الشهيد الطبيب حسن.. إغلاق قضية الاتهام
الخرطوم: محمد موسى
حددت المحكمة الأحد المقبل موعداً لاستجواب المتهم المعروف إسفيرياً بـ(أب جيقة) الذي يواجه اتهامًا بمقتل الشهيد الطبيب حسن محمد عمر رمياً بالرصاص خلال مظاهرات اندلعت بشارع السيد عبد الرحمن الخرطوم أواخر ديسمبر العام 2018م.
إغلاق قضية الاتهام
في ذات الوقت أعلن رئيس هيئة الاتهام عن الحق العام وكيل أعلى نيابة الخرطوم شمال ماهر سعيد، للمحكمة المنعقدة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت، إغلاق قضية الاتهام واكتفائهم بما قدموه من بينة للاتهام تتمثل في مستندات وإفادات (11) شاهداً للاتهام مثلوا بالمحكمة وأدلوا بأقوالهم.
من جهتها وافقت المحكمة على طلب ممثل الاتهام بقفل قضيتهم، فى وقت سمحت فيه المحكمة لرئيس هيئة الدفاع عن المتهم د. بابكر الصائم بابكر، على الاطلاع على محضر المحاكمة حتى يتسنى لهم تحديد خط دفاعهم في الدعوى الجنائية، مع سماح ذات المحكمة للدفاع بمقابلة المتهم على مرأى ومسمع من الشرطة .
قصة مستند اتهام (10)
على نحو مفاجئ تقدم رئيس هيئة الاتهام للمحكمة بمستند اتهام (10) عبارة عن صورة تم التقاطها في الثانية الخامسة من مستند اتهام (6) وهو مقطع فيديو تظهر فيه آثار إصابة المجني عليه الشهيد، فيما اعترض عليه ممثل الدفاع والتمس رفضه باعتبار أن المستند غير محرر بواسطة شاهد الاتهام التاسع الخبير في الأسلحة، فيما قبلت المحكمة المستند ورقمته بمستند اتهام (10) وعرضته على الشاهد التاسع ومناقشته حوله .
سلاح طويل الماسورة
في وقت قال فيه شاهد الاتهام التاسع الخبير في مجال الأسلحة بالأدلة الجنائية العقيد شرطة محمد الأمين عبد الله، بأنه ومن خلال مستند اتهام (2/ب) تقرير الطبيب المشرح لجثمان الشهيد ومستند اتهام (10) صورة إصابة الشهيد ومستند اتهام (9) صورة المتهم يحمل فيها سلاح كلاشنكوف، فإن إصابة الشهيد بعيار ناري لسلاح طويل الماسورة ومداه يتجاوز الـ(500) متر.
أصوات رصاص
في ذات السياق أماط شاهد الاتهام العاشر كاتب الرأي الصحفي البشرى الصائم مصطفى، للمحكمة اللثام عن مشاركته بالتظاهرات يوم الحادثة ومطاردتهم من قبل السلطات من نقطة انطلاق المظاهرات بالقرب من مدارس الاتحاد وملاعب كمبوني بشارع السيد عبد الرحمن وتفرقهم إلى مجموعات، مبيناً انه قد سلك طريق أبو سن مع السيد عبد الرحمن وكان برفقته مجموعة من المتظاهرين وزملائه من الصحفيين ووقتها تمت محاصرتهم بواسطة السلطات الأمنية بالقرب من مقر صحيفة الجريدة بعمارة الحديد والصلب مما استدعاهم بالصعود إلى الطابق الخامس بمقر الصحيفة، لافتاً إلى أنه وقتها تمركز بمعية مجموعة من زملائه على شرفة مقر صحيفتهم من الناحية الشرقية والشمالية والجنوبية وظلوا يراقبون ما يحدث أسفل العمارة، منوهاً إلى أنه وفي تلك الأثناء كان المتهم يحمل كلاشنكوف يطلق منه الرصاص وهو يقف بتقاطع شارع السيد عبد الرحمن مع أبوسن وبجواره عربة بيضاء لا يذكر موديلها أو نوعها وعليها أشخاص يحملون عصياً، لافتاً إلى أن المتهم وقتها كان يتحرك بسلاحه شرقاً وغرباً بشارع السيد عبد الرحمن وهو الوحيد الذي كان يطلق النار وهو يرتدي بنطال بلون بيجي وقميص كاروهات بلون بني وبيجي بحد قوله، مؤكدًا في ذات السياق بأنه كانت تسمع في الأجواء فقط أصوات الأعيرة النارية التي كان يطلقها المتهم، إلى جانب أصوات قاذف الغاز المسيل للدموع (البمبان)، وأفاد شاهد الاتهام العاشر للمحكمة بأنه ليس خبيراً في الأسلحة ولكنه يحوز على سلاح خرطوش ومسدس، إضافة إلى أنه يستطيع تمييز صوت قاذف البمبان لمشاركته في كل التظاهرات التي اندلعت بالعاصة منذ العام 2002م، مشيرًا إلى أن مستند اتهام (9) عبارة عن صورة للمتهم يحمل فيها كلاشنكوف يوم التظاهرات وقد التقطها من شرفة صحيفتهم زميلهم المصور بالجريدة وتم نشرها بموقعهم الإلكتروني ولاقت صدى كثيراً بحد قوله، نافياً في خواتيم شهادته للمحكمة رؤيته يوم التظاهرات لأي (عساكر) في شارع السيد عبد الرحمن – وإنما كان المتظاهرون فقط .
إسعاف الشهيد لفضيل
من جهته قال شاهد الاتهام الحادي عشر والأخير فيصل محمد إبراهيم للمحكمة بأنه يعمل موظفاً ويبلغ (57) عاماً ويسكن بحري شمبات، منوهًا إلى أنه وفي تاريخ الحادثة الموافق 25/12/2018م خرج للمشاركة في تظاهرات دعا لها تجمع المهنيين عبر صفحته بالفيس بوك بغرض تسليم مذكرة للقصر الجمهوري، مبيناً أنه وبحسب خط سير التظاهرات أن يكون انطلاق التجمعات من وسط الخرطوم، منوها إلى أنه وقتها حضر إلى محل التظاهرات وركن سيارته بالقرب من مستشفى فضيل وذلك لقفل الشارع الرئيسي محل التظاهرات بشارع القصر، مشيرًا إلى أنه حينها ذهب (راجلاً) إلى مكان التظاهرات، وارتكز بالقرب من مركز سوداني للاتصالات المطل بالشارع الرئيسي للسيد عبد الرحمن، موضحاً بأنه وقتها كان برفقة صديق له يدعى (ياسر) وإلى جانبهما كان يقف الشهيد حسن محمد عمر، مبينًا بأنه لم يكن على معرفة بالشهيد وإنما جمعهما موكب المظاهرات، وقال شاهد الاتهام الحادي عشر للمحكمة برئاسة القاضي د. الصادق أبكر آدم، بأنه وفي تلك الأثناء حضرت عربة تاتشر بسرعة (جنونية) بحد تعبيره – مما تسببت في تفرق المتظاهرين بالشارع الرئيسي للسيد عبد الرحمن ودلفوا إلى الشوارع الداخلية في اتجاه مستشفى الحوادث والمشرحة، مبيناً بأنه وفي تلك الأثناء تراجع خطوتين للوراء ليرى الشهيد قد سقط على وجهه برصيف الشارع الرئيسي للسيد عبدالرحمن وخف إلى نجدته ورفعه من على الأرض ليتفاجأ بتدفق الدماء من عنق الشهيد بغزارة حتى غطت الأرض من تحته، مبيناً بأنه في تلك الأوقات استنجد بالمتظاهرين وطالبهم بمساعدته في إسعاف الشهيد الذي كان يرتدي تي شيرت بلون أسود، موضحًا بأنهم بالفعل هبوا للمساعدة وحملوا الشهيد حسن محمد عمر إلى المركز الطبي المقابل لمستشفى الخرطوم إلا أنهم لم يجدوا أي كادر طبي لإسعاف الشهيد، حينها توجهوا بالشهيد إلى حوداث مستشفى فضيل وتم استقبال حالته والشروع في إسعافه، لافتاً إلى إنه وفي تلك الأثناء كان يتابع حالة الشهيد من على البعد من خلال الأطباء تربطهم به صلة معرفة – لأن المشفى كان محاطاً بعناصر الأمن بحد تعبيره، وكشف شاهد الاتهام الحادي عشر، إلى أنه حضر المشفى بعد مرور يومين لزيارة الشهيد والاستفسار عن حالته وتقابل بوالده وشقيقه وترك لهم رقم هاتفه المحمول ليكي يطمئن على الشهيد، مبيناً بأنه وبعدها تم اعتقاله بواسطة جهاز الأمن وليكتشف لاحًقا وفاة الشهيد حسن محمد عمر، لافتاً إلى أنه وفور خروجه من المعتقل تلقى اتصالاً من والد المجني عليه أخبره خلاله بأنهم دونوا إجراءات بلاغ بوفاة ابنهم الشهيد ويطلبون شهادته بالنيابة، نافيًا في ذات الوقت للمحكمة رؤيته للشخص الذي أصاب الشهيد بالعيار الناري.