معلومات مثيرة في قضية المتهم بقتل الشهيد حسن محمد عمر
اختصاصي الجراحة: الشهيد أصيب في العنق بعيار ناري دمّر القصبة الهوائية والمريء والنخاع الشوكي
شاهد الاتهام السادس: أجريتُ للشهيد عمليتين جراحيتين بمقدمة العنق وخلفه
شاهد الاتهام السادس: إصابة الشهيد (قاتلة)
الطبيب الشرعي: وفاة الشهيد لإصابته بعيار ناري بزاوية (متعامدة) مع الجسم
شاهد الاتهام الثامن: أُجري للمتهم طابور استعراف بإشراف مدير مباحث الولاية ووكيلي نيابة
ضابط شرطة: شاهدا الاتهام الثاني والثالث تعرفا على المتهم بطابور الاستعراف
المحكمة تحدّد جلسة لسماع شاهدي وقائع وآخر خبير في الأسلحة
الخرطوم: محمد موسى
حملت جلسة الأمس العديد من المفاجآت والمعلومات المثيرة وذلك في محاكمة المتهم بقتل الشهيد حسن محمد عمر، رمياً بالرصاص في مظاهرات اندلعت في الخامس والعشرين من ديسمبر للعام 2018م، حيث كشف شاهدا الاتهام السادس الطبيب المعالج للشهيد، وشاهد الاتهام السابع الطبيب المشرح لجثمان الشهيد، للمحكمة تفاصيل إجراء عمليتين للشهيد بعد إصابته بالطلق الناري يوم التظاهرات حتى وفاته ومن ثم تشريحه شرعيًا.
فيما لم تتوقف المفاجآت بجلسة الأمس عند ذلك الحد بل أماط شاهد الاتهام الثامن ضابط شرطة اللثام عما دار بطابور الاستعراف للمتهم الماثل بالمحكمة، وتعرف شاهدا الاتهام الثاني والثالث على المتهم وهو بطابور الشخصية لمرتين ولم يتعرفا عليه في المرة الثالثة لسحبه من الطابور.
//////////////
إجراء عمليتين للشهيد ..
في مبتدر جلسة الأمس اعتلى منصة الشهود داخل قاعة المحاكمة بمعهد تدريب العلوم القضائية بأركويت شرق الخرطوم الأستاذ بقسم الجراحة بجامعة أمدرمان الإسلامية بروفيسور محمد أحمد محمد بن عوف باعتباره شاهد اتهام سادساً، وأكد ذات الشاهد للمحكمة إعداده لمستند اتهام (1) تقرير الفحص الجنائي لحالة الشهيد، حيث كشف للمحكمة بأنه وفي يوم الحادثة بتاريخ 25 ديسمبر للعام 2018م كان مداوماً بمستشفى فضيل مع مجموعة من الأطباء والاختصاصيين والجراحين على أهبة الاستعداد لاستقبال أي إصابات خلال المظاهرات التي اندلعت يومها بمحيط المستشفى وشارع السيد عبد الرحمن، وامتدت لشارع القصر ومنطقة أبوجنزير وغيرها، منبهاً إلى أنه وخلال ذلك تم إحضار الشهيد إلى غرفة الطوارئ بمستشفى فضيل وأخضع للإسعاف الطبي حينها وتبين إصابته في العنق وقطع قصبته الهوائية ولديه انقباض في التنفس وانخفاض في ضربات القلب وأن أطرافه (اليدان والرجلان) لا تتحرك، إلى جانب وجود جرح آخر في الجانب الخلفي لعنق المجني عليه وبه نزيف وكان نبضه (ضعيفاً) نتيجة لتأثر جذع نخاعه الشوكي بحد تعبيره، مشيرًا إلى أنه وبعدها تم إدخال المجني عليه لغرفة العمليات وتم إعطاؤه دم وبلازما وأجريت له العملية الأولى وتم تركيب أنبوب أكسجين في قصبته الهوائية بمنطقة العنق وتم إيصاله بالأكسجين، ومن ثم تغطية جرحه من خلف العنق بشاش من الداخل والخارج لإيقاف النزيف، لافتاً إلى أنه وخلال العملية وجدوا أن مريء المجني عليه مقطوع تماماً، مؤكداً أن المجني عليه تم تركيب أنبوب له عن طريق الفم يصل للمعدة لإعطائه التغذية، إلى جانب إعطائه مضادات حيوية وأدوية باستمرار لرفع ضربات القلب للمعدل الطبيعي، وكشف ذات الشاهد للمحكمة بأنه وبعدها تم إجراء عملية ثانية للمجني عليه لتثبيت كسور الفقرات السابعة والثامنة بخلف العنق لا سيما وأنها كانت مهشمة تماماً بحد تعبيره، ونبه شاهد الاتهام السادس المحكمة إلى انه وبعد مرور (48) ساعة من إجراء العمليتين للشهيد تم نقله للعناية المكثفة ومكث بها طوال فترة علاجه، منبهاً إلى أنه وبمرور (12) يوماً لاحظ وجود حركة بشفتي وعيني الشهيد وبعدها اختفت مما يدل على أن دماغه قد دخل في مرحلة (غيبوبة) بسبب التأثير على جذع النخاع وتدهور وظيفته وأصيب بانخفاض في الضغط.
قطع المريء والقصبة الهوائية ..
وواصل شاهد الاتهام السادس أقواله للمحكمة وهو الطبيب المعالج للشهيد يوم الحادثة، وقال إنه في تاريخ 12/1/2019م حدث هبوط حاد في الدورة للمجني عليه وأجري له إنعاش في القلب مع إعطائه الأدوية ورجع لحالته الطبيعية حوالى التاسعة والنصف مساء، مبينًا أنه وبعد مرورو ساعتين حدث هبوط آخر للدورة الدموية للمجني عليه وأجريت له كافة محاولات الإنعاش لقلبه إلا أن العلامات كانت تشير إلى وفاة المجني عليه دماغيًا وأن نخاعه الشوكي قد تدمر تماماً مما جعل جذع المخ ينتفخ ويضغط على مراكز المخ.
تدمير النخاع الشوكي للشهيد..
وأكد شاهد الاتهام للمحكمة بأن إصابة المجني عليه كانت بطلق ناري ومن مسافة قريبة، لأنها دخلت وخرجت بسرعة، منبهاً إلى أن إصابة العيار الناري اخترقت عنقه وقامت بتدمير المريء والقصبة الهوائية والفقرات السابعة والثامنة والنخاع الشوكي، مشدداً على أن الإصابة كانت (قاتلة)، وأردف بقوله: (وإذا عاش المجني عليه لا يستطيع تحريك أطرافه الأربعة ولا يستطيع الكلام ويفقد صوته لأن قصبته الهوائية تقطعت).
التشريح وغصابة العنق..
من جانبه مثل أمام المحكمة شاهد الاتهام السابع اختصاصي الطب الشرعي هاشم محمد صالح فقيري، وكشف للمحكمة بأنه الطبيب الشرعي المشرح لجثمان الشهيد حسن محمد عمر، إضافة إلى أنه من قام بإعداد مستند اتهام (2) ب، عبارة عن تقرير التشريح الطبي لجثة الشهيد، وأفاد المحكمة أنه يعمل طبيب تشريح الطب البشري بمشرحة الأكاديمي الخرطوم، منوهاً إلى أنه وفي يوم 13/2/2019م وحوالى الساعة (3:35) صباحاً أحضر جثمان الشهيد للمشرحة وتبين من حالة جسده (الرخوة) بأنه كان متوفياً منذ ثلاث ساعات يومها، منبهًا إلى أنه وعلى الفور شرح جثة المجني عليه واتضح من خلاله وفاته بسبب إصابته بعيار ناري احدث إصابات بليغة في منطقة (العنق) نتجت عنها مضاعفات بجسده، مشيرًا إلى أن الإصابة كانت بعيار ناري في مقدمة عنقه ومن الأمام وخرجت من الخلف، مشددًا على أنه ومن طريقة وشكل فتحة الدخول محل الإصابة فإن زاوية العيار الناري كانت (متعامدة) مع الجسم، لافتًا إلى أنه ومن خلال تشريحه لجثمان الشهيد لم يجد إصابته بأي جرح آخر بجسده سوى جراح العمليات التي أجريت له بمحل إصابته بالطلق الناري بالعنق وبمحل خروج العيار من الخلف عند الظهر حيث كانت جروحاً بطول (25) سم عبارة عن دعامات دبابيس جراحية ومعدنية لفقرات الظهر، وكشف الطبيب الشرعي شاهد الاتهام السابع للمحكمة بأنه ومن التشريح وجد طوق (سحقي) تؤكد دخول العيار الناري بعنق المجني عليه الشهيد والتي تسببت بفقدان أنسجة من جراء الإصابة، ونفى الشاهد للمحكمة مقدرته على تحديد المسافة التي أطلق منها العيار الناري على عنق المجني عليه أو نوع السلاح الذي أصيب به يوم الحادثة بحد تعبيره، فيما استطرد الشاهد قائلاً للمحكمة بأنه فقط يستطيع أن يقول بأن الإصابة للمجني عليه كانت جراء إطلاق عيار ناري لماسورة سلاح طويلة بمسافة أكثر من (90) متراً بحد قوله، وكشف شاهد الاتهام السابع للمحكمة بأنه ومن خلال التشريح وجد انسكابات دموية سائلة بالتجويف الصدري للمجني عليه جاءت نتيجة إصابته بالعنق، بينما كشف ذات الشاهد عن عثوره بالتشريح على انسكابات دموية أخرى متجلطة بظهر المجني عليه.
تعرف على المتهم بالطابور…
من جهته مثل أمام المحكمة شاهد الاتهام الثامن نقيب شرطة بمباحث نيابة مكافحة الفساد والتحقيقات المالية أبوبكر عبد الله منصور، وكشف للمحكمة عن إعداده مستند اتهام (8) عبارة تقرير طابور الاستعراف للمتهم الماثل بقفص الاتهام وتم إجراؤه بمقر مباحث مكافحة الفساد والتحقيقات المالية وتحت إشراف مدير مباحث الولاية إلى جانب وكيل نيابة الخرطوم شمال محمد إبراهيم، ووكيل النيابة المحقق في البلاغ محمد الصافي، وأكد شاهد الاتهام الثامن للمحكمة عن وضع المتهم بطابور استعراف الشخصية مع (8) أشخاص آخرين متقاربين له بالعمر والشكل والطول، منوهاً إلى أنه تم وضع المتهم في ثلاث خانات ومواضع مختلفة في الطابور مع تغيير قميصه في كل مرة، موضحًا أن شاهدي الاتهام الثاني والثالث قد تعرفا على المتهم بطابور الشخصية لمرتين ولم يقوما بالتعرف عليه في المرة الثالثة لسحبه من الطابور بحد قوله، مضيفاً بأن شاهدة الاتهام الثالثة وفي البدء مكثت لمدة خمس دقائق ومن ثم تعرفت على المتهم بالطابور بعد أن طالبت باستدارته ورؤيتها له من الخلف ومن ثم مطالبتها أيضاً بأن يجلس بإحدى قدميه على الأرض في وضعية إطلاق النار وعللت ذلك إلى أنها ذات الوضعية التي رأت بها المتهم يوم الحادثة.
فيما حددت المحكمة جلسة الأحد القادم لسماع شاهدي وقائع، إلى جانب شاهد اتهام ثالث خبير في الأسلحة النارية.