تباريح الهوى
محمد البحاري
الدراما والحلول في زمن الوزير حمزة بلول!!
أيام قلائل ومعدودة على أصابع اليد الواحدة ويدخل علينا شهر رمضان المعظم وهو يعتبر موسماً للقربات والطاعات.. على المستوى الثقافي والإعلامي يعتبر أيضًا موسماً للإنتاج الثقافي والبرامجي فكل القنوات تستعد وتتأهب لرمضان بالإنتاج البرامجي الجديد وتبدأ المنافسة المحمومة بين القنوات حتى على المستوى الدرامي.
ويعتبر رمضان موسماً للدراما السودانية وتكاد تكون منعدمة في باقي الشهور من أي إنتاج درامي رغم وجود النصوص والكوادر الموهوبة والمؤهلة.. وفي ذاكرتي مسلسل (الشاهد والضحية) للكاتب والمؤلف الأستاذ (عادل إبراهيم محمد خير)، وهو يعتبر من أقوى ما قدمت الشاشة السودانية من إنتاج درامي عبر تاريخها ذلك من وجهة نظري الشخصية لأنه جسد قصة واقعية هزت وجدان الشعب السوداني.
جسد المسلسل بكل براعة واقتدار قصة (أميرة الحكيم) ولمن لا يعرف قصتها من الأجيال الجديدة..
نقول إن (أميرة الحكيم) فتاة سودانية ذات حسب ونسب وجمال خرجت من منزل ذويها إلى المدرسة ولم تعد حتى هذه اللحظة وحيكت حولها القصص والروايات واكتنف اختفاءها كثير من الغموض ولم تفك طلاسمه حتى هذه اللحظة..
واستطاع الأستاذ (عادل إبراهيم محمد خير) أن يجسد هذه القصة في شكل دراما في قالب من الإثارة والتشويق.. وبسيرة الإنتاج الدرامي نجد أن القناة الوحيدة التي كانت مهتمة بالدراما هي (قناة الشروق) من خلال سلسلة (حكاية سودانية) التي استمرت في تقديمها وإنتاجها لسنوات طوال متحملة تكاليف باهظة جداً لأجل تقديم دراما جديدة بمعايير مختلفة..
أعتقد أن قناة الشروق كانت من المؤسسات الإعلامية الناجحة جداً وفشلت هذه الحكومة في المحافظة عليها في حين أن حكومة الإنقاذ استفادت من كثير من الكوادر في هذه القناة غير (كيزانية)، وفي كثير من المؤسسات الأخرى لكن تصفية الحسابات أعمت بصرها وبصيرتها..
لكن يبقى دور وزارة (الثقافة) تجاه الدراما طابعه الجفوة والقطيعة والطلاق البائن بينها وبين الدراما والدراميين وهذه تحتاج إلى وقفة وسؤال هل هذه الجفوة لعدم تفهم الدور الكبير للدراما والمسرح؟؟ فالدراما دورها كبير وتأثيرها فاعل جداً في المجتمع لما لها من تأثير سريع على المتلقي..
نضع على عاتق الوزير الجديد (بلول) كثيراً من المسؤوليات تجاه الدرما وأن تكون ضمن أولوياته وأن يزيل الظلم الكبير الذي وقع على الدراميين وأن يكون عوناً للقنوات الفضائية، ويجلس معهم ويعرف التحديات والحلول الممكنة والمتاحة حتى تقوم بدورها، وأن يكون همه وضع السياسات والأطر الكلية وأن ينأى بنفسه عن قطع الأرزاق وسياسات التشفي وتصفية الحسابات..
وأن ينظر للمؤهلات قبل اللونيات السياسية وأن يعرف كيف يوظف الكوادر في محلها الصحيح..