إطارات السيارات وحصاد الأرواح.. من المسؤول؟ (2ـ 2)
مدير المواصفات بسواكن: الإطارات في الطرق القومية أخطر من أمراض العصر
الجمارك: الإطارات المستعملة لا تزال تشكل تجارةً رابحة لضعاف النفوس
مليون و350 ألف شخص على الأقل، يلقون حتفهم سنويًا جراء حوادث الطرق
تحقيق- محيي الدين شجر
حديث العارفين
السيد كمال عثمان مدير المواصفات بميناء سواكن والمتخصص في الإطارات، تحدث لـ (الصيحة) حديث العارفين، وقال إن المواصفات تضع أربع مواصفات رئيسة لدخول الإطارات إلى السودان 2 تفتيش وواحدة اختبار وواحدة تخزين، إضافة إلى مواصفات إضافية ويتم التأكد من المواصفات في منافذ البلاد، مشيراً إلى أن عملية فحص الإطار تتم في المنافذ ومشروطة، أما عمليات الاختبار للإطار فإنها تتم في بلد المنشأ، وبعد ذلك يتم التأكد هل يتطابق مع المواصفات السودانية.. وهل هنالك تلف نتيجة الشحن؟
وقال إن المعضلة الأساسية التي نعاني منها قلة الثقافة بالإطارات لأن معظم الشعب يشتري الإطار بالمقاس وعدم الثقافة سبب أساسي في المشكلات التي تحدث بسبب الإطار فهم لا يعرفون تحمل الإطار للطرق وللحمولة وأقصى حمولة يمكن أن يتحملها خاصة وأن الطرق القومية تحدد أقصى حمولة، ونجدهم يشترون إطارات لا تتحمل الحمولة وتحدث الكارثة مع أن الحمولة نجدها مبينة في الإطار .
وأضاف قائلاً: المسألة الثانية أن إطارات السلك تعتمد على نسبة ضغط الهواء في الإطار، إذا قل الهواء يتعرض السلك للكسر، “ويقول ليك لستك قاطع سلك” وإذا زادت نسبة الهواء في الإطار تطير طبقة المقاس ..
وزاد بقوله: هنالك جهل بحجم الهواء من أصحاب السيارات ومن العاملين في ملء الهواء، ونجد أن العامل يضرب الإطار بيده بعد ملء الهواء ..
وواصل حديثه: المصيبة الكبرى أن الذي يعطي الهواء لم يقرأ معلومة كمية الهواء ويتحصل عليها من صاحب البنشر أو سماعياً.. وقال من المسائل الإلزامية معرفة مقاس الإطار الذي يصلح لسيارة محددة لأن لكل عربة مقاساً خاصاً بها نصف نقل أو ركاب أو بكاسي لأنك إذا استعنت بإطار بوكس مثلاً في عربية ركاب يتلف مساعد العربة، واذا استخدمت إطار عربة ركاب في بوكس يتلف الإطار لأنه لا يتحمل الحمولة ..
وأوضح أن بطاقة البيان التي تراجعها المواصفات في المداخل لا أحد يقرأها في السودان، وعلق قائلاً: في مرة من المرات أحضر شخص إطاراً لاستعمال الجليد فرفضت دخوله ..
وقال إن المواصفات تعاني من الإطارات المستعملة وتمنع دخولها كلية ..
وذكر أن للإطار عمراً محدداً حتى لو تم تخزينه فإنه يتلف بانقضاء المدة، وإذا أردت أن تخزن الإطار ليستخدم لمدة خمس سنوات مثلاً فلابد أن يخزن في حرارة 25 درجة ورطوبة 10% فقط، فما بال أن يتم تخزينه في درجة حرارة عالية ورطوبة عالية ..
وأوضح أن الإطار يتأثر بظروف التخزين والشحن، ولهذا تمنع المواصفات دخول أي إطار إذا تجاوز عاماً من تاريخ صنعه ..
وحول إعادة تدوير الإطارات في السودان، قال: لا توجد إعادة تدوير في السودان، بل توجد استخدامات قليلة للسلك بشكل عشوائي. وأضاف قائلاً: هنالك إعادة تأهيل لطبقة المداس وهي الطبقة الملامسة للأرض من شركة النفيدي لأنها تحتاج إلى إمكانات ضخمة
وقال إن الإطارات أخطر من أمراض العصر بالذات في الطرق القومية.
وختم حديثه قائلاً: قلة الثقافة بالإطارات يعد وباء يحتاج من الكل العمل على مكافحته ..
إحصائية
تصدرت السعودية قائمة الدول العربية من حيث معدل عدد قتلى حوادث المرور بالنسبة إلى عدد السكان، بينما جاء السودان في المركز الخامس بـ 2311 قتيل في عام 2018 بينما جاءت قطر في المركز الأخير.
عربيًا:
بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية عن حالة السلامة على الطرق لعام 2018، بلغ عدد قتلى حوادث المرور في السعودية عام 2018 9031 شخصاً، بمعدل 28.8 شخصاً لكل 100 ألف من سكان المملكة، بينما بلغ عدد قتلى حوادث المرور في قطر 178 شخصاً، بمعدل 9.3 شخصًا لكل 100 ألف من السكان. جدول يبين معدل حوادث المرور في الدول العربية.
على المستوى العالمي:
جاءت ليبيريا على رأس قائمة دول العالم من حيث معدل قتلى حوادث المرور إلى عدد السكان بمعدل 35.9 شخصًا لكل 100 ألف من السكان، وهي دولة في غرب أفريقيا يبلغ عدد سكانها نحو 4 ملايين و700 ألف نسمة. جمهورية سان مارينو، جاءت الأقل على مستوى العالم بلا حوادث مرور على الإطلاق، وهي دولة تقع في شبه الجزيرة الإيطالية يبلغ عدد سكانها نحو 33 ألف نسمة.
حوادث الطرق:
مليون و350 ألف شخص على الأقل، يلقون حتفهم سنويًا جراء حوادث الطرق في العالم، منهم نحو 393 ألفًا من قائدي السيارات، ونحو 41 ألفًا من قائدي الدراجات الهوائية، ونحو 379 ألفًا من قائدي الدراجات النارية، ونحو 312 ألفًا من المشاة، ويعاني ما يتراوح عدده بين 20 مليون شخص، 50 مليونًا إصابات غير قاتلة. بحسب التقرير باتت الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الرئيسي لإزهاق أرواح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و14 سنة، والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 سنة و29 . الإصابات الناجمة عن حوادث المرور هي ثامن أكبر مسبب للوفاة. كل 24 ثانية يموت شخص ما على الطريق في العالم. وفق التقرير، لا يزال خطر الوفاة من جراء حوادث المرور على الطرق أعلى بمقدار ثلاث مرات في البلدان المنخفضة الدخل عنه في الأخرى المرتفعة الدخل. أفريقيا تستحوذ على أعلى المعدلات (26.6 شخصاً لكل 100 ألف نسمة)، بينما تستحوذ أوربا على أدناها (9.3 شخصا لكل 100 ألف نسمة). يعكس نوع مستخدمي الطريق كذلك التفاوتات في الوفيات الناجمة عن حوادث المرور. على الصعيد العالمي، تشكل نسبة المشاة وراكبي الدراجات 26% مَن مجموع من تُزهَق أرواحهم في حوادث الطرق، بينما يصل المعدل إلى 44% في أفريقيا وإلى 36% في شرق المتوسط.
الإطارات المستعملة ..
مسؤول بالمواصفات السودانية قال لـ (الصيحة) إن استخدام الإطارات المستعملة يعد سبباً أساسيًاً في حوادث المرور، وقال إن أصحاب العربات الخاصة والعامة نتيجة للظروف الاقتصادية السيئة أصبحوا يشترون الإطارات المستعملة والتي تكون سببًا في حوادث المرور. وأوضح أن المواصفات بالبحر الأحمر ظلت باستمرار تنشط في بث ثقافة الإطارات للتقليل من حوادث المرو .. وأفاد بأن التجار لا يزالوا يستوردون الإطارات المستعملة ويحاولون إدخالها بشتى الطرق وعبر التهريب، إلا أن الجمارك تتصدى لهم بامتياز لخطورتها في الطريق ..
الجمارك تبيد إطارات رسائل تجارية
وفي ذات الإطار كشف مدير إدارة المخالفات بالجمارك العميد شرطة حقوقي مروان حسين، أنه تمت إبادة (661) إطاراً غير مطابق للمواصفات بطريقة نوعية وآمنة حفاظاً على التربة وعلى البيئة من التلوث الناتج عن تصاعد الغازات الكيميائية التي تسبب العديد من الأمراض.
فيما أوضح نائب مدير إدارة المخالفات العقيد شرطة د. مجاهد الشيخ الفادني، أن جميع الإطارات التي تمت إبادتها عبارة عن رسائل تجارية، وقال إن استخدام الإطارات المستعملة والمغشوشة والمقلدة خطر يهدد حياة الإنسان وبالرغم من تحذير الجهات المعنية من استخدامها وسن قوانين صارمة للقضاء عليها، إلا أنها لا تزال تشكل تجارةً رابحة لضعاف النفوس من التجار وذلك نظراً للإقبال عليها من ذوي الدخل المحدود.