وسط دارفور.. تعزيز الشفافية وغرس السلام المجتمعي
تقرير: فاطمة علي
استعرض والي ولاية وسط دارفور الدكتور أديب عبد الرحمن أداء الولاية، لأجل تعزيز الشفافية وتمليك المواطن ما يجري بالولاية، وركز الاستعراض على محور الأمن والسلام المجتمعي ومحور الخدمات والبنى التحتية، وأشار الى أن المحور الأمني تم فيه تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية بتكوين قوات مشتركة على أن تعمل دون أي قيود أو إحساس بالانحياز لأي من الأطراف المتصارعة في الولاية.
بيد أن أديب أكد في المنبر الشهري بمجلس الوزراء، أن المحور الإنساني والسلام بذل فيه جهد مقدر لتعزيز السلم المجتمعي وغرس السلام في أعماق المجتمع عبر آليات حديثة وغير تقليدية يكون الاعتماد فيها بشكل أساسي لشريحة الشباب بالتضامن مع الحكماء والإدارات الأهلية (المخلصين) ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية بجانب عمل شراكات مع مجموعات ومنظومات تعمل في ذات الإطار، وقال نتيجته كانت في تأمين الموسم الزراعي، حيث إن الرقعة الزراعية زادت بنسبة 45%. واضاف عملنا بجهد مع لجان المقاومة في مبادرة زراعة السلام التي اطلقتها الولاية لدعم السلام والاستقرار بالولاية مشيراً إلى أهمية العمل المتواصل بالولاية من قبل لجان المقاومة وقوى الحرية والتغيير تجاه المواطن لزرع روح المحبة وتحقيق معاني السلام الحقيقي بالولاية، وزاد أديب أن ولاية وسط دارفور قامت بإعداد خطة محمكة لتطوير كافة الخدمات بالولاية وخاصة مواصلة العمل في كافة الخدمات. مؤكدا توفير الجازولين لبداية الموسم الصيفي للزراعة.
وأشار أديب الى أن السلام يتطلب بناء الثقة بين مكونات المجتمع ومعالجة كل آثار الحرب وماعلق في النفوس حتى يغرس السلام في وجدان المواطنين ويكون السلام ثقافة المجتمع ومرجعيته، مؤكدًا أن ولايته ستدفع بالمزيد من التعزيزات الى ولاية غرب دارفور حتى تنقشع هذه السحابة، وتعزيز السلم بين القبائل والعشائر.
الكتاب المدرسي
وأشار إلى أن العام الدراسي مستقر وتم توزيع (165000) من الكتاب المدرسي لجميع مدارس الولاية، منوهاً ان هناك 17000 كتاب الصف السادس لم يوزع مشيراً الى ما حدث بمنهج مادة التاريخ، وعبر أديب عن ارتياحه لجلوس طلاب محليتي وسط وشمال جبل مرة بمحلياتهم بعد 19 عامً، مشيرًا الحرب التي كانت بين حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور والقوات السودانية في تلك المناطق، نافيًا علاقة الحكومة الانتقالية بدعم المنشقين من حركة عبد الواحد نور وشدد الوالي على العودة التطوعية وتسهيل كافة الأعمال لاستقرار النازحين والعودة التطوعية لها وأشاد أديب بجميع القوات النظامية وفي مقدمتها قوات الدعم السريع التي كان لها القدح المعلى في إنجاح الموسم الزراعي بالولاية.
طريق زالنجي
وأقر بتأخر العمل بمطار زالنجي نسبة لشح الوقود، مشددًا على أهمية العمل الجماعي، وتمليك كافة الحقائق للمواطنين حتى يعرفوا كافة مناشط وخدمات الولاية التي تقدمها. كاشفاً عن استئناف العمل بطريق زالنجي نيرتتي مشيراً لأهمية ذلك بوجود الأمن. مؤكداً اقتراب اكتمال الإنارة وعمليات التركيب مؤكدًا أنها خطوة لبداية مشروعات قيد الدراسة وأضاف تم إجراء دراسة لكهرباء مدينة قارسلا.
عمليات تخريب
وأكد أديب إعطاء الأولوية للصحة، مؤكدًا خلو الولاية من الامراض الوبائية عدا جائحة كورونا فقد سجلت الولاية منذ بداية الجائحة (7) حالات، قاطعا خلو جميع مراكز العزل من اي حالات، واضاف تم افتتاح عدد 15مركز صحة إسرة وعدد 4 مراكز تأمين صحي، مؤكدًا اكتمال مشروع ومقار الامدادات الطبية الولائية، وأكد اكتمال تأهيل حوادث مستشفى زالنجي التعليمي، بعد عمليات التخريب التي حدثت.
فيما يتعلق بمعاش الناس أشار الوالي لتوزيع مواد تموينية عبر برنامج سلعتي لعد 6 آلاف أسرة لست محليات، واضاف تم تدريب عدد من المواطنين لتاسيس الجمعيات التاونية بعد 3 محليات ، والتنسيق لعمل دارسة لصناعة سكر الجدري بالولاية ، مضيفا وضعت خطة لتفعيل تجارة الحدود بمشاركة وفد من وزارتي التجارة والصناعة.
تناغم سياسي
وكشف أديب أن هناك تناغماً سياسياً حدث بين المكونات السياسية بالولاية، وذلك عبر اللقاءات وتفعيل دور تحالف قوى الحرية والتغيير، وأضاف: تم إجراء لقاءات تنسيقية مع الحركات الموقعة على سلام جوبا.
وأعلن أديب عن أن هناك فسادا كبيراً بالولاية من قبل النظام السابق، مؤكدًا أن لجنة إزالة التمكين وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو بدأت العمل وسيكون لها إنجاز رغم الهنات، مشيرًا الى أن هناك مباني لم تكتمل بنسبة 80% .
إسناد أمني وتأمين مقار
وأشار إلى أن معظم الجرائم المتعلقة بأعمال النهب والسرقات لا تمثل تهديدا أمنياً، مؤكدًا تمشيط المحليات بواسطة قوات مشتركة لمحاربة الظواهر السالبة، وتأمين مقار اليوناميد، كاشفاً استلام نقطة شرطة اليوناميد داخل معسكر الحميدية للنازحين بزالنجي، مضيفًا تم تقديم إسناد أمني لولاية غرب دارفور في الأحداث التي شهدتها الولاية بقوة مشتركة عددها 53 عربة.
الوضع الاقتصادي
وأضاف أن أغلب التحديات مرتبطة بالوضع الاقتصادي، مشيرًا الايرادات المحلية لا تفي لإنفاذ المشروعات الاستراتيجية، ولفت إلى أن موقع الولاية الجغرافي يجعلها ذات خصوصية أمنية مما يتطلب توفير ميزانيات ضخمة، قاطعاً رغم التحديات سنعمل على تفعيل الشراكة المجتمعية لإدارة الشأن العام في سبيل توفير الظروف المناسبة لحياة مستقرة . وتعتبر ولاية وسط دارفور زالنجي من اكثر الولايات التي تأثرت بالحرب وكان لها نصيب الاسد من الخراب والأذى الجسيم لمواطن تلك الولاية وشهدت الولاية خلال حكم النظام السابق انتقام وظلم، وجاء قرار تعيين الولاة المدنيين إيذانا ببدء مرحلة جديدة في اتجاه استكمال هياكل السلطة وانفاذ لشعار الثورة، وعلى حكومة الفترة الانتقالية إيلاء تلك الولاية خصوصية أمنية واقتصادية لموقعها الجغرافي ومناخها المتوسط، وما فيها من مواقع ذات طبيعة جاذبة للسياحة في إشارة لجبل مرة وما يتمتع به من مناخ البحر الأبيض المتوسط، وبيئتها الخصبة التي تصلح للزراعة وأن تصبح منطقة جاذبة للاستثمار خاصة بعد توقيع اتفاق السلام والانفتاح الخارجي واعادة السودان لحاضنة المجتمع الدولي ورفع اسمه من قائمة الإرهاب.