كتب: سراج الدين مصطفى
(1)
اللغة العربية.. هي لغة ذات طبيعة خاصة ليس في تركيبتها اللغوية فحسب.. بل ينسحب ذلك على جمالية حروفها وطريقة رسمها وكتابتها، والحرف العربي هو إرثنا الثقافي والحضاري التاريخي الذي نعتز به بين الأمم، فقد نشأت نشأة عادية وبسيطة، ثم تطور مع تطور الحياة، كان في بداياته وسيلة للعلم ثم أصبح مظهراً من مظاهر الجمال والجاذبية، فأخذ يستوقف الناظر ويثير الدهشة والإعجاب وذلك بعد أن وضعت له الطرق والأساليب الابتكارية التي أضافت جمالية جديدة إليه.
(2)
ويقول التشكيلي والخطاط الشاب ماهر محمود (حب الناس للخط العربي هو حبهم لدينهم وللقرآن الكريم وللجمال، ومن طبيعة الإنسان أن يرجع لأصوله مهما ابتعد. حاولت الأجهزة أن تحل محل الخط العربي لكنها لم تصمد طويلاً”. ويضيف “الخط العربي يستخدمه الفنانون التشكيليون في كثير من لوحاتهم، لما له من بصمة جميلة، وكثير من الفنانين العالميين قالوا إن النقطة التي وصلنا لها في الفن وجدنا أن الخط العربي وصل لها قبلاً. فالحروف العربية تعطي انسيابية في الرسم والكتابة، وتمنح زوايا لا تصل لها الخطوط الأخرى”.
(3)
واستلهاماً لذلك يظل التوقيع الشخصي يمثل جزءا من جمالية الكتابة وهي تعبر عن صاحبها، حيث حملت الأخبار في الفترة الماضية خبر توقيع مقيم سوداني في السعودية إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره من قبل موظفي أحد المصارف بالسعودية، الذي اعتبره متميزاً.. وجاء التوقيع على شكل “طائر”، وهو ما أدهش موظفى الكاونتر، وعلق أحدهم على التوقيع قائلاً: “إن المدهش حقاً ليس فى شكل التوقيع فحسب وإنما فى السرعة والإتقان والطريقة التى يوقع بها اسمه والتي أدهشتنا جداً”.. وأضاف يستحق أن يدخل موسوعة “غينيس” العالمية كأجمل توقيع.. ويعتبر التوقيع على شكل “طائر” شائعاً في السودان منذ قديم الزمان ويحتاج إلى مهارة فائقة وتفنن احترفه عدد من الموقعين.