ثنائية في الأفق:
ثمة ثنائية تلوح في الأفق ما بين الموسيقار محمد الأمين والشاعر صلاح حاج سعيد.. حيث وجد محمد الأمين ضالته أخيراً في أشعار صلاح حاج سعيد.. وأغنية نرجسة التي ظهرت قبل سنوات قليلة كانت هي الملمح الأول الذي قاد أبو اللمين للتنقيب مجدداً في منجم صلاح.. فكانت أغنية (مشتاق ليك يا جميل يا رايع) والتي استقبلها جمهور محمد الأمين بكل حفاوة وأوجد لها حيزاً كبيراً بين الأغنيات الكبيرة في مسيرته.. ونسأل الله كامل العافية للشاعر المهيب صلاح حاج سعيد ليعود مجدداً للتغريد والكتابة المبدعة.
محمد ميرغني:
محمد ميرغني.. فنان عظيم بدأ حياته الفنية عن طريق أغنية بقامة (أنا والأشواق) من البديهي أن يتربع على القمة، ويكون حاضراً بلا انقطاع في أذهان الناس.. محمد ميرغني فنان مختلف ومغاير.. فهو يجيد اختيار المفردة الشعرية.. كما يتقن انتقاء الألحان.. لذلك احتشتدت قائمة أغنياته بالوسامة والعاطفة الدافقة.. فنان بهذه القيمة حينما يصرح بأنه قرر الهجرة فذلك يعني أن الوضع الفني في السودان تحول لساحة خالية من الإبداع والتقدير يا وزير الثقافة والإعلام.
أحمد بركات:
يبدو أن مجلس المهن الموسيقية لا يهتم بالفنان صاحب الإضافة الحقيقية وليس المقلد الذي يلوك أغنيات الآخرين حتى يفرغها من مضمونها الجمالي.. ولعل الفنان أحمد بركات نموذج حي وماثل للتهاون في منح الرخصة لفنان قيمته الفنية تتمثل وتتمظهر في ترديده غناء عميد الفن الراحل أحمد المصطفى.. فهو يقوم بتشويه الغناء بطريقة مقيتة تدل على أنه بلا وعي فني وأنه عبارة عن مقلد ليس إلا.
أفراح عصام:
أفراح عصام يجب عليها أن تنزع معتقد أنها جميلة.. فهي تغني لشعب استمع من قبل لعائشة الفلاتية ومنى الخير وحنان النيل وغيرهن من الرموز الغنائية اللائي لم يعتمدن على الجمال والطلة الحلوة.. تلك الحقائق تستلزم الوقوف عندها، لأن أفراح عصام تغني غناء لا يتناسب وصوتها المحدود الذي لا يتمتع بأي خيال أدائي وليس لها مقدرة الصعود والهبوط في النوتة الموسيقية.. والجمال هنا ليس له مقام أو تقدير لأنه شيء نسبي لا يعتد به والتاريخ لا يحفظ إلا الجميل الذي يداعب الوجدان ويسكن خبايا الذاكرة.
إسماعيل الإعيسر:
إسماعيل الإعيسر لا يتقن التلمق للوزارء والمسؤولين في أجهزة الأعلام.. ولكن يعرف كيف يسطر ويكتب الأشعار التي تلامس الوجدان وتطرق الأماكن البعيدة من القلب.. شاعر بقامة الإعيسر ومنتوجه الإبداعي الراقي يستحق التكريم ومن أعلى جهات الدولة الثقافية.. لأنه لم يبتذل نفسه في يوم من الأيام، بل ظل على الدوام مهموماً بأفكار شعرية مختلفة لا تشبه الآخرين في شيء.. إسماعيل الإعيسر لم يجد حتى الآن التقدير الذي يوازي موهبته العظيمة، فهو شاعر مختلف ويكتب أشعاراً ذات طابع مغاير عن حال المطروح من الشعر عموماً والشعر الغنائي تحديداً.