نقر الأصابع
سراج الدين مصطفى
على طريقة الرسم بالكلمات
البنوك يا حمدوك:
الوضع الاقتصادي الراهن كل المؤشرات تقول بأنه من صنيعة البنوك التي مازالت ترزح وتئن بالمخربين من أنصار نظام المؤتمر المباد.. الذين ما زالوا يتحكمون في مفاصل الاقتصاد من خلال الثروة الهائلة التي نهبوها.. لذلك على الدكتور حمدوك أن يركز في الفترة القادمة كل مجهوده على إصلاح البنوك وتنظيفها من الفلول وضرورة تسهيل الإجراءات وتسريعها فيما يخص تبديل العملات لأن هناك بطئاً شديداً تتسم به أزمة المعاملات البنكية ذلك البطء المقصود يجب أن يجد الحسم اللازم من رئيس الوزراء والوزير خالد سلك الذي نتعشم أن يتابع هو أيضاً ملف البنوك حتى ينصلح حال الاقتصاد.
سباق القنوات:
كل القنوات تقريباً بدأت في الاستعداد المكثف لشهر رمضان.. وهو سباق سنوي لأجل كسب رضا المشاهد والذي بدوره يبحث عن القناة التي تلبي رغباته وتغازل شغفه.. ولكن واقع الحال يؤكد أن ذات الأفكار القديمة ستظل حاضرة بلا تجديد واضح في المحتوى البرامجي.. لأن كل الأفكار تستنخ بعضها وتتوالد عذرياً.. ولكن يبقى العشم في رؤية برامج واقعية تلامس قضايا الناس وهمومهم ورغباتهم وتغوص في الجدية من حيث الطرح والمحتوى ..
نرجسية هيثم مصطفى:
ظل اللاعب هيثم مصطفى شخصية جدلية.. فهو حينما كان لاعباً في الهلال كان بؤرة للمشاكل والنزاعات بسبب نزعته الشخصية والجنوح للسيطرة على كل شيء.. ولم يكبح جماحه إلا الأمين البرير الذي استطاع أن يشطب هيثم دون أن يرمش له جفن.. ثم ضجة انتقاله للمريخ.. ثم توقفه عن اللعب مع المريخ.. ثم أخيراً تحوره وتحوله إلى مناضل وثورجي وأخيراً كمحلل سياسي ورياضي على قناته في اليوتيوب، ولكن للحقيقة أن هيثم مصطفى كان لاعباً مميزاً وله شخصيته داخل الملعب وخارجه، ولكن هيثم المحلل الرياضي يفتقد أبسط أدوات التحليل، حيث يتسم تحليله بالكلمات الهوائية واللغة الهشة والثقافة الممكنة والإضافة المطلوبة من التحليل .
سميرة دنيا:
في مرات كثيرة أتجنب الأحكام القاطعة فيما يخص القضايا التي تتعلق بالفنون عموماً.. لأن الرأي يظل نسبياً حتى وإن كان رأيًا مبنياً على تحليل أكاديمي.. وهنا تستوقفني تجربة الفنانة سميرة التي بتقديري وجدت مساحة أوسع من قدراتها فهي كفنانة توصف بأنها كبيرة ولكنها لم تضف أي أغنية ذات قيمة.. ولا يستطيع أي مستمع إذا سألناه أن يسمي لنا ثلاث أغنيات فقط لسميرة.. وأنا أثق بأنه سيجد معاناة كبرى حتى ولو استعان بصديق.. لذلك بتقديري أن الفنان (يكبر) بمنتوجه الإبداعي حتى ولو كان (صغيرًا)، ولكن الست سميرة (تكبر) من حيث العمر و(تصغر) من حيث المنتوج الإبداعي الملحوظ.
فاطمة الصادق:
عادة تكون القنوات الفضائية ذات الصلة بالأندية تتسم بالتعصب وتنغلق في فكرة برامجية واحدة وحتى المتابعات الخبرية تكون محصورة ومحدودة.. ولكن أعتقد أن قناة الهلال عكس ذلك تماماً.. فهي استطاعت أن تجذب المشاهدين من خلال المحتوى البرامجي الجاذب والبعيد عن فكرة الانتماء الضيق، وأعتقد أن الإعلامية فاطمة الصادق التي تجلس على كرسي المدير العام استطاعت أن تدير القناة بكل براعة وعقل مفتوح ومنفتح.. تلك العقلية الراجحة أفادت القناة وجنبتها الانزلاق لمربع الانتماء الضيق والعصبية.. فمن البديهي أن تحتل القناة هذه الوضعية المميزة وتجد لها موطئ قدم في الفضاء المفتوح على التنافس في المحتوى الجاذب.
نانسي عجاج:
نانسي عجاج فرضت نفسها كمطربة كاملة الدسم ليس عن طريق أي التواءت أخرى.. كان رهانها أولاً على صوتها الذي يمتاز بخصائص تقع تحت طائلة الندرة.. فهو صوت يتمتع بخاصيات كثيرة أولها الخيال الكبير والقدرة على التحرك في كافة المقامات الموسيقية صعوداً وهبوطاً.. فهي يمكن أن تغني في المناطق الغليظة وتؤدي بحيوية أكثر في المناطق الحادة.. تلك الخاصيات منحتها أبعاداً خاصة بها فقط… ويعجبني فيها روحها الوطنية العالية فهي كانت من ضمن الذين قادوا الثورة من الشوارع وكانت على الدوام موجودة في أرض الاعتصام وذلك ما غير صورتها كثيراً وحسنها أمام الشعب.
أزهري محمد علي:
الشاعر الجميل أزهري محمد علي، صاحب وضاحة والتجربة الحياتية الثرة مع مصطفى سيد أحمد.. هو شاعر لا يمكن تجاوز صوته الشعري.. فهو أصبح محطة واضحة لا يمكن تخطيها.. ولعل أزهري واحد من المجددين الكبار في كتابة الشعر وأدخل مدرسته الخاصة في الكتابة، وأثر على كل الأجيال الجديدة التي ترى فيه شاعراً ملهماً صاحب تجربة شعرية وحياتية تتسم بالصدق والواقعية.. ولعله شاعر يتميز بغنائية دافقة في أشعاره التي تنضح بالموسيقية الشعرية العارمة والمفردة ذات البعد الرمزي أو المباشر، ولعل الرجل تألق جداً إبان ثورة ديسمبر وأصبحت أشعاره وقود الثورة وشعاراتها.