Site icon صحيفة الصيحة

د. مجوك وود إبراهيم.. تفاصيل محكمة مهمة..  التحري يكشف تفاصيل إحباط محاولة إنقلابية على الفترة الانتقالية

تفاصيل دقيقة حول اجتماعات سرية بالعاصمة الإثيوبية

مخطط المحاولة كان متزامناً مع احتفالات البلاد بذكرى (21) أكتوبر

استخبارات الدعم السريع نفذت القبض على المتهمين بالخرطوم

الخرطوم: محمد موسى

وضع المتحري بالتحقيق الجنائي المقدم شرطة حامد شاندينا معلومات مهمة أمام منصة محكمة جنايات الخرطوم شمال التي يرأسها القاضي جمال سبدرات، بالأمس، وذلك خلال إفاداته حول قضية وزير الحكم الاتحادي الأسبق د. علي مجوك والعقيد مصطفى ممتاز، وآخرين بتدبير محاولة لإنفاذ مخطط (أكتوبر) للانقلاب على حكومة الفترة الانتقالية.

وكشف المتحري للمحكمة تفاصيل مكالمة هاتفية جمعت بين المتهم الأول علي وود إبراهيم ببريطانيا خططا خلالها لتنفيذ انقلاب لإحداث تغيير في البلاد عن طريق استلام القوات المسلحة للسلطة، وعقدهم لاجتماع داخل فندق بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا انتهى بضرورة سفر مجوك للخرطوم عبر الحدود السودانية الإثيوبية وذلك لعقد اجتماعات واستقطاب عسكريين بقوات الدعم السريع ومعاشيين ومدنيين لإنفاذ المخطط الإنقلابي ومن بعدها تنفيذ معركة افتراضية بمعسكرات الدعم السريع تزامناً مع احتفال البلاد بذكرى ثورة (21) أكتوبر في العام 2019م.

وقال: من خلال التحريات مع المتهم الأول (مجوك) فإن هدفه من تنفيذ الانقلاب هو إخراج رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال، من السجن وذلك لغسل العار الذي لحق بقبيلة المحاميد بالقبض على هلال ومجموعة كبيرة من أعوان قبيلة المحاميد وإيداعهم بسجني (الهدى والجنينة) .

علاقة مجوك بود إبراهيم

وابتدر المتحري أقواله للمحكمة وأفادها بأن المتهم الأول د. علي مجوك بدأت علاقته بـ (ود إبراهيم) منذ العام 2019م ببريطانيا، حيث أجري ود إبراهيم اتصالات بالمتهم الأول مجوك بخصوص تغيير الوضع في السودان لأنه (ماشي في خطر) بحد قوله وأنه على القوات المسلحة استلام السلطة بالبلاد، لأنه وقتها لم تكن القوات المسلحة قد استلمت السلطة بالبلاد، ومن خلال الاتصالات بينهما أن يقابل مجوك ود إبراهيم بأديس أبابا حيث يتم استقباله من المطار وإيصاله إلى الفندق الذي أعده ود إبراهيم بالطابق الأول غرفة (107)، موضحًا بأنه وبالفعل استقبل ود إبراهيم علي مجوك بالفندق وبدأ اجتماع بينهما لأحداث رئيسية متمثلة في إحداث تغيير في السودان وأسند خلال الاجتماع مهمة للمتهم الأول علي مجوك باستقطاب قادة عسكريين من قوات الدعم السريع او أي وحدات عسكرية أخرى أو معاشيين داخل العاصمة الخرطوم، مبيناً بأنه ومن التحريات اتضح أن تنفيذ عملية الاستقطاب المتفق عليها بين مجوك وود إبراهيم تكون متزامنة مع احتفالات البلاد بذكرى يوم ثورة الفريق عبود 21 /10/2019م، وأبان المتحري للمحكمة بأنه وفور وصول المتهم الأول (علي مجوك) للبلاد انخرط في لقاءات واجتماعات مع عدد من ضباط الجيش من بينهم العميدان بالجيش (خالد / وعماد) إلا أنه لم يتم القبض عليهما على ذمة القضية لاختفائهما، إضافة إلى لقائه بالمتهم الذي لم يقبض عليه ويسمى (أبو القاسم)، إلى جانب لقائه بقيادات مدنية حيث اجتمع بهم ثلاث مرات.

استقطاب قوات من الدعم السريع

وأوضح المتحري للمحكمة بأن استقطاب المتهم الأول (مجوك) لأفراد بالدعم السريع من بينهم كانت له مشاكل أساسية في ولاية غرب كردفان، وآخرون منهم كانت لهم إشكالية في تكوين إقليم واحد بدارفور، مؤكداً للمحكمة بأن جميع الأفراد بالدعم السريع الذين تم استقطابهم بواسطة المتهم الأول (مجوك) لم يوص بالقبض عليهم بالتحريات، وأرجع ذلك إلى أنه وبالتحريات اتضح له بان الأفراد المستقطبين يتبعون لاستخبارات الدعم السريع وأنهم عقب كل اجتماع مع المتهم الأول كانوا يقومون برفع معلومات وتقارير لقياداتهم بالدعم السريع بذلك .

ضرب نار بمعسكرات الدعم السريع  ..

وحول أول لقاء قال: انعقاد أول اجتماع للمجموعة بالخرطوم كان بين المتهم الأول (علي مجوك) والضابطين برتبة عميد بالجيش (خالد / وعماد) ، بغرض الحصول على تفاصيل العمل حيث ذكر لهم العميد (خالد) التابع للجيش بأن القوات المسلحة قد اتخذت قراراً بـ(التغيير) وأنهم مستلمون الخرطوم بنسبة (90%)، وكشف ذات المتحري للمحكمة أن الخطة التي كان المتهمون بصدد تنفيذها في يوم 21/10/2020م وهي إحداث زعزعة بضرب ذخيرة في معسكرات الدعم السريع والتي أسماها المتهم الأول علي مجوك بالمعركة الافتراضية، على أن يقوم (مجوك) باستقطاب أفراد من الدعم السريع لتنفيذ المعركة الافتراضية، في ذات الوقت نبه المتحري إلى أن المتهم الذي لم يقبض عليه في القضية قد عقد اجتماعات مع المستقطبين من قوات الدعم السريع وقام بتسليمهم مبالغ مالية على دفعتين،  وكشف المتحري للمحكمة بأنه ومن التحريات  فإن فشل مخطط تنفيذ المحاولة الانقلابية على الحكومة الانتقالية بالبلاد لم يتم لانه تم القبض على المتهمين قبل تنفيذ الانقلاب.

طابور استعراف للمتهمين

في ذات الإطار أشار المتحري المقدم شرطة حامد شاندينا،  إلى إجراء طابور استعراف للشخصية للمتهمين الأول (علي مجوك) والثالث (مصطفى ممتاز) وتم التعرف عليهما من قبل شهود الاتهام وهم (المستقطبون) من قوات الدعم السريع الذين كانوا معهم حضوراً في كل الاجتماعات، وكشف المتحري للمحكمة أنه ومن التحريات كان يقوم باستقطاب أفراد تابعة لقوات الدعم السريع أو أفراد مدنيين وذلك لوجود (غبن) من قوات الدعم السريع واستهدافهم أبناء قبيلة المحاميد وسجن معظمهم، إضافة إلى أنه وبالتحريات تبين اتخاذ اجراءات أبناء المحاميد بالخروج من إدارة الرزيقات بشرق دارفور، إلى جانب استقطاب المتهم الأول مجوك لقبائل أخرى بحكم علاقته بالمنطقة،  وأبان المتحري للمحكمة بأنه ومن التحريات فإن المتهم الأول استفسر المدعو (ود إبراهيم ) حول اختياره للقيام بالاستقطاب، حينها أفاده (ود إبراهيم) بأنه يعرف وجود غبن بقوات الدعم السريع وذلك استهدافها للمحاميد، فيما كشف المتحري للمحكمة بأن الهدف الأساسي لود إبراهيم في المخطط الانقلابي هو إحداث تغيير بالبلاد لأنها (ماشة في خطر)، وأن قوات الشعب المسلحة ليس لها غير استلام السلطة .

رحلة مجوك لدخول البلاد

وقال المتحري إن ودابراهيم وبعد اجتماعه مع علي مجوك بأديس أبابا قام بتمهيد عملية دخوله الى السودان عن طريق الحدود الإثيوبية ـ السودانية عبر منطقة القلابات، منوهاً إلى أن ود إبراهيم قام بتجهيز تذكرة سفر على الطائرة للمتهم الأول من العاصمة الأثيوبية اديس أبابا إلى منطقة (قندرة) المتاخمة للحدود السودانية ــ الإثيوبية، مبيناً بأنه وفور وصول علي مجوك المنطقة الحدودية تم تجهيز حافلة له بسائق، حيت منطقة القلابات ومن ثم تم تسليمه لشخص أثيوبي يدعى (برهان)، وكشف ذات المتحري للمحكمة بأنه وبحسب التحريات فإن هناك متهماً يدعى (أبوالقاسم) لم يقبض عليه أسندت إليه مهمة إدخال علي مجوك من أثيوبيا للسودان، فيما نفى المتحري للمحكمة تحريه حول الجهة التي يستقي منها المتهم (أبوالقاسم) التعليمات والتوجيهات بشأنها – إلا أن التحريات كشفت بأن هناك تنسيقات بينه وود إبراهيم.

ود إبراهيم معروف

ونوه المتحري للمحكمة بأن المدعو (ود إبراهيم) هو شخص معروف لكل السودانيين – لاسيما وأنه قام بمحاولة انقلابية في العام 2014م وكان برفقته وقتها عدد من القيادات العسكرية من بينهم (المتهم الثالث في البلاغ  العقيد بالجيش مصطفى ممتاز)، وهو صديق شخصي لود إبراهيم بحد قوله، فيما كشف المتحري  للمحكمة بأن المتهم الثاني هو من قام بمعاونة المتهم أبوالقاسم الذي لم يتم القبض عليه  لإدخال المتهم الأول للبلاد، موضحاً بأن المتهم الثاني وبالتحريات أفاد بأنه سافر برفقة أبو القاسم إلى القلابات وذلك لأداء واجب عزاء لأحد أسرته وحينها طلب الجلوس في إحدى المقاهي وذهب في المقابل للبحث عن مكان العزاء وعاد إليه بعد فترة طويلة وبرفقته شخص وأخبره بأنه أحد اقربائه ويدعى د. عبد الرحمن.

قبض وتحقيق مع المتهمين

ورداً على أسئلة رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين الثلاثة أوضح المتحري أن المتهم الأول د. علي مجوك هو أخصائي إنتاج حيواني ببريطانيا، وأن المتهمين الثلاثة تم القبض عليهم بمنطقة جبرة جنوب العاصمة الخرطوم في فترات متفاوتة تتراوح بين (20/10/2020م  إلى 8/11/ من ذات العام) بواسطة قوات استخبارات الدعم السريع قبل تنفيذهم مخطط الانقلاب ومن ثم تسليمهم لدائرة التحقيق الجنائي للتحري معهم حول القضية، كاشفاً بأنه لم يتم القبض على المتهمين الثلاثة وفق أمر قبض صادر من الجهات المختصة، وعلل ذلك بأنه وفي مثل جرائم المتهمين الموجهة الدولة والمتعلقة بتقويض النظام الدستوري لا يتم إصدار أوامر قبض للمتهمين وإنما دونه، مشيرًا إلى أن التحريات جرت مع المتهمين بمكاتب مباني التحقيق الجنائي وسط حراسة حول المبنى من الخارج بواسطة سيارات من قوات استخبارات الدعم السريع، فيما نوه إلى أن المتهم الأول (مجوك) قد سجل اعترافاً قضائياً بالمحكمة على ذمة البلاغ.

إقامة (مجوك) بشقة بجبرة

وأفاد المتحري بأنه لم يوص بالقبض على المتهم الثاني لعدم ورود اسمه على لسان المتهم الأول عند التحقيق معه، وإنما بعد التحريات مع المتهم الثاني ذكر له بأنه قد أحضر من القلابات برفقة المتهم (أبوالقاسم) الذي لم يقبض عليه،  وقال بأنه وبعد ذكر المتهم الثاني لأوصاف المدعو د. عبد الرحمن اتضح بأنه المتهم الأول (د. علي مجوك )، واتضح بأن المتهمين الثاني وأبو القاسم الذي لم يقبض عليه لديهما أعمال طلمبات بجبرة.

مواجهة بين مجوك والمتهم الثالث

وأوضح المتحري للمحكمة بأن القبض على المتهم الثالث (مصطفى ممتاز) جاء لورود اسمه على لسان شاهد اتهام يدعى (سيف حسن أبوه) كان حضورًا باجتماعات الاستقطاب للمحاولة الانقلابية، حيث أفادهم في التحريات بأن المتهم الثالث (ممتاز) هو ذات الشخص الذي اجتمع بهم مع العميدين بالجيش. وكشف المتحري إجراءه مواجهة بين المتهمين الأول (مجوك) والثالث (ممتاز) بتاريخ 2/ ديسمبر للعام 2020م وذلك لإنكارهما معرفتهما ببعضهما الآخر أو انخراطهما في اي اجتماعات بشأن الانقلاب وغيره.

تقويض نظام وإثارة حرب

وأفاد المتحري بأنه قام بتوجيه الاتهام للمتهمين الثلاثة ومن بينها تهمتى تقويض النظام الدستوري وإثارة الحرب ضد الدولة، وأن المتهم الأول قام بجمع أكثر من ثلاثة رجال وانخرطوا في اجتماع للمحاولة الانقلابية.

اجتماعات شفاهية للتخطيط لانقلاب

ونفى المتحري تنفيذ المتهمين لمخطط المحاولة الانقلابية أو إحداث للفوضى في البلاد أو زعزعة أمن الدولة ـ وأرجع ذلك إلى أنه تم القبض على المتهمين قبيل تنفيذهم الانقلاب ، فيما نفى المتحري للمحكمة ضبط أي معروضات في البلاغ أو محضر اجتماعات وغيره معللاً ذلك بأن الاجتماعات لتنفيذ أي انقلاب تكون عادة (شفاهة)، في ذات الوقت نفى المتحري للمحكمة تسليم أي من المتهمين مبالغ مالية للأفراد المستقطبين من الدعم السريع .

قصة موسى هلال والانقلاب

وكشف المتحري في أقواله بأن المتهم الأول (د. علي مجوك) أفاد بالتحريات بأن هدفه الأساسي من المحاولة الانقلابية هو إخراج رئيس مجلس الصحوة الثوري الشيخ موسى هلال، من السجن وذلك لغسل العار الذي لحق بقبيلة المحاميد بالقبض على موسى هلال ومجموعة كبيرة من أعوان قبيلة المحاميد وإيداعهم بسجني (الهدى والجنينة)، ونفى المتهم الأول في التحريات مناقشته لأي عمل سياسي في المستقبل خلال الاجتماعات، وأضاف المتحري للمحكمة بأنه ومن التحريات أن المتهم الأول (علي مجوك) له علاقة بموسى هلال  تتعلق بأعمال سياسية، إلى جانب أنهما أبناء قبيلة واحدة وهي (المحاميد) .

فيما حددت المحكمة جلسة في الثاني والعشرين من الشهر الجاري لسماع الشاكي وشاهد الاتهام الأول في الدعوى الجنائية .

 

 

 

Exit mobile version