تقرير- فاطمة علي
انطلق أمس الملتقى التداولي التنظيمي لحركة جيش تحرير السودان، جناح مناوي والذي يأتي تحت شعار “نحو بناء مشروع التحرير العريض” بفندق القراند هوليدي فيلا. وشهد الملتقى حضور لفيف من المسؤولين بالحكومة وقيادات العملية السلمية والهيئات الدبلوماسية وممثلي الأحزاب السياسية والإدارات الأهلية. وأكد رئيس اللجنة المنظمة للملتقى أحمد عبد الكريم جدة، خلال مخاطبته الملتقى، أنه يهدف لتجويد الأداء لمواكبة متطلبات المرحلة القادمة وإخراج كادر مؤهل، وأضاف أن السمة المميزة أنه يضم كل مكونات الحركة لأجل انسجامها، مؤكداً سعيهم لتحقيق أهداف الثورة، وأشار إلى أن الملتقى سيستمر لمدة (3) أيام فيما جدد وفاءهم للشهداء.
تشظي الكيانات
عضو السيادي الانتقالي الطاهر حجر، أكد أن الوصول لمشروع التحرير العريض موجود منذ فترة النضال كهدف، وقال إن الحالة السودانية الراهنة مفروضة علينا، معبرًا عن حزنه العميق لهذا الحال. مشيراً إلى أن تأخيرها نتج من التشظي داخل الكيانات بفعل سياسات نظام المؤتمر الوطني، وقال آن الأوان للوحدة، وإن سلام جوبا عالج القضايا. وقال حجر: كنا نتحاور معهم شركاء لنا وكنا ندري معالجة القضايا لذلك تأخر توقيع الاتفاق.
وكشف أنهم ذهبوا لمنهج المسارات رغم ما أثير من حديث، مؤكداً أنه لن نهتم ببرتكول الترتيبات الأمنية ووجود جيوش الحركات فقط، وإنما سنأخذ بكل البروتكولات التي ناقشت قضايا السودان عامة. وقال يعالج الملتقى قضايا كبيرة، وعبر حوارنا نتلمس القضايا السودانية بوضوح وشفافية.
العبور السياسي
وطالب عضو مجلس الشركاء ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي خلال مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التداولي التنظيمي أمس، من الأحزاب مده بتجاربهم ودساتيرهم لتنظيماتهم، للمساهمة في العبور السياسي وتجاربهم العميقة، وإشراك القوى السياسية والمكونات الأخرى من نازحين ولاجئين والكنابي ومنظمات المجتمع المدني، وناشد الحركة ببذل مزيد من الجهد لوضع مقترحات تخرج بتوصيات مشيراً أن للمرأة دوراً في إنقاذ حياة المجتمع.
امتيازات شخصية
ويضيف مناوي، بالمقابل لكل تجربة أخطاء، وقد تكالبت المؤامرت هنا وهناك ليس ضد الحركات ولكن ضد الأحزاب السياسية غير الموالية للنظام. وقال إن الحكومة اخترقت عبر أجهزتها الأمنية الحركات مقابل امتيازات شخصية. ولفت أن ثورة ديسمبر جاءت تتويجًا لكل الثورات بالسودان، وأن أول تغيير لا بد أن يبدأ بتغيير الحرية والتغيير نفسها، ويتطلب منا نفساً طويلاً والنمط السلوكي السياسي دون استثناء، وزاد: علينا أن نتحاور للخروج بالفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي دون تشاكس، مشدداً على تطبيق نظام الحكم في كل المحاور لإصلاح القطاع الأمني والعسكري عبر الترتيبات الأمنية.
جيش قومي
وطالب رئيس الحركة، قوى الحرية والتغيير أن تبدأ حواراً بناء مع نفسها وبإنشاء جيش موحد قومي في ظل نظام ديمقراطي، مؤكداً أن بقاء الوطن أهم.
وأشار مناوي إلى أهمية أطراف العملية السلمية لأنها تمثل الهامش، ويجب لعب دور وطني لمرحلة ديمقراطية دائمة. ونادى بتفعيل دور المرأة بالحركة، مشدداً على إشراك المرأة في الترتيبات الأمنية لتذليل العقبات، وللفصل بين المهام والسلطات المركزية والولائية للحركة، وربط عضوية الحركة داخل وخارج السودان، وتوسيع المجلس القيادي مع مراعاة النوع، وتحديث مواقع الحركة. وأكد أن الحركة تدرجت من 2002 حتى ديسمبر وعقدت مؤتمرين، بسربا وحسكنيتة، وكان الانشقاق، ومرت الحركة بمحطات مؤكداً أن أبوجا تمثل محطة مهمة وأن وثيقة الجبهة الثورية 2011م، أصبحت مشتركة بين قوى الإجماع الوطني ونداء السودان، أثمر عن ميثاق خاص ينادي بهيكلة الدولة 2016م بباريس، ولعبت دور محور سياسي.
فجر جديد
ويرى القيادي بحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر، أن الملتقى فجر جديد، مطالباً بدستور يعبر عن الشعب السوداني، وعمل نقاش حول الحكم الفيدرالي، حتى يحدث تحول ديمقراطي حقيقي. ودعا ممثل حزب الأمة القومي إسماعيل كتر، للمحافظة على السلام أكثر من إنفاذه والسلم الاجتماعي والسلوك الديمقراطي المدني، وقال: علينا جميعاً دراسة المفاهيم حتى يصبح مستداماً. واستبعد وجود مساحة للتناحر ودعا من هم خارج السلام للحاق ليصبح سلاماً شاملاً.
فيما أكد رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة، الأمين داود فخره أن يكون رفاق السلام أعضاء في المجلس السيادي، ونادى بالحرص على أن يكون لشرق السودان دوره في المرحلة التاريخية.
خارطة سياسية
وأكد القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي التوم هجو، أن الحركة انتقلت من الكفاح المسلح إلى حركة جماهيرية لوضع نفسها في الخارطة السياسية، وأن تكون رائدة في هذه الفترة وهذه رؤية الجبهة أن يكون هناك تنافس.
وقالت القيادية بالحزب الاتحادي إشراقة سيد محمود، للتحول من الحرب للسلام مؤكدة أن الحركة سياسية رداً لأي حديث عن وجود قواتها، وأثبتت وجودها خلال مخاطبتها القومية والقضايا كافة وكل القضايا التي تناقش من خلال الفترة الانتقالية.
ووصف عضو التجمع الاتحادي جعفر حسن خطوة الملتقى بالقوية لبناء أحزاب تفضي لتأسيس الدولة السودانية. وطالب الكل بالاتجاه للتأسيس والبناء حتى لا يسرق الزمن ويملأ الفراغ الهواء، ويجب تقوية المؤسسة المدنية داخل الدولة بتوحيد أهدافها، وأن هناك تشويهات وضرورة أن تزول للعبور بالدولة السودانية.
نقطة فارقة
ولفتت ممثلة الاتحادي الديمقراطي الأصل شذى عثمان، أن الملتقى نقطة فارقة في خارطة السياسة السودانية، وبدأ العد التنازلي لحل مشاكل السودان وذلك بتوقيع اتفاق السلام، وأضافت أن القوى السياسية تنادي للتحول الديمقراطي لأنه الأنسب لحل قضايا السودان وطالبت بسياسة خارجية تقوم على حسن الجوار ومصالح السودان وأن المشكلة الاقتصادية لا بد من زيادة الإنتاج والإنتاجية.
ورحب نائب رئيس الحركة الشعبية جناح عقار، ياسر عرمان بوصول جيش الحركة ويجب أن يستكمل السلام والقضاء على الدولة الموازية التي تقف وراء النظام البائد، ومحاربة اللهجة الإثنية، وأكد أن البلد تسع الجميع والمواطنة المتساوية للجميع، وبناء جيش سوداني موحد غير مسيس لا يتبع لأي حزب ويتبع للسودان. وشدد بقطع رأس النظام البائد ومن ثم حلاقة رأسه. فيما أشار عضو تجمع الأجسام المطلبية التوم محمد، أن مهمة بناء جيش موحد مهمة صعبة، وأن مشروع التحرير العريض ملهم.