كان يتمتع بقدرات تطريبية عالية .. بادي محمد الطيب.. كروان الحقيبة
(1)
اسمه الحقيقي أحمد المصطفى ويلقب منذ صغره ببادي، ولد عام 1935 بحلة عباس والتي تتبع حالياً لمحلية الكاملين، درس بالخلوة في صباه وحفظ القرآن الكريم (ثلاث عودات)، وتلقى دراسة القرآن على يد جده لأمه الفكي محمد عبد الله وأكمله مع الفكي محمد مصطفى الحلاوي، وكان التعليم آنذاك يركز على الخلوة وبدأ جمال صوته ونداوته يظهر في تلك في الفترة بصورة جذبت إليه الأنظار، وكان محمد أحمد شقيق بادى فناناً معروفاً في حلة عباس والقرى المجاورة، وكان يغني مع كمال الدين الطيب وسعد سعيد بلال كثلاثي وكان بادي آنذاك يدرس بالخلوة (ويشيل) معهم.
(2)
ثم ما لبث بادى أن استقل بنفسه فأصبح فناناً معروفاً على نطاق قرى الحلاوين والقرى المجاورة. ويقول بادي إنه وجد تشجيعاً على الغناء من والده، فقد كانت تأتي في اليوم الواحد ثلاث عربات من القرى المجاورة إلى حلة عباس طلباً لبادي في أن يغني لهم. يقول بادى إن والدي كان يبحث عني ويطلب مني أن أذهب معهم وأشاركهم أفراحهم, وفي بداياتي الفنية كنت أردد أغنيات من سبقوني. أمثال محمد وردي – إبراهيم عوض – حسن عطية وعثمان الشفيع إضافة إلى ذلك كنت أردد الأغاني السائدة بالمنطقة وهي مزيج من الأغاني الشعبية وأغاني الحقيبة.
(3)
لم يكن بادي عندما جاء إلى الخرطوم يضع في مخيلته الانطلاقة الواسعة في عالم الغناء والطرب ولكنه جاء مثلما يأتي أهل القرى إلى الخرطوم يبحثون عن فرصة عمل بخلاف الزراعة التي هي الحرفة الرئيسية فى المنطقة, وعمل بادي في عدة مهن قبل أن يستقر به المقام في جامعة الخرطوم حيث عمل فى إحدى كافتيريات الجامعة، وكان مدير الجامعة في ذلك الوقت العلامة الراحل البروفيسور عبد الله الطيب وأبرز الفنانين الذين عاصرهم بادي في تلك الفترة عوض شمبات، الكابلي، وحمد الريح الذي كان يعمل بجامعة الخرطوم، وكان بادي يدندن في أثناء ساعات العمل، الشيء الذي استرعى انتباه الطلبة فأخذوا يلحون عليه في المشاركه عبر المنتديات فاستجاب لرغبتهم وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة له..