أبيض أسود .. فاطمة أحمد إبراهيم.. امرأة سودانية بمُواصفات خاصّة
(1)
هي سياسية سودانية (1932 – 2017) وأول سيدة تنتخب كعضو برلمان في الشرق الأوسط في مايو 1965، ومن أشهر الناشطات في مجال حقوق الإنسان والمرأة والسياسة في السودان، وكانت عضوة باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني لعدة دورات.. ولدتُ بمدينة الخرطوم، بمنزل جدها لأمها الشيخ محمد أحمد فضل، الملاصق لمدرسة أبي جنزير الأولية للبنين وسط الخرطوم، وهي أول مدرسة للبنين بالسودان وكان جدها ناظراً لها، وقبل ذلك وخلال حقبة حكم المهدية، كان نائباً للقاضي، المرحوم محمد إبراهيم، جدّها لأبيها.
(2)
كانت أمها تحب القراءة، وتُواظب ووالدها على قراءة الصحف، وببيتهم مكتبة كبيرة عامرة بكتبٍ مُختلفةٍ ودينيةٍ، وكان النقاش يدور بينهما حول المسائل السياسية، وهم يستمعون لهما، وكانت والدتها تُشجِّعهم على القراءة، وما زالت تتذكّر صيحاتها كلما طال وقوفها أمام المرآة، بقولها: “كفاية قيمتك ما في شعرك وتجميل وجهك، قيمتك فيما بداخل رأسك – أحسن تمليه بالقراءة، والمعرفة” – وبعد تأسيس الاتحاد النسائي، نظموا دروساً في الإسعافات الأولية والتمريض المنزلي، فأكملت دراستها، ونالت شهادة جيدة – فعلّقتها على حائط الغرفة.
(3)
توفيت فاطمة فجر يوم السبت الثالث عشر من أغسطس عام 2017 بالعاصمة البريطانية لندن عن عُمر ناهز 85 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، وبعد سنوات طويلة من النضال على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي، وقد نَعتها الجالية السودانية في لندن: “بمزيدٍ من الحُزن والأسى، وكذلك نعها الحزب الشيوعي، واصفاً إياها بـ”المُناضلة الراحلة”. كما تم تشييعها إلى مثواها الأخير وسط حشود جماهيرية ضخمة.