جعفر باعو يكتب : بين السكر والكهرباء
*في كل عام يجتمع قادة الدول في مؤتمر يهم الجميع حول تغيرات المناخ التي أثرت على الكثير من إجزاء العالم بما فيها السودان.
*التغيرات ظهرت في السودان من خلال تقلب الأجواء وهطول الأمطار هذا العام في الولاية الشمالية التي لم تكن تعرف غزارة الأمطار في سنوات خلت.
*خبراء المناخ “نحتوا” رؤوسهم قبل أن يتوصلوا إلى أن تغيرات المناخ مردها الأساسي ثقب في طبقة الأوزون سببه مخلفات المصانع ودخان عوادم السيارات الملوث الذي أحدث هذا الثقب.
*قادة العالم في كل عام يبحثون عن الحلول التي بدت واضحة من خلال الطاقة البديلة لتقليل تلوث البيئة وزيادة هذه التغيرات.
*ويعتبر السودان من الدول التي ربما تستفيد كثيراً من هذه التغيرات إن خطط لها بالصورة الصحيحة، من خلال تنوع زراعة المحاصيل الزراعية في الأراضي الشاسعة الذي يسهم فيه تنوع المناخ في السودان.
*وإن نظرنا إلى الصناعات الموجودة في السودان لوجدنا أن صناعة السكر ربما تحدث تحولاً كبيراً في هذا الجانب، ليس لإنتاج السكر فقط، وإنما في إنتاج الطاقة البديلة والتي تتمثل في الإيثانول إلى جانب إنتاج الكهرباء.
*البرازيل التي تعتبر من أكثر الدول إنتاجًا للسكر تضع صناعة السكر في المرتبة الثانية بالنسبة لها، وتركز على إنتاج الإيثانول قبله.
*قبل سنوات عديدة بدأت كنانة في إنتاج الإيثانول وربما لا زالت، ولكن بقية مصانع السكر في السودان لم تبدأ بعد، وإن وضع بعضها صناعة الإيثانول ضمن دراسة جدواها.
*قبل فترة ليست بالطويلة كنا في زيارة لمصنع سكر النيل الأبيض، ومن خلال الجولة اكتشفنا الكثير عن هذا المرفق الذي يعتبر الأضخم في أفريقيا.
*المسؤولون عن المصنع قالوا إن دراسة الجدوى التي سبقت إنشاء المصنع كانت تتضمن إنتاج الإيثانول والكهرباء.
*تذكرت هذه الزيارة والخرطوم تظلم في هذه الأيام من شح الإمداد الكهربائي، والذي يؤكد قصر نظر الجهات المعنية في الاستفادة من الموارد المتاحة لهم من أجل حل هذه المعضلة، وأذكر جيدًا خلال تلك الزيارة التي يمضي عليها عام قال لنا مدير المصنع – حينها- (قريباً سنمد الشبكة القومية بالكهرباء إن توفرت احتياجاتنا)، ويبدو أن هذه الاحتياجات لم توفر حتى الآن.
*حسناً, نأمل أن يتم توفير المال اللازم لإنتاج الإيثانول الذي يعتبر من أهم منتجات الطاقة البديلة إن توفر كل ما يحتاجه مصنع سكر النيل الأبيض من أجل دعم الشبكة القومية بالكهرباء حتى ننعم بإمداد كهربائي مستقر.
*وأخيراً نأمل أن يكون السودان من رواد الطاقة البديلة خاصة وأنه مع مرور السنوات سيزداد التغير المناخي الذي تتسبب فيه في المقام الأول الدول الصناعية الكبرى، وبإمكاننا أن نكون من الدول المفيدة لمجابهة هذه التغيرات المناخية.
* السودان بإمكانياته المتواضعة بإمكانه أن يستفيد ولو يسيراً من هذه التغيرات المناخية وبإمكانه أن يكون له دور كبير في تطور الصناعة في السودان خاصة تلك التي لها أكثر من إنتاج مثل ما يحدث في صناعة السكر.