عبد الله مسار
الحملة ضد مريم
أعتقد أن ما قالته الدكتورة مريم حُمّل أكثر من اللازم، وفي تقديري هنالك جهات لديها خصومة مسبقة مع الوزيرة أو مع حزبها من شركائها في الحكومة وهي حملة منظمة، وكذلك هنالك آخرون لديهم حساسية من مصر وآخرون يعملون لصالح إثيوبيا.
لأنني استمعت إلى اللقاء من خلال اليوتيوب ولاحظت أن الوزيرة أولاً أكدت ملكية السودان لأراضيه التي احتلتها أثيوبيا وأكدت على ذلك بموجب اتفاقية ترسيم الحدود ١٩٠٢ و١٩٠٣م.
ثم تحدثت عن استعمار الأرض بعد ذلك، وهي تعني تبادل المنافع مع دول الجوار بموجب اتفاقيات استثمارية أو إيجارة وفق المصالح والعرف الدبلوماسي.
أعتقد أن الأمر حملة منظمة ضد الوزيرة وحزبها في إطار المكايدة السياسية من شركائها لأنني لاحظت أن حزب الأمة القومي بدأ يتحدث باستحقاقه في الوظائف المركزية والولائية والمجلس التشريعي وفق ثقله الانتخابي، وهذا يشكل هاجسًا لشركائه في الحكم الذين لم يكن لهم مقعد واحد في الجمعية التأسيسية الأخيرة عدا الحزب الشيوعي، والذي هو الآن خارج الحكومة وتجمع الاتحاديين وهم ليسوا من وراء الأمر.
ومعروف أن فريق حزب الأمة القومي في مجلس شركاء الفترة الانتقالية تقوده د. مريم، وكذلك هي الأكثر حركة سياسياً في حزبها كما وأن حزبها له علاقات متميزة مع العساكر وحركات الكفاح المسلح التي وقعت اتفاق جوبا
ولذلك مستهدفة من هولاء.
وهم طبعًا عندهم جداد إلكتروني جاهز لمثل هذه الحملات
وطبعاً الطبل الفارغ أكثر صوتاً.
عمومًا أعتقد أنها حملة منظمة ليس مقصود منها المحافظة على أرض وحدود السودان، ولكن مقصود منها الكيد السياسي لحزب الأمة القومي ولمصر.
لأنه لو كان مقصوداً منها القضية الوطنية فالجيش يقاتل في الفشقة والحكومة وـحزابها الصفرية بعيدة عن مسرح الأحداث والوقوف معه لا ماديًا ولا معنويًا ولا دعم متطوعين وحتى إعلاميًا.
أيضا هذه الحملة وراوها عملاء ومؤيدون لأثيوبيا، حساسية ومكايدة في مصر في حين أن مصر هي الأقرب والأنفع للسودان، كم سودانياً درسوا في الجامعات المصرية وكم درسوا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وكم من الضباط تدربوا في أكاديمية ناصر العسكرية، وكم تلميذا تخرجوا من مدارس البعثة المصرية في الخرطوم، بل كان هنالك رواق في الأزهر الشريف لأبناء دارفور، خرّج فحولاً في الشعر والأدب والشريعة الإسلامية وعلوم القرآن . وكم وكم
وماذا كسبنا من أثيوبيا غير العاملات الإثيوبيات والهجرة غير الشرعية التي تعبر عبرنا.
إذن هذه الحملة معلومة لكل ذي لب وعقل، وهي حملة مدروسة ومنظمة تقف بعض الأحزاب ومخابرات بعض الدول حولها، نكاية في د. مريم وحزبها وفي مصر وعلاقاتها بالسودان.
الأمر واضح جداً لكل ذي عقل وليس القصد منه الحرص على أراضي وحدود السودان.
أما المزايدة على د. مريم وحزبها مرفوض، لأنها ممن يدرسون الوطنية والتضحية والبلاء في السودان قديمًا وحديثاً
نحن نختلف مع حزب الأمة في بعض أطروحاته ولكننا نحق الحق ونفرق بين الغث والسمين ولا تنطلي علينا وعلى الشعب السوداني الألاعيب والأحابيل السياسية ونعرف أن هذا مسموماً وهذا سليماً.