القائم بأعمال سفارة السودان بالأردن عصام عبد الرحمن لـ(الصيحة): علاقات الخرطوم وعمّان قديمة أطّرتها لجانٌ مشتركة
التبادل التجاري دون الطموح (100-150) مليون دولار سنوياً
استثمارات الأردن بالسودان أكثر من مليار وتوقفت لهذه الأسباب…
أهم صادرات السودان، الصمغ العربى والسمسم ودخول اللحوم شكّل قفزة نوعية
اتفاق مع أكبر مستثمر لحوم أردني، والعجالي السوداني غزا الأسواق وخلال أيام الضأن
سنصدر المانجو والموز هذا الأسبوع للسوق الأردنية
الأردن تعتمد على اللحوم السودانية لميزتها وهذه فرصة لتوفير العملة الحرة
نستقبل حالياً عشرات المستثمرين الأردنيين وبشريات أخرى نعلنها قريباً
حاورته عبر الهاتف / مريم أبشر
نشأت العلاقات بين السودان والأردن منذ خمسينات القرن الماضي، وتطورت على مدى تعاقب الحكومات وازدهرت العلاقات بين البلدين خلال السنين الماضية خاصة من الجانب السوداني حيث يقصد أعداد كبيرة من السودانيين الأردن بحثاً عن العلاقات، غير أن قفزة نوعية شهدتها العلاقات بين الخرطوم والأردن الأسبوع المنصرم على خلفية تحركات مكثفة أجرتها البعثة الدبلوماسية السودانية بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة وذلك بعد حالة الانفتاح التي يعيشها السودان بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب، وما صاحب ذلك من معالجات اقتصادية مهمة أجرتها الحكومة لمعالجة التشوهات في سعر الصرف وقوانين الاستثمار.
(الصيحة)، التقت عبر الهاتف بالوزير المفوض عصام عبد الرحمن محمد عثمان القائم بأعمال السفارة السودانية بالأردن، في حوار كشف خلاله التحركات والاتصالات التي قادتها السفارة مع المستثمرين رجال الأعمال الأردنيين والتي أفضت لاستئناف العلاقات التجارية خاصة فيما يلي تصدير اللحوم بعد توقف خمسة عشر عاماً، فضلاً عن استثمارات أخرى في مختلف الموارد والمنتجات السودانية مع توقع استثمارات أردنية كبرى وشيكة.
هذا وغيره في إفادات القائم بالأعمال بعمان.
* تربط الخرطوم وعمان علاقات تاريخية، تطوراتها وأين تقف الآن؟
بالطبع، يرجع تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين السودان والأردن للعام ١٩٥٧، وكانت البداية عبارة عن تمثيل غير مقيم، حيث كان السفير السوداني مقيماً ببغداد وهو السفير جمال محمد أحمد، والسفير الأردني بالقاهرة هو سفير غير مقيم في السودان. بدأ التمثيل المقيم بين البلدين في العام ١٩٧٦ وكان السفير محمد عزت الدبل أول سفير سوداني مقيم بالأردن. العلاقات بين البلدين بصورة عامة تشهد قدراً من الحميمية في الجانب السياسي والتعاون في العديد من المجالات وتطابق في مواقف البلدين حول العديد من القضايا.
* هل هنالك زيارات متبادلة ولجان مشتركة لتقييم العلاقات في أبعادها المختلفة؟
هنالك زيارات رئاسية بين البلدين رغم تباعدها وكذلك للمسؤولين، ويوجد تبادل مشترك لدعم مرشحي البلدين في المناصب بالمنظمات الدولية والإقليمية.
* ماذا عن حجم التبادلات التجارية؟
حجم التبادل التجاري بين البلدين ما بين ١٠٠ إلى ١٥٠ مليون دولار سنوياً، ويعتبر ضعيفاً مقارنة بحجم العلاقات الثنائية وتوجد لجنة عليا مشتركة بين البلدين برئاسة رئيسي الوزراء من الجانبين، تعمل بالانعقاد بالتناوب بين البلدين كل سنتين الأولى كانت في العام ١٩٩٧ والأخيرة رقم سبعة كانت في الخرطوم في أغسطس ٢٠١٧ وأطرت اللجنة العليا المشتركة للتعاون الاقتصادي في مختلف مجالاته من خلال حوالي ٤٢ اتفاقية.
*هل هذه الاتفاقيات مفعلة؟
توجد لجنة فنية زراعية مشتركة بين البلدين في مختلف محالات التعاون الزراعي برئاسة وكيلي وزارة الزراعة في البلدين، وآخر لجنة كانت في يناير ٢٠١٨ تتعلق بتبادل استيراد وتصدير المنتجات الزراعية والتعاون الفني بين البلدين.
أما عن حجم الاستثمارات الأردنية في السودان فتقدر بأكثر من مليار دولار في مجالات صناعة الأدوية والاسمنت والطلاء وزيوت المحركات والتعدين تم تخصيص مساحة أرض زراعية للجانب الأردني بالسودان لتأمين احتياجات الجيش الأردني من اللحوم، ولكن لم تتم الاستفادة منها بالكامل، وتم الاتفاق على تخصيص قطعة أخرى يتم تحديدها لاحقًا لإقامة مشروع زراعي عليها تقدر مساحتها بحوالي ٤٠ ألف فدان.
* نوع المنتجات التى يستوردها السودان من الأردن؟
يستورد السودان من الاْردن الأسمدة والأدوية والمواد الكيماوية والبلاستيكية، كما يوجد بروتوكولان مهمان جدًا هما البرتوكول الثقافي والبروتوكول الصحي بين البلدين، توقفا بسبب بعض العراقيل واختلاف وجهات النظر ومصالح كل طرف، يحتاجان إلى إعادة تفعيل مرة أخرى، أما الأردن فيستورد من السودان السمسم والصمغ العربي والأعشاب والكركدي، الأيام الماضية خطت التبادلات التحارية خطوات مهمة باستئناف صادر اللحوم السودانية للأردن، بحمد الله تعالى وبعد جهود حثيثة ومقدرة تمكنت البعثة من التواصل مع أكبر مستورد للحوم بالأردن وهو رجل الأعمال عصام حجازي غوشة صاحب أكبر مراكز تجارية بالأردن، وأكبر مستورد للحوم والخضروات والفواكه بالأردن من إقناعه لزيارة السودان ومقابلة المسئولين في محال اللحوم وزيارة مسلخ الكدرو، وأثمرت هذه الجهود عن استئناف صادر اللحوم السودانية للأردن بعد توقف لحوالي ١٥ عاماً.
* اللحوم السودانية هل وصلت للأسواق الأردنية؟
نعم بالفعل وصلت لحوم العجالي للأردن والآن متوفرة بالأسواق وستصل خلال الأيام القليلة القادمة لحوم الضأن السوداني.
* وهل هنالك أي مجال آخر للتصدير بخلاف اللحوم؟
بالتأكيد، تم الاتفاق على استيراد المانجو والموز من السودان ومن المتوقع وصولها خلال أسبوع تقريباً، ونعتقد أن هذا يعني أن إنجازًا كبيرًا لان السوق الأردني يعتمد بصورة كبرى على استيراد اللحوم وبعض الخضروات والفواكه من الخارج، وهذه فرصة كبيرة للسودان خاصة لما يتمتع به السودان من مزايا نسبية في مجال اللحوم والخضروات والفواكه.
* كم يبلغ حصيلة الصادر الأولية للحوم؟
يقدر العقد الأولي للحوم التي بدأت في الوصول بحوالي (١٠٥ ) مليون دولار، بالإضافة إلى استيراد العلف من السودان وكذلك تطوير صناعة اللحوم المصنعة، وهذا يسهم بصورة فعالة ومباشرة في زيادة الميزان التجاري بين البلدين، بحيث يكون لصالح السودان.
* هل نتوقع زيارات على مستوى رفيع خلال الفترة القادمة لتفعيل التبادلات؟
نعم، متوقع خلال الفترة القادمة أن تنعقد اللجنة العليا المشتركة، وكذلك اللجنة الفنية الزراعية، ولكن تداعيات كورونا هي التي تقف حائلاً دون ذلك في الفترة الحالية. ما يهمنا الآن زيادة الصادرات السودانية للأردن من اللحوم والمانجو والموز والعلف لدعم الاقتصاد السوداني وتوفير العملة الأجنبية بصورة مباشرة، وهذا يسير بصورة طيبة.
* وهل من المتوقع أن نرى حجماً أكبر للتعاون والاستثمار؟
هنالك بشريات أخرى قريباً نفصح عنها في حينها بعد أن تكتمل الإجراءات في مجالات استثمارية أخرى.
* على مستوى الجاليات تصنيفها وحجمها ؟
توجد جالية أردنية مقدرة بالسودان منهم عدد كبير من الطلاب يدرسون الطب، وكذلك عدد من رجال الأعمال في المجالات المختلفة.
ونسعى إلى تفعيل الزيارات الثنائية بين البلدين خاصة على مستوى المسؤولين والوزراء، وكدلك نسعى للاستفادة من تجربة العاصمة عمان في مجال إدارة عمليات النظافة والمواصلات والصرف الصحي.
* إذن هناك تنشيط وحركة لتفعيل العمل المشترك والاستفادة من الانفتاح الذي يشهده السودان؟
نعم، نحن في البعثة نقوم هذه الأيام باستقبال عدد مقدر من رجال الأعمال في مختلف المجالات للاستفادة من استثماراتهم في السودان، وعموماً هنالك بشريات في مجال الاقتصاد والاستثمار في الفترة المقبلة نعمل بصورة حثيثة مع رئاسة الوزارة والجهات ذات الصلة لتعود خيراً ونفعاً على بلدنا الحبيب.
* أوضاع السودانيين بالسجون الأردنية وكم يبلغ عددهم وهل هنالك اتفاقيات لتبادل السجناء بين البلدين؟
بالنسبة لأعداد السودانيين بالسجون الأردنية، الحمد لله العدد قليل ومعظمهم موقوف بمخالفة الإقامة وهؤلاء يكونون مبعدين، وتقوم السفارة عن طريق القنصل بزيارتهم باستمرار ومعظم هؤلاء الموقوفين مسجلين لدى مفوضية اللاجئين ولا يرغبون في العودة للسودان، أما المحكومون في قضايا فهولاء لا يتعدى عددهم أصابع اليد.
* كانت الأردن تستقبل أعداداً كبيرة من طالبي العلاج فيها هل ما زالت الأعداد كبيرة أم إنها تناقصت؟
بالنسبة للعلاج، فقد قلّت الأعداد كثيراً في السنوات الأخيرة بسبب ارتفاع تكاليف العلاج بالأردن ووجود بلاد بديلة أقل تكلفة مثل الهند ومصر.
*كم يبلغ تعداد الجالية في الأردن وكيف هي علاقتكم بها؟
الجالية السودانية المنتظمة تعمل في القصور الملكية منذ فترة طويلة. كذلك يوجد عدد قليل من الدارسين في مجال الدراسات العليا في مجال الطب، أيضاً يوجد عدد من السودانيين يعملون في عدد من المنظمات الدولية وهولاء تناقص عددهم في الفترة الأخيرة. هنالك عدد من اللاجئين تحت مسؤولية مفوضية اللاجئين ونحن في السفارة في انتظار تكوين مفوضية السلام بالسودان ومن ثم حضور وفد من المفوضية لإقناعهم وتحفيزهم للعودة للسودان.
*وهل نتوقع صادر لحوم الضأن قريباً؟
الخميس الماضي تلقت السفارة خبر صدور الموافقة من الحكومة الأردنية لاستيراد لحوم الضأن من السودان، وهذا هو الجانب المهم والمعول عليه، لأنه سيكون الطلب عليه عالياً والاستهلاك كبيراً، وبالتالي العائد كبير للسودان.