عبد الله مسار يكتب : حمدوك في اليرموك
الجيش مؤسسة وطنية عريقة، قامت في وطن يمتاز شعبه بالبسالة والمرجلة، وطن له مواقف حياتية مُشرفة، ولقواته المسلحة دور بارز في التضحية والفداء، بل جيش يقاتل منذ سنين عددا ولَم يُهزم جيش قاده رجال صناديد وقادة ومفكرون وعلماء أقاموا جيشا راسخاً وباذخاً.
جاءت الإنقاذ وأقامت صروحاً كبيرة من المصانع، وبل طوّرت الإنتاج الحربي حتى العقيدة القتالية.
أقامت الصافات وصنعت جياد، وعملت طائرات الدرون طيارة بدون طيّار، وصنعت الدبابة، واكتفت، وصدّرت كل ذخيرة السلاح الصغير.
أشاد د. حمدوك بهذا الصرح العظيم في اليرموك، وقال كلاماً طيِّباً يُشكر عليه، ولكنه عرف أنّ هذا العمل سهرت عليه عقول، وبذل فيه قادة الجهد الكبير، ولَم ينظروا إلى الأمر أمر نظامٍ، بقدر ما نظروا إليه أمر وطن.
أخي د. حمدوك أنت زرت القليل من كثيرٍ في المجال العسكري هنالك مثل هذا في الشرطة، ومثله في الأمن العام والمخابرات، ومثله في الدعم السريع، ومثله في الحياة العامة.
أما في الجانب المدني حدث ولا حرج، لو زرت زادنا والنشاط الزراعي لأصابتك الدهشة، ولو زرت مصانع السكر والطرق القومية والسدود، وهناك الكثير الذي يقال.
ليست كل الإنقاذ سواءات كما يصورها الإعلام الغربي المخابراتي ولا حتى الجاحدين من أبناء السودان، وليس كل هؤلاء الرجال مفسدون، بل هم بشر صنعوا وأجازوا وعملوا حيناً، وأخفقوا حيناً آخر.
أخي د. حمدوك، تحتاج لزيارات وزيارات للتعرف على الكثير المثير حتى تدرك كُنه هذا الوطن، وحتى تعلم عظمة هذا الجيش وتلك المنظومة الأمنية المتفردة، وحتى تدفع في هذا الاتجاه، وأعلم أخي د. حمدوك قوة الوطن بأبنائه وجيشه.. مُر على كل المواقع بالسودان ومن رأي ليس كمن سمع.
الذين يحاربون ويُشكِّكون في الجيش والمنظومة العسكرية والأمنية يعملون لصالح أجندات أخرى لن تنفذ بوجود جيش ومنظومة عسكرية قوية.
أعتقد أنك الآن بدأت تسير في الطريق الصحيح، التحدي الآخر الذي أمامك، أن تكون قائداً لكل السودان، وأن تسعى لعمل اصطفاف وطني، وأن تعمل على بناء الوطن من الداخل مع مساعدة الأصدقاء الأقربين.