مدخل مهم:
هاشم ميرغني.. اسم فني لا يطاله الشك أو النسيان.. فهو كان نموذجاً للتجربة الفنية المتميزة والمتمردة على الواقع والكلاسيكي.. رسم لنفسه خطاً مختلفاً كما كان رساماً ومبدعاً في مجال تخصصه الهندسي.. والراحل هاشم ميرغني نموذج حقيقي وباهر للفنان المثقف الذي نبحث عنه.. والفنان المستنير هو واحد من أدوات التغيير والثورة على العادية والنمطية.. ومن يعاين عن كثب ويقترب من تجربته يجد نفسه أمام فنان متكامل الأدوات والقدرات.. ولكن الأقدار أرادت أن تختاره وتصطفيه.. وهذه محاولة للبحث والغوص في تاريخ هذا الفنان الجميل.
ميلاده ونشأته:
الفنان هاشم ميرغني مطرب سوداني مخضرم.. ولد المهندس الفنان هاشم ميرغني في حي أبوروف سوق الشجرة المسمى بامتداد حي بيت المال الشهير بمدينة أم درمان في النصف الثاني من أربعينيات القرن الماضي.. وقد ترعرع الراحل في هذا الحي.. وتلقى تعليمه الأولي في نفس المكان بمدرسة أبو قرجة الابتدائية.. ثم درس المرحلة الوسطى بالمدرسة الأهلية الشمالية جوار منزل الزعيم الراحل إسماعيل الأزهري، وفي هذه المرحلة بدأت تظهر مواهبه حيث أصبح ركناً هامًا من أركان الجمعية الأدبية، وقد اشتهر في تلك الفترة بمشاركاته الرصينة باللغة الإنجليزية.. كما لفت الأنظار في تلك المرحلة إلى صوته العذب الرخيم وهو يؤدي الأناشيد المدرسية ملحنة أمام الطلاب مما لفت إليه أنظار أستاذه حديد السراج، ومن بعده فراج الطيب السراج اللذين تنبآ له بمستقبل فني وأدبي بارع.
مواهبه الفنية:
يعد الفنان هاشم ميرغني من بين قلة من الأشخاص الأفذاذ متعددي المواهب فهو إلى جانب براعته في فن الغناء كان شاعرًا أيضًا، حيث كتب بنفسه كلمات أكثر أغانيه كما اشتهر إلى جوار ذلك بألحانه الجميلة وعزفه البارع على العود، أضف إلى ذلك مواهبه في الخط العربي والرسم والنحت بصورة احترافية لدرجة أن أحد أصدقائي التشكيليين أكد لي أنه لولا انشغال الراحل بمشروعه الغنائي لكان واحداً من كبار الفنانين التشكيليين في السودان.