متراً فوق الأرض.
ثالثاً: يجب أن يتم الملء متدرجاً عامًا بعد عام لمدة خمسة عشر عامًا لمعرفة آثار السد البيئية والأخرى.
رابعاً: كل آراء الخبراء من العالم تقول ألا يتجاوز السد عشرة مليارات متر مكعب لهشاشة الأرض التي يقوم عليها وحتى لا يحدث ضرر لمصر والسودان.
خامساً: الاتفاق على الملء يجب أن يكون تدريجياً وبرقابة دول المنبع والممر والمصب حتى لا تتأثر أي منها بجفاف أو فيصان.
سادساً قيام السدود في أي نهر ليس ملك الدولة التي تقيم السد ولكن ملك لكل المتأثرين والمنتفعين، ولذلك ليس الحق لأثيوبيا وذلك بموجب اتفاقيات محلية ودولية، ولذلك مطلوب موافقة إثيوبيا على العمل المشترك مع مصر والسودان في كل مراحل السد بناء وتشييد وملء وفتح وقفل البوابات.
سادساًك أي تهاون من السودان حول هذا الأمر سيؤدي حتمًا لغرق السودان ومصر أقل.
أخيراً، أعتقد أن السودان يجب أن يضع كل الخيارات حال عدم موافقة إثيوبيا على جداول الملء التدريجية، وأن لا يسمح بالملء دون موافقته، لأن كارثة ستحل بالسودان، وهذا هو رأي كل الخبراء سودانيين وغيرهم.
تحياتي..