(1)
الدكتور عمر محمود خالد… شاعر أوجد لنفسه مساحة خاصة ما بين الأدب والطب.. فهو من الشخصيات المتنازع عليها.. حيث يفتخر به أهل كل حقل ينتمي إليه.. اشتهر الدكتور عمر محمود خالد كشاعر مجيد صاحب تجربة وجدانية ثرة من خلال العديد من الأغنيات التي وجدت حظها من الانتشار أكدت على براعته كشاعر مجيد ومجدد، كما هو أيضاً ناجح وخلاق من خلال الحقل الطبي.. لذلك وجدت أغنياته حضوراً جميلاً ومشت بين الناس.. وليس أدل من ذلك أن نشير إلى أغنية بقامة (خمسة سنين) التي تغنى بها الموسيقار محمد الأمين.. وهي كافية على التأكيد على براعته كشاعر.
(2)
قبل أن يتغنى محمد الأمين بأغنية (خمسة سنين) في العام 1984 كان قد استلم نص أغنية (حلم الأماسي) في العام 1978 حينما كان الدكتور عمر محمود خالد (طالب امتياز) وبعد تخرجه من كلية الطب جامعة الخرطوم.. في ذلك الوقت البعيد قبل 35 عاماً كان النص بحوزة محمد الأمين ولكن لم يخرجه للناس إلا في مطلع العام 1997 وتحديداً في اليوم السابع من شهر يناير، حيث تغنى محمد الأمين لأول مرة بأغنية (حلم الأماسي) بعد عشرين عاماً بالتمام والكمال.
(3)
قدم محمد الأمين الأغنية بمسرح نادي الضباط في ليلة شتائية ذات برد قارس، كنت حضوراً فيها حيث حضرت إليها من مدينة كوستي حينما أخبرني أصدقائي بأن محمد الأمين سيغني أغنية جديدة لأنه قبلها توقف زمناً طويلاً عن إنتاج الأغاني الجديدة.. في تلك الليلة اعتلى الدكتور عمر محمد خالد المسرح وصدح بالقصيدة ثم تغنى محمد الأمين بعد ذلك.. والأغنية بالفعل كانت جديدة في لحنها وإيقاعها.
جزء من نص الأغنية:
إنتي مهما تغيبي عني.. لحظة ما بتفوتي مني
عايشة في وساكنة جواي.. في خواطري وفي مشاعري
وفي تسابيحي وغناي.. زي فرح ما ليهو آخر
وشوق سنين لزول مسافر.. راجي الزمن في يوم يجيبو
لديارو ولحبيبو ..و الفريق يفرح يغني..
في عيونك شايلة أكوان.. من أصالة ومن براءة ومن محنة
وعزة تشرب من معزة.. ومن تراثنا ومن أصلنا
ووعد غرقان في نداهو.. وزحمة أطفال جوه جنه