في مقالنا السابق كتبنا عن تعدين الذهب والمعدنين وأنواع التعدين، وكتبنا عن كيفية التعامل مع هذه السلعة المهمة والتداخلات بين اطراف العملية وقضية احتكار الذهب وتدخل البنك المركزي ودخول القطاع العام في الذهب.
في هذا المقال نكتب عن تصدير الذهب والتهريب والفرق بين المعلن والمصدر.
ان الذهب معدن نفيس، يعد السودان الدولة الثالثة في افريقيا في انتاجه بعد جنوب افريقيا وغانا ويملك مخزوناً في حدود ١٥٥٠ طنا او يزيد وينتشر في كل ولايات السودان.
أغلب إنتاج الذهب من المعدنين التقليديين، وتقديرات الإنتاج السوداني تفوق المائة طن في العام، ولكن المعلن رسمياً للصادر لم يتجاوز في احسن الحالات ٤٠ طناً في حين ان الانتاج اعلى بكثير، حيث ان اغلب الذهب يتعرض للتهريب عبر دول الجوار ومطار الخرطوم.
لماذا يهرب الذهب
١/احتكار الذهب لجهات بعينها
٢/دخول بنك السودان كمُشترٍ
٣/سيطرة القطاع العام على تجارة الذهب
٤/إبعاد القطاع الخاص عن ذلك مما جعلهم سماسرة بدل تجار ومصدرين
٥/عدم شراء الذهب بسعر البورصة العالمية
٦/وجود منافذ كثيرة للتهريب
٧/التعدين الأهلي صعب ضبطه
٨/جهات كثيرة في الدولة تعمل في الذهب دون تنسيق
كل هذه العوامل جعلت أغلب ذهب السودان يخرج مهرباً. لو راجعت السلطات السودانية سوق دبي سوف تعرف حجم الذهب الذي خرج مهرباً.
عليه لضبط عملية تسويق وتصدير الذهب يجب:
١/توحيد قناة التسويق
حيث إن وزارة المعادن منتج، وزارة المالية مسوق، وبنك السودان متحصل حاصل عوائد الصادر
٢/عمليات الشراء والبيع يقوم بها القطاع الخاص على ان تسدد عوائد الصادر مقدماً ولا يقل شراء الجهة المعينة لأقل من عشرة اطنان
٣/تخصص عوائد الصادر للسلع الاستراتيجية
٤/توقف عمليات السمسرة في بيع وشراء الذهب بعمل بورصة للذهب على أن يتم الشراء بسعر البورصة العالمية
٥/ تحصر مناطق التعدين لحصر الانتاج
٦/ تفعل مصفاة الخرطوم
٧/ تصدق مصانع تنقية وتصنيع الذهب في الخرطوم وتحدد وسائل المعايرة
٨/ يمكن ان يصدر الذهب مصنعاً
أعتقد أن سلعة الذهب سلعة غالية الثمن، نستطيع أن نكون من كبار مصدريه في العالم لو احسنا التعامل في ذلك واهتمينا بالمعدنين التقليديين وخرجنا من الزئبق والسيانيد، وأدخلنا آلات حديثة في التعدين وادخلنا العلم في التعدين.
معدن الذهب معدن نفيس وغالٍ ومرغوب وموجود في السودان بكثرة، ولكن لسوء إدارته سببٌ في ضياعه لمورد اقتصادي مهم يكفي السودان المسغبة ويكفي السودان احتياجه من استيراد السلع الضرورية.