تتنوّع استخداماته شرقاً وغرباً .. السَّعف.. أشكالٌ أخرى من الجمال
الخرطوم- مجاهد نصار
ازدادت في الآونة الأخيرة استخدامات السَّعف في العديد من مناحي حياتنا اليوميّة، وامتدّت أذرع الاستفادة منه في جوانب مُختلفة وأخرى غير تلك التي ألِفَها الناس واعتادوا عليها في سنواتهم الفائتة, فبعد أن اُستخدم السَّعف في صناعة المكانس (المقاشيش) وهو الأشهر والمعروف لدى غالبية الناس، بَرَزَ استخدامه في ديكور المحال التجارية وتزيين واجهاتها وحوائطها لما له من أشكال جمالية بديعة يُمكنها أن تستأثر باهتمام كل من ينظر إليها, ومع ذلك نجده يُستخدم في صناعة الأطباق التي تَستخدمها النسوة في تغطية الأواني والكشرة وفي العديد من الأشغال وأعمالهن اليومية.
ولجأ العديد من الفنانين التشكيليين والمُبدعين لاستخدام السَّعف في الزينة والديكور في شكل بروش تُغطِّي الحوائط، وتُعلّق عليها بأشكالٍ وألوانٍ مُختلفةٍ ومُتعدِّدةٍ، كما تتم الاستعانة بالأطباق التي تُوضَع مع القرع بترتيبٍ خاصٍ لتعطي لمحة جمالية تفقدها العديد من الأماكن في السودان بعد أن لجأ غالبيتهم للحديث مُفضِّلين إياه على القديم والتراث الفلكلوري.
واشتهرت منطقة غرب السودان، وتحديداً إقليم دارفور بتصنيع السَّعف ومُشتقاته، حتى صار سوق نيالا من أشهر الأسواق في البلاد وما جاورها من دُولٍ في مثل هذا النوع من الصناعات التي يُجِدنها النسوة ويقمن بتصنيع العديد من الأشياء بأحجامٍ وأشكالٍ مُختلفة.
وعن ذلك تقول بعض النسوة: عرفنا السَّعف منذ الصغر، ووجدنا أمّهاتنا يَستخدمنه ويَصنعن منه احتياجاتهن اليومية وما يُعينهن على تسيير حياتهن، وهو بجانب استخداماته وشكله الجمالي، يُساعد في رفع مُستوى دخل الفرد.
ولا يقتصر استخدام وتوظيف السَّعف على أهل الغرب فقط، بل حتى أهل الشرق أيضاً، خَاصّةً مدينة هيا التي ارتبطت بصناعة السَّعف ويبيع بعض أهلها مُنتجاتهم من “القُفف” والأشكال الأخرى من السَّعف على الطريق السفري لبورتسودان.
وتقول حاجة أمينة عن ذلك: بلا شك إنّ للسَّعف شكلاً جمالياً مُميّزاً، خاصّةً عندما يتم تلوينه وهو من الأدوات المحلية التي يُمكن الحُصُول عليها بسُهولةٍ ويُسرٍ، كما أنّه قليلُ التكلفة ولا يَرهق من يَستعينيون به في أعمالهم اليوميّة لهذا أصبح غالبية الناس وأصحاب المحال والمُشتغلون في هذا المجال يُفضِّلونه ويرغبون في الاستفادة منه.